تناولت الصحف العربية الصادرة ،اليوم السبت، تطورات الأزمة اليمنية والقرار الأمريكي الأخير بإقامة مناطق آمنة لتوفير الحماية للسوريين والدعوة إلى تعزيز الجهود العربية لمحاربة الجريمة والشراكة الأطلسية الخليجية والانتخابات النيابية في لبنان ، فضلا عن تطرقها إلى المباراة التي من المقرر أن تجمع غدا الأحد بين المنتخبين المغربي ونظيره المصري ، برسم ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم بالغابون.
ففي مصر كتبت جريدة (الجمهورية) في مقال لها بعنوان "التعاون العربي ومكافحة الجريمة" أن العرب يملكون مقومات عديدة يمكن أن تجعلهم قوة لا يستهان بها أو على الأقل إحدى القوى العظمى في العالم وثروات بترولية ومصادر طبيعية لا توجد في أمريكا ولا في دول الاتحاد الأوروبي ولا حتى روسيا العظمي في عز مجدها ، كما يملكون طاقات بشرية ونوابغ وعلماء في كل فروع العلوم والبحث العلمي ، مشيرة إلى أن علماء مصر بصفة خاصة والعرب بصفة عامة الذين نبغوا في شتى الفروع العلمية وأثروا البشرية بعلمهم نموذج للطاقة البشرية التي يمكن أن تمثل عماد المستقبل.
وذكرت الصحيفة بأنه في الوقت الذي تتكتل فيه الدول الأوروبية ويكون الاتحاد الأوروبي بعملة موحدة وتأشيرة واحدة وموقف واحد لدعم أعضائه في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية ، يعاني العرب من الانقسامات والخلافات ويعمقون أي خلاف بسيط ليصبح هوة سحيقة بين الأشقاء.
وشددت على ضروري التركيز على الوحدة العربية ودعم أي كيان عربي يمكن أن يؤدي دورا مهما في الحياة الاجتماعية ، مضيفة أن مايلفت الانتباه حقا وجود الاتحاد العربي لمكافحة الجريمة الاقتصادية وغسيل الأموال ، وهي قضية مهمة لابد أن تتكاتف كل الدول العربية لمواجهتها خاصة ان رئيس الاتحاد بلال النمس صاحب رؤية ثاقبة وفكر بناء وثقافة واسعة وعلاقات طيبة ومتشعبة مع مختلف القيادات العربية تؤهله لأن يكون قياديا ناجحا للاتحاد خلال المرحلة القادمة التي يوجد العرب في أمس الحاجة خلالها لمكافحة الجريمة الاقتصادية التي يندرج تحتها العديد من العمليات الممولة للإرهاب وبات من الضروري على الجميع تجفيف منابع تمويل العمليات الخسيسة التي تضرب الأمن العربي ووحدة الصف وتشعل الفتن بين طوائف الشعوب العربية.
وفي موضوع آخر ، أشارت جريدة (الأهرام) في مقال تحت عنوان "مأسسة الشراكة الإقليمية" أن افتتاح حلف شمال الأطلسي "الناتو" مركزا إقليميا في دولة الكويت في الرابع والعشرين من يناير2017 ، أثار الكثير من التساؤلات حول مضمون تلك الخطوة وتأثيرها ليس فقط بالنسبة لأمن منطقة الخليج العربي، بل والأمن الإقليمى عموما ، خاصة أنها تزامنت مع حالة الضبابية السائدة بشأن رؤية الولايات المتحدة للحلف في ظل حقبة الرئيس ترامب، حيث تسهم الولايات المتحدة فى ميزانية الحلف بأكثر من الثلثين.
وقالت إن واقع الأمر أن علاقة حلف الناتو بالكويت ودول الخليج ليست بالأمر الجديد، حيث انضمت أربع دول خليجية، وهي الكويت والإمارات والبحرين وقطر لمبادرة اسطنبول التي أعلنها الحلف عام 2004 وتتضمن التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات الدفاعية والأمنية، وتوجت تلك العلاقة بافتتاح بعض أعضاء المبادرة سفارات لها فى مقر الحلف ببروكسيل.
وأشارت إلى أنه وفقا لبيان جهاز الأمن الوطني بالكويت والذي سيكون منوطا به إدارة المركز الإقليمى للناتو، يستهدف ذلك المركز الاستفادة من خبرات الحلف في المجالات العلمية والتدريبية خاصة في الأمن الإلكتروني وإدارة الأزمات وأمن الطاقة والتخطيط لحالات الطوارئ المدنية وتسهيل برامج الشراكة الفردية للكويت.
وترى الصحيفة أنه لا تزال هناك معوقات في سبيل تطور الشراكة الخليجية-الأطلسية ومنها اقتصار مبادرة اسطنبول على أربع دول خليجية وبقاء كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان خارج إطار تلك المبادرة اللتين تمثلان 70 بالمائة من النفقات الدفاعية لدول الخليج ـ ولهما مبرراتهما، لذلك ـ إلا أن الصيغة الحالية تعني عدم صياغة إطار جماعي لتلك الشراكة بما يعزز من فائدتها ويعزز الموقف التفاوضي لدول الخليج.
وفي الشأن الرياضي، واصلت الصحف المصرية قراءاتها للمباراة التي تجمع بعد غد الأحد بين المنتخبين المصري ونظيره المغربي برسم ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون، حيث تجمع على أن اللقاء يعد أولى المراحل الحاسمة التي لاتقبل القسمة على إثنين ، فيما ينصب تركيز الطاقم التقني المصري على تصحيح أخطاء الدور الأول أملا في تجاوز أسود الأطلس وفك عقدة تاريخية مضى عليها 31 سنة لم يشهد خلالها منتخب الفراعنة أي فوز على المغرب.
وفي السعودية، كتبت يومية (الشرق) في افتتاحيتها تحت عنوان "اليمن والعودة إلى الحوار السياسي"، أنه على الرغم من المساعي الأممية لإحياء المسار السياسي في هذا البلد، إلا أن مليشيات الحوثي-صالح تواصل إشعال فتيل النزاع في ضوء ما أكده تقرير لجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن، مشيرا إلى أن الحوثيين حصلوا على أسلحة إيرانية متطورة، من بينها صواريخ مضادة للدبابات والعربات المدرعة لم تكن في حوزة الجيش اليمني قبل اندلاع الحرب.
وقالت الصحيفة إنه بات من الضروري تحريك المسار السياسي بتنسيق دولي والعمل على إيقاف تسليح الحوثيين والرئيس المخلوع والالتزام بالحوار السياسي كي لا يستمر هذا النزيف الداخلي من النزاع الذي قضى على البنية التحتية لليمن، وجعلها في حالة نزاع مستمر طيلة الخمس سنوات الماضية.
وتحت عنوان "المناطق الآمنة.. جاهزية ميدانية وحل سياسي لتمكين قوى الثورة السورية"، كتبت صحيفة (اليوم) أن توجه الإدارة الأمريكية الجديدة نحو إقامة "المناطق الآمنة" في سوريا يشكل تهديدا للمشروع الروسي والإيراني في سوريا، خاصة وأنه يدفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الاضطلاع بدور فاعل في الصراع، وهو ما سارعت موسكو إلى التحذير منه على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وأكدت الصحيفة أن "المناطق الآمنة، وبغض النظر عن مضمونها وآلياتها، تظل الخيار الأكثر واقعية لتسوية الصراع في سوريا، ذلك أنه يلبي الحد الإنساني الأدنى بالنسبة للشعب السوري، وكذلك يعيد الأمل لقوى التغيير في سوريا، لاسيما وأن واقع المواطن السوري بات إما قتيلا أو جريحا أو مهجرا، أو أسيرا لعصابة الأسد".
وفي الشأن المحلي، كتبت يومية (عكاظ) أنه منذ إعلان المملكة في دجنبر الماضي اعتمادها تعويض المواطنين بمبالغ نقدية عن الأعباء الناجمة عن تنفيذ الإصلاحات المالية الواردة في وثيقة (التوازن المالي 2020)، المعلنة بالتزامن مع ميزانية المملكة 2017، بدأ المواطن يتفاعل على نحو تلقائي في اتجاه إنجاح الخطة عبر الآلية المعتمدة والمتمثلة في (حساب المواطن).
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن "هناك قلقا لدى المواطن من جشع التجار والشركات الكبرى التي لا ترغب في التعاون الجاد مع توجه الدولة في هذا المجال، بحيث لا تريد التعاون في كسر الاحتكار، وهو ما يتطلب البدء بحماية المواطن من هذا الجشع الذي سيرهق المواطنين بأعباء مالية يمكن تفاديها من خلال حزمة ضوابط وقرارات صارمة".
وفي قطر، واصلت صحيفتا (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما الاهتمام بالأزمة السورية والحاجة الى حماية المدنيين في ظل ست سنوات بقيت خلالها مؤسسات الشرعية الدولية "عاجزة" عن تحقيق ذلك، وبالقرار الأمريكي الأخير إقامة مناطق آمنة لتوفير هذه الحماية.
فتحت عنوان "تفعيل الجهود لمؤازرة الشعب السوري"، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن "الأمل يتجدد في أن تشهد الأيام المقبلة تفعيل جهود مؤازرة الشعب السوري بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية والقانونية".
وكتبت صحيفة (الشرق) أنه و"بالرغم من أن الخطة الأمريكية لاقت إجماعا دوليا بل وترحيبا من قبل أطراف كثيرة، لكن يبقى السؤال الأهم من سيحمي هذه المنطقة المتوقع إنشاؤها على المستويين الأرضي والجوي إذا لجأت إليها جموع اللاجئين السوريين؟ خاصة في ظل اعتراض موسكو عليها، وانقسامات شديدة تشهدها المعارضة المناوئة للنظام، وصلت لحد التقاتل فيما بينها".
وأضافت أنه "ومع الارتياح الكبير لهذا القرار الأمريكي المتأخر، إلا أن التحدي الأكبر والأهم يتمثل في ضرورة الإسراع في الإجراءات العملية التي من شأنها أن تجعل القرار أمرا واقعا"، مشيرة إلى ان "أي تأخير في فرض المنطقة الآمنة يعني المزيد من الضحايا والنازحين واللاجئين".
ومن جهتها، توقفت صحيفة (الراية) عند الأزمة اليمنية وما اعتبرته إفشالا متعمدا من قبل الحوثيين لجولة المبعوث الأممي الأخيرة في المنطقة ومساعيه الجارية لعقد جولة جديدة من المفاوضات، مسجلة ضرورة ممارسة المجتمع الدولي لضغوط على الحوثيين في ظل "رفضهم الالتزام بتسليم الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية قبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية"، وقالت انه يتعين "على الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح إدراك أنه لا يمكن أن يكون الحل عسكريا" وأن المبادرة المطروحة هي السبيل لتعزيز السلام خاصة وانها "شاملة وتتطرق للجانبين السياسي والأمني".
وأضاف كاتب افتتاحية الصحيفة ان هذه المبادرة "تعترف بشرعية الرئيس هادي وتمثل انتصارا لموقف الحكومة الشرعية المدعوم خليجيا وعربيا ودوليا"، محملا من جهة الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح مسؤولية تأزم الأوضاع في اليمن برفضهم جميع الحلول السلمية التي ترتكز على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار والقرار الأممي رق م 2216، ومن جهة أخرى المجتمع الدولي بسبب فشله في "إلزام الانقلابيين الحوثيين تنفيذ تعهداتهم".
وبلبنان، تحدثت (الأخبار) عن الانتخابات النيابية المقبلة، لاسيما دور المجتمع المدني، مشيرة الى أنه "سيخوض ومعارضو الأحزاب المشاركة في الحكومة، الانتخابات النيابية في بيروت، أيا كان شكل القانون الذي ستجرى بموجبه". وأضاف صاحب المقال أنه سواء أجريت الانتخابات وفق القانون القديم أو وفق أي قانون آخر، فقد "حسم ناشطون من المجتمع المدني في بيروت، ومعارضون للقوى المشاركة في الحكومة، خيارهم بتشكيل لائحة" لينافسوا بها الأحزاب.
وإقليميا، وتحت عنوان "موسكو تحشد المعارضة وتعلن تأجيل جنيف...والحرب الجهادية مستمرة" كتبت الصحيفة أنه وبموازاة تواصل اشتعال بعض المناطق في ريفي حلب وإدلب على وقع الاشتباكات، تكثف موسكو حراكها السياسي في سياق التحضيرات الجارية لجولة المحادثات السورية المرتقبة في جنيف، بعد ما حققت إنجازا مهما على الصعيد الميداني، عبر إقرار اتفاق وقف إطلاق النار بالتوافق مع أنقرة وطهران.
أما الجمهورية فاهتمت بالعاصفة القوية التي يتعرض لها لبنان التي أطلق عليها عاصفة (بيرلا)، مشيرة الى أن هذا المنخفض الجوي "الذي يزور لبنان منذ الخميس، آتيا من روسيا، سيبدأ بالانحسار ظهر اليوم، وفي أقصى الظروف بعد الظهر".
وقالت إن العاصفة نجحت في إبعاد اللبنانيين عن انغماسهم في النقاشات السياسية ورهاناتهم اليومية من تعديل قانون الإيجارات، وإجراء الانتخابات النيابية... وصولا لرهانهم على ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب".
من جهتها اهتمت (الديار) بقانون الانتخابات، الذي احتل صدارة المشهد السياسي، على وقع انطلاق العد العكسي لدعوة الهيئات الناخبة وفقا للقانون القديم، مشيرة الى أن وزير الداخلية، نهاد المشنوق، لا ينفك يؤكد أنه ملزم تطبيقه حتى الاتفاق على قانون جديد.
وأشارت إلى أن أوساط سياسية تتحدث عن "أسلحة دستورية قد يلجأ اليها رئيس الجمهورية، أبرزها عدم التوقيع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة باعتبار ان المرسوم الاجرائي لا يلزم رئيس الجمهورية باي مهلة زمنية قبل اعتباره نافذا".