بالتوقف على المقال النقدي الرائع الذي كتبه الاستاذ : خطري ولد محمد المصطفى والذي حمل عنوان : ( مهرجان اعيون المقفة وعرض ماتليدا ) فإن المعاني الكامنة بين كلماته لن تدعك تمر دون أن تتفاعل معها سلبا أو إيجابا ، ولأن الموضوع عميق في الطرح فإن النقاط التي تتطلب النقاش لا يمكن الإحاطة بها على الوجه اللائق ، لذا فإني اختار من بينها نقاطا ثلاثة لا يمكن تجاوزها في هذا الظرف الحاسم .
أولا : في ما يتعلق بتأسيس هذه المبادرة : لاشك وأنه بفعل ما نعيشه اليوم من حريات متعددة نابعة من الديمقراطية المقلدة نتوفر على فرص متساوية لمن أراد أن يؤسس مبادرة تخصه لأغراض شخصية ، هذه الديمقراطية المقلدة منحت ذلك الحق وقد تم استغلاله ، لكن طريقة الإستغلال كانت بعيدة كل البعد عن المبادئ التي شرعته ، فهذا المهرجان أتى يحمل عنوان لا يخصه وشعارا لا يهمه ، وهذا هو جوهر المشكلة ، ربما لأن المجموعة المؤسسة للمهرجان تعتبر المدينة مدينتها دون غيرهم فتصرفت على ذاك الأساس ، وربما أرادت عن قصد استفزاز أهل المدينة بهكذا تصرفات ، وأيا كان الدافع وراءهم فإن الحاصل من فعلهم لم يكن مشرفا أبدا ، ولو أنهم اختاروا عنوانا يخصهم أو يرمز لهم بصفة خاصة تميزهم عن غيرهم لما وجدوا من يعلق عليهم ، لأن هذا شأنهم ويبقى يخصهم دون غيرهم .
ثانيا : في ما يتعلق بحماية المجتمع : حين تكون وحيدا منعزلا ومغلقا على نفسك ، ماذا لديك تقدم ؟ التنوع والثراء ضمان للنجاح لاشك في ذلك ، فأهل لعيون قادرون بتنوعهم على ابهاركم بشرط أن يكونوا مجتمعين ، هذا الاجتماع يبرز الوجه اللماع والنير ، أما ما يدار بعيدا هناك فهو الوجه المظلم الذي ظهر العام المنصرم ، فلم يقدموا غير سياحة بمعايير غربية علمانية موحشة تستقطب أراذل البشر .
ثالثا : المهرجان من خارج المدينة : لمن لا ينتمى لهذه المدينة الأصيلة هناك انطباعان لا شك يجدهما ، الثقافة التي في العنوان أين هي ! تعجب وليس استفهام ، الأسماء اللامعة عبر التاريخ من أهل العلم والأدب والفن أين هم ! أيضا تعجب وليس استفهام ، فسيظل التعجب قائما دورات ودورات .
وكما أسلفت لا يمكن الوقوف على المعاني الكامنة في المقال ، لكن ضرورة استدراك هذا الواقع تقع على عائق أبناء المدينة المثقفين الغيورين على أنفسهم ، ماتليدا ليست مجرد قطة .
عبد الله ولد امباتي