إذا حَدّث دي مستورا فَصدّقوه هذه المَرّة. الحَرب السوريّة تَقترب من نهايتها.

اثنين, 04/09/2017 - 13:40

نشرت صحيفة رأي اليوم – بقلم عبد الباري عطوان مقالاً بعنوان إذا حَدّث دي مستورا فَصدّقوه هذه المَرّة. الحَرب السوريّة تَقترب من نهايتها.

ولكن ما هي المَحاذير والأخطار؟ ولماذا كان مَوقف السيّد نصر الله تُجاه قافلة مُقاتلي “الدولة الإسلاميّة” “عَقلانيّاً” على عَكس المَوقف الأمريكي المُزدوج؟

هُناك مَحطّتان رئيسيّتان في المَشهد السّوري الرّاهن لا بُدّ من التوقّف عندها بتمعّنٍ، إذا أردنا استقراء التطوّرات المُستقبليّة وانعكاساتها على أمن هذا البلد واستقراره، وعَودة الحياة الطبيعيّة إليه، وما يتفرّع عنها من أُمورٍ أُخرى:

الأول: تصريحات ستيفان دي ميستورا، المَبعوث الدّولي، التي أدلى بها إلى شبكة “بي بي سي” قبل يومين، وأكّد أن هزيمة “الدولة الإسلاميّة” باتت على بعد أسابيع مَعدودةٍ في الرقّة ودير الزور، ممّا يَعني نهاية الحَرب السورية، لكن مَرحلة ما بَعد النّهاية تَظل مَحفوفةً بالمَخاطر، لغِياب الحَل السّياسي.

الثاني: البيان الذي صَدر اليوم السبت عن حزب الله فيما يتعلّق بالقَصف الأمريكي للحافلات التي تَقل مُقاتلي “الدولة الإسلاميّة” وعائلاتهم، بمُقتضى اتفاق جرود القَلمون الشّمالي، فقد تضمّن هذا البيان مَوقفًا عقلانيًّا لأنّه أكّد التزام الحِزب والسّلطات السورية بهذا الاتفاق، وَوصف المَوقف الأمريكي بقَصف القافلة بالنّفاق والازدواجيّة والحَديث الكاذب عن مُحاربة الإرهاب، وقال أن هؤلاء في العَراء، وبينهم أطفالٌ وشيوخٌ ونساءٌ وجَرحى، وطالب بتدخّلٍ دوليٍّ لحِمايتهم، وأشار إلى سماح أمريكا لأكثر من ألفِ مُقاتلٍ من تنظيم “الدولة الإسلاميّة” بالانتقال من تلعفر إلى مناطق الأكراد في الشمال.

وتناولت مجلة نيوزويك الأمريكية الحرب السورية المستعرة في البلاد منذ سنوات، وقالت إن التسويات أو المصالحات الزائفة التي يفرضها النظام السوري على بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة تمنحه نهاية المطاف انتصاراً سهلاً.

فقد نشرت المجلة مقالاً للكاتب فراس حنوش قال فيه إن العامين الماضيين شهدا عدداً كبيراً من التسويات المخادِعة بين النظام السوري والمعارضة، وهي التي يصفها النظام بأنها اتفاقات “المصالحات الوطنية” التي تقود الجانبين إلى حلول وسط تخلصهما من معارك الاستنزاف الوجودي.

وأضاف الكاتب أنه لتحقيق هذه التسويات فإنه ينبغي الدخول فيها بحسن نية، لكن مصطلح “المصالحة الوطنية” في سوريا يستخدم للإشارة إلى العودة إلى حكم آلة رئيس النظام السوري بشار الأسد القاتلة. وأشار إلى أنه يتم غالباً فرض هذه الاتفاقات بعد قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وحصارها وتجويع الأهالي.

واستدرك بأن نظام الأسد يرتكب جرائم الحرب وأنه يرى أنه يمارس سلطاته كدولة ذات سيادة في مواجهة مجموعات خارجة على القانون، الأمر الذي أسهم في جعل هذه المصالحات تجري بصورة هزلية.

وبحسب صحيفة الإمارات اليوم أعلن قيادي في تحالف عسكري موالٍ لحكومة النظام السوري، أمس، أن قافلة لتنظيم «داعش» غادرت بموجب اتفاق إلى شرق سورية، وستتوجه إلى السخنة الخاضعة لسيطرة النظام، قبل أن تعبر باتجاه منطقة دير الزور، التي يسيطر عليها المتشدّدون، وتزامن ذلك مع إعلان العراق تحرير واستعادة تلعفر ومحافظة نينوى بالكامل من أيدي «داعش».

ورتبت جماعة «حزب الله» اللبنانية، وجيش النظام السوري، عملية الإجلاء، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار مع «داعش» في جيب على الحدود السورية اللبنانية، بعد هجوم شنّه «حزب الله» والجيش السوري على المنطقة، الأسبوع الماضي، تزامن مع هجوم للجيش اللبناني على المتشددين داخل لبنان.

والأربعاء الماضي، منع تحالف تقوده الولايات المتحدة القافلة من التوجه إلى منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد، بقصف الطريق الذي كانت ستسلكه، وقصف مركبات كانت تقلّ مقاتلين من التنظيم كانوا في طريقهم صوب منطقة بشرق سورية توجد فيها القافلة.

وقال المتحدث باسم التحالف، العقيد ريان ديلون، عبر الهاتف، أمس، «سنواصل رصد القوافل لحظة بلحظة. والاستفادة من معرفة أماكن (مقاتلي) (داعش) في مناطق مفتوحة بعيداً عن المدنيين وقصفهم».

ومع ذلك، قال القيادي إن الطريق الذي ستسلكه القافلة إلى منطقة خاضعة للتنظيم تغير، وإنه جار تنفيذ هذا الجزء من الاتفاق.

ويقول «حزب الله» إن الاتفاق يسمح بإجلاء 600 فرد، نصفهم تقريباً من المدنيين، بهدف نقلهم إلى منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم في شرق سورية.

وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، أمس، إن المدنيين المحاصرين في معركة الرقة يدفعون «ثمناً غير مقبول»، وإن القوات المهاجمة ربما تنتهك القانون الدولي الإنساني.

وأضاف «أنا قلق للغاية.. القوات المهاجمة ربما تتقاعس عن الالتزام بمبادئ الاحتياط والتمييز والتناسب وفق القانون الإنساني الدولي». وفي العراق، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، استكمال تحرير مدينة تلعفر غربي محافظة نينوى من سيطرة تنظيم داعش. وقال العبادي في بيان: «أعلن لكم أن تلعفر الصامدة التحقت بالموصل المحرّرة، وعادت إلى أرض الوطن، حيث تم خلال الأيام الماضية القضاء على إرهابيي (داعش) وسحقهم في العياضية».

وأضاف: «لقد تحرّرت تلعفر العزيزة وارتفعت راية العراق مرة أخرى، بسواعد المقاتلين العراقيين الأبطال من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والرد السريع وأبناء تلعفر».

 

قراءة وعد محمد