سلطت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الإثنين، الضوء على عدد من المواضيع منها ردود الفعل حول إجراءات وقرارات الإدارة الأمريكية الجديدة المتعلقة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، ومنع رعايا سبع دول من الحصول على تأشيرات دخول الولايات المتحدة، والوضع في سورية، وتطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع السياسي في اليمن، والانتخابات النيابية في لبنان.
ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في مقال بعنوان "لماذا الصمت العربي؟"، بشأن الرد العربي تجاهل موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من نقل سفارتها إلى القدس ومنع رعايا سبع دول من الحصول على تأشيرات دخول الولايات المتحدة.
وقالت إن أن ثمة أفكار جديدة أعلن عنها ناصر القدرة، عضو اللجنة المركزية لمنظمة فتح الفلسطينية، تصلح لأن تكون مشروع قرار يدرسه وزراء خارجية العرب، بتقديم شكوى لمجلس الأمن ضد الولايات المتحدة، لإخلالها بقرارات المجلس - رغم كونها عضوا دائما - وقطع العلاقات الفلسطينية مع القنصلية الأمريكية - التي تمارس منذ 140 عاما عملها في بحث شؤون الفلسطينيين - فضلا عن إنهاء دور الوساطة الأمريكية في عملية السلام.
وأكدت الصحيفة ، في هذا الصدد، عدم شرعية قرار نقل السفارة لانتهاكه القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن وفتاوى محكمة العدل الدولية، فضلا عن إهداره اتفاقيات أوسلو التي ساندتها الولايات المتحدة في رسالة ضمانات واضحة للفلسطينيين صدرت قبل مؤتمر جنيف، واعتدائه الصارخ على حقوق المسلمين والمسيحيين والفلسطينيين في القدس، وتهديده استمرار عملية التسوية السلمية بقطع الطريق على حل الدولتين.
واعتبرت أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدم تعجله بنقل السفارة إلى القدس وشواهد أخرى تؤكد أن ترامب ربما يكون أجل قراره انتظارا للقاءين مهمين يعقدهما خلال فبراير المقبل، أولهما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي - الذي استبق الزيارة معلنا عزم إسرائيل بناء 2500 مسكن جديد في المستوطنات - ولقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومن جانبها ، تساءلت جريدة (الجمهورية) في مقال تحت عنوان "قرار ترامب.. يحطم تمثال الحرية"، عن عداء الإدارة الأمريكية الجديدة للمسلمين - الذين يقتربون من خمسة ملايين مواطن ويعيشون في الولايات المتحدة بدون مشاكل من عشرات السنين ، مؤكدة أن قرار البيت الأبيض بشأن منع رعايا سبع دول من الحصول على تأشيرات ودخول الولايات المتحدة يتنافى مع الفكرة التي قامت عليها الولايات المتحدة من الأساس، ويحطم تمثال الحرية الذي ينادي على المهاجرين والمضطهدين على الجانب الآخر من شاطئ المحيط.
وأشارت الصحيفة ، في السياق ذاته، إلى الموقف الإيراني بالمعاملة بالمثل ردا على القرار الأمريكي، فيما لم تتحرك الدول الست الأخرى وتعلن موقفها، وكذلك الدول العربية والإسلامية، مفسرة ذلك بأنهم اعتبروا قرار الرئيس ترامب شأنا أمريكيا داخليا، ولم يفطنوا إلى أنه يؤكد وصم المسلمين بالإرهابيين مع أن الإرهاب في كل مكان بلا وطن ولا جنس ولا دين.
وأبرزت "الصدمة" التي أصابت كل جمعيات حقوق الإنسان في العالم من القرار، وأيضا قرار بناء سور عازل على الحدود مع المكسيك لمنع دخول اللاجئين، مما يعني أن أمريكا ضاقت بالمهاجرين واللاجئين وكل القادمين إليها، وهو ما يحطم الدستور الأخلاقي الذي قامت عليه الولايات المتحدة.. ويعيد التمييز العنصري في أبشع صوره ولكن هذه المرة ليس ضد السود وإن وإنما ضد المسلمين.
وخلصت إلى أن الرئيس دونالد ترامب له الحق في اتخاذ القرارات التي تحافظ علي الأمن في بلاده، وإعادة العلاقات السوية مع روسيا علي مكافحة الإرهاب وأن يطلب من قواته المسلحة وضع خطة خلال شهر للقضاء على "داعش"، ولكن الذي ليس من حقه أن يجعل المسلمين يدفعون الثمن ولا أن يطالب المكسيك بتحمل نفقات السور الذي سيبنيه علي الحدود.
أما جريدة (الوطن) فكتبت تحت عنوان "الدستور الروسي لسورية" أنه لا يخفى على أحد أن سورية منذ الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي تقع ضمن مناطق النفوذ الروسي، وتستضيف منذ عقود طويلة قاعدة روسية بحرية في ميناء طرطوس السوري، وليس بخاف على أحد أيضا أن معظم أسلحة الجيش السوري من إنتاج روسيا.
ومن هذا المنطلق، تضيف الصحيفة، لم يكن مفاجئا أن تبادر روسيا إلى الدفاع عن النظام السوري، حرصا على مصالحها الحيوية في هذه المنطقة من العالم ، ولم يقف الأمر عند حد التدخل العسكري الروسي في الأراضى السورية، وإنما امتد إلى طرح بعض الدوائر الروسية فكرة إقامة اتحاد كونفيدرالي بين الدولتين. وأضافت أن روسيا قامت كذلك بإعداد مشروع دستور سوري، تم توزيعه في مفاوضات "أستانا" التي جرت بين أطراف الأزمة السورية، وانعقدت يومي 23 و24 يناير الحالي.
وقالت لعلها المرة الأولى في التاريخ الذي تقوم فيها دولة بإعداد مشروع دستور لدولة أخرى ذات سيادة، ومن ثم، يمكن لأساتذة القانون الدستوري أن يتحدثوا في كتاباتهم عن صورة جديدة لنشأة الدساتير، إلى جانب الصور الأخرى المعروفة، موضحة أن أول ما يسترعي الانتباه فى مسودة الدستور هو الغياب العربي الكامل، سواء في ما يتعلق بالدول التي جرى استطلاع رأيها في مسودة الدستور قبل خروجها إلى العلن، أو في ما يتعلق بالدول الأطراف في مفاوضات "أستانا"، حيث تم توزيع مشروع الدستور، أو في ما يتعلق بنصوص الدستور ذاته والتي تخلو من كل إشارة إلى الطابع العروبي للجمهورية السورية.
وفي قطر، حذرت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها ، مما وصفته بحركة "شرعنة للمستوطنات بشكل لم يسبق له مثيل في أي إدارة أمريكية"، ومن تيار المؤيدين لإسرائيل داخل الإدارة الأمريكية، وطالبت الجامعة العربية عدم الاكتفاء بإبداء القلق، والعمل على تحشيد المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإنقاذ مشروع حل الدولتين.
وتحت عنوان "القدس تستحق يقظة عربية"، عبر كاتب افتتاحية الصحيفة عن الأمل في أن تلتزم الإدارة الأمريكية الجديدة بثوابت المجتمع الدولي تجاه حل الدولتين.
ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الراية)، في افتتاحية تحت عنوان "قطر رائدة العمل الإنساني"، لجهود قطر في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات، مستحضرة، في هذا الصدد، كلا من قافلة المساعدات الخيرية التي سيرتها "قطر الخيرية" لإغاثة "25 ألف شخص من المهجرين والنازحين من الموصل ومدهم بما يعينهم على مواجهة ظروف فصل الشتاء القاسية"، وكذا جهود الهلال الأحمر القطري في مواصلة أعماله الإغاثية في مرحلتها الأولى من حملة "حلب لبيه"، بتوفيره أدوية ومساعدات طبية "لأكثر من 150 ألف مريض في مناطق ريف حلب الغربي والشمالي وريف إدلب".
وفي الشأن المحلي، وفي إطار ما اعتبرته تحقيق الدولة "لأقصى استفادة من التطور العلمي، للحفاظ على صحة سكانها"، ثمنت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، اقدام وزارة الصحة على اعتماد إجراءات علمية جديدة لزيادة التأكد من سلامة الأغذية، وذلك على الرغم من إثبات الإحصائيات الرسمية بأن "احتمالية دخول أي شحنة من المواد الغذائية إلى الدولة غير صالحة للاستهلاك الآدمي لا تتجاوز 0.01 في المائة".
وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لهذه الإجراءات سيعمل مختبر الأغذية المركزي على التحقق من الغش في أنواع اللحوم المختلفة ومن إمكانية احتوائها على بقايا مخدرات، فيما سيتولى مختبر الأغذية "الكشف عن اللحوم بطرق تحليلية حديثة جدا تتيح معرفة إن كان مصدر اللحم من حيوانات حلال أو من مصدر غير حلال"، أي "إن كان الحيوان قد ذبح بالطريقة الإسلامية".
وبلبنان، عادت (الأخبار) للحديث عن الانتخابات النيابية المقررة في ماي المقبل، إذ كتبت تحت عنوان "حكومة انتخابات لا تناقش قانون الانتخاب!" قائلة إن حكومة سعد الحريري، وبالرغم من أنها حكومة انتخابات، إلا أنها حاليا لا تناقش كحكومة جامعة قانون الانتخاب، موضحة أن البحث يدور بين أربع أو خمس قيادات تقرر فعليا ما هو النظام الانتخابي الأصلح للسنوات الطويلة الآتية. وأضافت أنه وبالرغم من تأكيد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على أن الحكومة هي حكومة انتخابات، فإنها لم تعمد بعد الى الاقتراب من هذا الملف، ب"المعنى الفعلي والعملي"، ولم تعد مشروعا للانتخابات لأن البحث الفعلي السياسي يدور في مكان آخر.
وإقليميا، وتحت عنوان "اندماج جديد تحت ظلال (القاعدة): زوال (جيش الفتح) و(أحرار الشام) تعد الرد" أشارت الصحيفة الى أن الحرب التي تشهدها أرياف الشمال الغربي السوري دخلت مرحلة جديدة، مع الإعلان عن "تشكيل جديد نواته (جبهة فتح الشام) تحت اسم (هيئة تحرير الشام).
وقالت إن التشكيل الجديد، الذي بدأ باستقطاب عدد من فصائل (أحرار الشام) قد يعمق حالة الخلاف بين الفصيلين، مشيرة الى أن (هيئة تحرير الشام) يضم، إلى جانب (جبهة فتح الشام)، كلا من (حركة نور الدين الزنكي) و(لواء الحق) و(جبهة أنصار الدين) و(جيش السنة).
أما (الجمهورية) فعلقت على المشهد بالبلاد بالقول إنه ومع انحسار العاصفة الطبيعية التي ضربت لبنان، "بدأت تضربه عاصفة سياسية عاتية" تمحورت تحول قانون الانتخابات النيابية والتي يتوقع أن تتوالى فصولها لاسيما وأن البحث في هذا القانون "ما زال يدور في حلقة مفرغة"، إذ لم ترس الاتصالات ولا اجتماعات ولا اللقاءات على بر بعد.
وكشفت أن عدد المشاريع المختلطة المتداولة على بساط البحث تجاوز 35 صيغة، معلقة "كأن البحث في قانون الانتخاب بات أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش".
أما (المستقبل) فاهتمت بتفاصيل تقرير غربي حول سوريا، وكتبت تحت عنوان " تقرير غربي يحذر من تطهير عرقي ضد السنة في إدلب والغوطة الشرقية" أن تقريرا أمنيا واستخباراتيا غربيا حذر من أن الوضع المأسوي في بعض المناطق السورية، "قد يفوق في خطورته الوضع الذي ساد في مدينة حلب"، موضحة أن التقرير أشار بالتحديد الى منطقتي إدلب والغوطة الشرقية، معتبرا أنهما نقطتين تعمل قوات بشار الأسد وحلفاؤها الايرانيون والروس على جمع الأهالي السنة فيهما بشكل مشبوه. وقالت إن التقرير، الذي سرب الى مراسل شبكة (سكاي نيوز) لشؤون الدفاع اليستير بونكال، حذر من أن "الثلاثي الأسدي - الإيراني - الروسي قد يقدم في أية لحظة على مجازر تطهير عرقية بقصف هاتين النقطتين المكتظتين حاليا بالمدنيين"، مؤكدا أن "هذا الأمر قد حدث سابقا، وبالتالي فإن الوثيقة تؤكد قيام قوات الأسد بعمليات تطهير عرقي ضد فئة محددة من الشعب السوري (...)".
وفي السعودية، تطرقت يومية (الرياض) إلى القرارات التي شرع الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ترامب في تنفيذها والتي كانت، تقول الصحيفة، مجرد شعارات انتخابية يتوقع العالم أن تختفي بمجرد دخول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، "لكنها ما لبثت حقيقة لم تتوقف عند حدود العلاقات الأمريكية المكسيكية بقراره بناء جدار يفصل البلدين يل تجاوزت ذلك إلى جميع قارات الأرض".
وقالت الصحيفة إن "ما يهمنا هنا هي علاقة الإدارة الأميركية بالدول العربية والإسلامية في المقبل من الأيام خاصة ولاسيما بعد منع مواطني سبع دول عربية وإسلامية من دخول الأراضي الأميركية"، مبرزة في هذا الإطار أهمية التفكير في الحلول الكفيلة بإقامة علاقات متوازنة مع الإدارة الأمريكية الجديدة في ظل الأزمات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة العربية.
وتحت عنوان "ماذا بعد محادثات أستانة"، قالت يومية (عكاظ) إن "أكثر المتفائلين لم يكونوا يتوقعون شيئا من محادثات أستانة التي انبثقت فجأة وبدون مقدمات وكأنها الفصل الأخير من مسرحية الحوار العبثي الذي يحلم بتأبين الثورة السورية"، مؤكدة أن نتائج هذه المباحثات "هي في مجملها ليست سوى فرصة ذهبية لجيش الأسد كي يمارس عدوانه على جبهات محددة بعد تحييد قوى المعارضة باتفاقية الحوار والهدنة ووصول الغذاء والدواء للمحاصرين".
واستطردت الصحيفة قائلة "إن ضمير العالم والقوى العاقلة يجب أن تتحرك عاجلا لمواجهة هذه التصفية الهمجية لشعب كامل تحت مظلة صراع داخلي، أو محاربة (داعش)، قبل أن نتفاجأ بأن تكون سورية إقليما روسيا برعاية إيرانية، في ظل انشغال العالم وتحديدا أمريكا بمحاربة (داعش) على إنقاذ شعب من التصفية".
وفي الشأن اليمني، تطرقت صحيفة (اليوم) إلى قرار نقل البرلمان اليمني من صنعاء إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وهو القرار الذي يعد، حسب الصحيفة، "ترجمة لمنطوق الدستور اليمني ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وخطوة شرعية اتخذها الرئيس اليمني بسبب المضايقات التي يتعرض لها المسؤولون في صنعاء للحيلولة دون ممارسة مهامهم بحرية وأمان".
وأضافت الصحيفة أن اللائحة الداخلية لمجلس النواب اليمني المنتخب تخول بدورها للرئيس اليمني نقل البرلمان إلى العاصمة المؤقتة في انتظار تحرير صنعاء تماما من ميليشيات الحوثي-صالح، معتبرة أن هذه الخطوة "تقطع الطريق أمام هذه الميليشيات بإسدال الشرعية المزيفة التي تحاول بها نتزاع السلطة التي باركها أبناء الشعب اليمني وانتخبوها بمحض إرادتهم وحريتهم".