تعيش اغلب مدن الحوض الشرقى وخاصة عاصمة الولاية النعمة على وقع أزمة متصاعدة بفعل مساعى الشركة الوطنية للماء الرامية إلى نشر أنابيب المياه داخل مركز المقاطعة، ورفض السكان السماح لبعض الآليات بتحويل المنازل إلى شوارع دون تخطيط من الجهات المعنية فى الإسكان.
الشركة التى باشرت أعمالها قبل فترة، تعمل جاهدة من أجل اكمال المشروع قبل دجمبر 2017 فى مركز المدينة ضمن وعد أطلقه الرئيس للسكان خلال الاستفتاء على الدستور، لكنها تصطدم بواقع معقد أملته السياسة المرتبكة لقطاع الإسكان، والعجز الذى ميز الوزارة طيلة السنوات الأخيرة.
وعود بالتخطيط وصور جوية للمقاطعة واجتماع رسمى مع أبرز المعنيين بالملف، كانت تلك أهم ملامح مرحلة الخداع التى قادها وزير الإسكان الأسبق بايحيا 2014 فى مجمل مدن الشرق الموريتانى، ضمن حراك حكومى يهدف إلى إقناع السكان بالمشاركة الفاعلة فى الانتخابات الرئاسية غير التوافقية حسب أبرز معارضيها، لكنها جولة خداع أنتهت برحيل الرجل عن المنصب، ليسلمه لآخرين همهم الوحيد تسيير الوقت وتنفيذ الأوامر، دون رؤية حاكمة للقطاع أو طموح لفعل أي مشروع جديد، مهما كانت الحاجة له قائمة وتكاليفه المادية جد محدودة.
ويقول عدد من سكان المدينة إن مجمل الفاعلين فيها يترقبون قرار التخطيط المعلن قبل أربع سنوات من أجل القيام بأي استثمار مقنع بعد 57 سنة من الاستقلال، كما أن الصورة المتنامية داخل المخيلة الشعبية، تشى بأن الحكومة أسلمتها للإهمال وأن حالة من الانتقام من ساكنيها قد تبلورت فى أذهان المسؤولين بعد الهزيمة المذلة للقوى الفاعلة فى السلطة سنة 2013، وباتت الحوض الشرقى مجرد خاصرة أمنية رخوة، يتم التعامل معها من طرف الجيش والأمن كقاعدة محتملة لعبور الإرهابيين أو خزان انتخابى وقت المواسم السياسية، يكتفى أصحابه بالوعود الزائفة والمشاريع الشكلية، مثل إعلانه قطبا اقتصاديا من دون أي مشروع، أو الإعلان عن تأسيس مشاريع جديدة فيه دون الشروع فيها، أو بناء مؤسسات شكلية فيه غير قادرة على التوظيف أو رفعة القدرة الشرائية لساكنيه.
زهرة شنقيط