في سياق من اهتمام الحكومة الإسرائيلية الكبير بقطاع التقنيات الإلكترونية، ولا سيما التكنولوجيا المتقدمة، سواءً في المجال العسكري أم المدني، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطاع التقنيات المتقدمة "السايبر" بأنه "البطة التي تبيض الذهب لإسرائيل".
ونقلت صحيفة "كالكيلست" في التقرير عن نتنياهو قوله إن التقنيات المتقدمة والسايبر تمثل "بطة تبيض الذهب؛ ليس على المستوى الاقتصادي فقط، بل على الصعيد الاستراتيجي والدولي، وهذا يوجب علينا الحفاظ على السوق الحر وعلى صناعات التقنية المتقدمة".
وأشار نتنياهو، خلال اجتماع حكومي، إلى أن إسرائيل توظف صناعة التقنيات المتقدمة و"السايبر" في تعزيز علاقاتها مع دول العالم، لا سيما في دول آسيا، مطلقا على الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة وصف "دبلوماسية التكنولوجيا".
وأضاف: "باستثناء الولايات المتحدة، فإن جميع التحالفات بيننا وبين الدول الأخرى تقوم على المصالح، علينا أن نستغل القدرات الخيالية لشعبنا مقارنة مع الشعوب الأخرى فهذه القدرات بكل تأكيد أكبر نسبيا من قدرات الشعوب الأخرى، وهذه حقيقة، لكننا في حال لم نواصل الابتكارات والتطوير فإننا سنفقد مزايانا لدى الأمم الأخرى".
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تحولت بفعل تقدمها التكنولوجي إلى "عنصر جوهري ومهم ومؤثر في الساحة الدولية رغم مساحتها الصغيرة.. يتوجب علينا توظيف قدراتنا التكنولوجية في تعزيز العلاقات مع القوى العالمية، وهذا ما يوجب علينا بشكل مستمر البحث عن فرص جديدة واستغلالها. يتوجب علينا عدم الاكتفاء بمواجهة الهجمات علينا، بل نحن مطالبون بالبحث عن فرص".
وأردف قائلا: "من أجل مواصلة إنتاج الابتكارات؛ نحن مطالبون باعتماد سياسات اقتصادية قائمة على السوق الحر".
وأشارت "كالكيلست" إلى أن صناعة التقنيات المتقدمة تمثل 11% من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل وتشغل 9% من الموظفين.
الجيش خلف ازدهار التقنيات المتقدمة في إسرائيل
في ذات السياق، دلت المداولات التي جرت على هامش مؤتمر "سايبرتيك"، الذي يعقد حاليا في تل أبيب، والذي يعد ثالث أهم مؤتمر عالمي يناقش القضايا المتعلقة بالحرب الإلكترونية، على أن الجيش الإسرائيلي يعد المصدر الرئيس للقوى البشرية المدربة التي تستعين بها الشركات الإسرائيلية الخاصة المتخصصة في مجال الفضاء الإلكتروني واستخدامات التقنيات المتقدمة.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى الليلة الماضية عن عدد من المشاركين قولهم إن الضباط والجنود الذين يعملون في الوحدات العسكرية المتخصصة في مجال الحرب الإلكترونية داخل الجيش، سواء في المجال الهجومي أم الدفاعي يتحولون بعد تسريحهم من الجيش إلى مصدر القوى البشري الرئيس في شركات السايبر والتقنية المختلفة.
وبحسب القناة، فإن شركات التقنية والسايبر الإسرائيلية تحرص بشكل خاص على استيعاب الضباط الذين تسرحوا من "وحدة 8200"، المسؤولة عن التجسس الإلكتروني في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" بسبب التجربة الكبيرة التي حازوا عليها خلال خدمتهم العسكرية، ما يؤهلهم للعمل بحرفية.
ونوهت القناة إلى أن من بين الشعب والوحدات العسكرية التي تحرص شركات السايبر والتقنية على استيعاب الضباط المتسرحين منها: شعبة الحوسبة التي باتت تتولى مهمة الدفاع عن الفضاء الإلكتروني العسكري والمدني الإسرائيلي؛ ووحدة "ميتسوف"، المسؤولة عن الشيفرة العسكرية، إلى جانب المتسرحين من وحدات "السايبر" في كل من جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" و"الموساد".
ترجمة عربي21