الغارديان: ترامب يفرض رؤيته على واقعنا

اثنين, 27/02/2017 - 15:59

نشرت صحيفة الغارديان مقالا للكاتب كارل سيديرستورم يتحدث فيه عن نظرة

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للحقيقة، ويشرح كيف تأثر ترامب بالقس الأمريكي والواعظ الشهير، نورمان فينسينت بيل.

ويقول سيديرستورم إن ترامب بالغ كثيرا في تقدير حجم أعماله، وعندما فحصت صحيفة نيويورك تايمز 61 مشروعا استثماريا أنجزه ترامب وجدت أن 40 في المئة منها مشاريع فاشلة، وهذا لم يمنعه من قيادة حملته الانتخابية بصفته واحدا من رجال الأعمال الناجحين.

وزعم ترامب أن ثروته قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار، بينما قدرتها صحيفة فوربس بنحو 4.5 مليارات دولار.

ويتساءل الكاتب عما إذا كان تضخيم ترامب لثروته يعد كذبا، ويجيب أن القس بيل لا يرى الأمر كذلك، لأنه يدعو إلى افتراض تحقيق النجاح مهما كان الواقع سيئا، ولا ضرر في القليل من المبالغة.

ويرى الكاتب أن ترامب يتصرف مثل بيل إذ يكثر من سرد الحكايات على الجمهور، ويصور نفسه فيها بطلا، فعندما ينكر ترامب التغير المناخي، وعندما يشير إلى هجوم إرهابي لم يحدث، ويذكر معدلات جريمة غير دقيقة، فهو لا يكذب فعلا، وإنما يعبر عن "سلوك" يتصوره في ذهنه، في لحظة معينة، ربما بعد مشاهدة الأخبار على قناة فوكس نيوز، أو بريتبارت أو إنفوورز.

الهواة والمحترفون

ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا للكاتبة، جولييت سامويل، تتحدث فيه عن حرفة السياسة وعمل السياسيين في إدارة الشأن العام في مواجهة تيار جديد يهدف إلى تغيير جذري في العمل السياسي.

وتقول جولييت إن الحكومات في بريطانيا والولايات المتحدة وباريس وغيرها يديرها "ساسيون محترفون" لم يسبق لهم أن حصلوا على "وظيفة حقيقية" ولا يعرفون واقع الحياة، ولذلك ظهر تيار من الزعماء السياسيين يقترحون البديل لما هو قائم، مثل دونالد ترامب، وجيريمي كوربن، ومارين لوبان، وأليكسيس سيبراس، وخيرت فيلدرز.

ويقدم هؤلاء السياسيون الجدد، حسب الكاتبة، بدلا للمنظومة السياسة التقليدية، ويعتبرونها سببا لمشاكلنا، ولابد من القضاء عليها نهائيا، لأنهم لا يعرفون كيف يديرونها.

وتشير جولييت إلى الرئيس ترامب، وتقول إنه وضع نفسه في بحر من المشاكل بعد أسابيع قليلة من تنصيبه، فقد أثار قرار حظر السفر الذي اتخذه زوبعة سياسية، مست حتى إدارته، ثم تعرض لأحكام قضائية ضد قراره، وأرغم مستشاره للأمن القومي على التنحي بعد 24 ساعة فقط من تنصيبه، ولا يزال لم يكمل تنصيب العديد من أعضاء إدارته.

أما السياسيون المحترفون، حسب الكاتبة، فيعرفون إدارة هذه المسائل بفضل تجربتهم، ويأتون إلى السلطة بمستشارين يثقون فيهم، ولهم علم بدقائق الأمور وبديهياتها، ويستشيرون المحامين في صياغة القوانين، ولهم علاقات مع الصحفيين وأعضاء البرلمان فيكلمونهم لإقناعهم أو تهديدهم.

وترى جولييت أن التيار الجديد من السياسيين الذين يعرضون بديلا للمنظومة التقليدية مثل ترامب وكوربن إما أن يكونوا ثوريين خطيرين أو مزيفين أو يكونوا بلا كفاءة.

 

ويقول ولفغانغ إننا عادة ما نفكر في التيارات القومية والحركات المعادية للأجانب، والرافضين للاتحاد الأوروبي والداعين إلى إجراءات قانونية لحماية الاقتصاد المحلي عندما يأتي ذكر الشعبوية.

لكن هناك شعبويين أقل رفضا للجانب وأقل تطرفا في أفكارهم، وقد يكونون بالخطورة نفسها على الأمد الطويل، إنهم الشعبويون في تيار الوسط.، بحسب الكاتب الذي يدعو المندهشين لظهور دونالد ترامب في الولايات المتحدة إلى التمعن في سيرة سيلفيو بيرلسكوني، وكيف سيطر على الحياة السياسية في إيطاليا في التسعينات.

ويقول إن الرجلين يشتركان في الكثير من الصفات، فبرلسكوني ملياردير سخر السياسة لخدمة مصالح شركاته، ولم تكن له سياسة باستثناء شعارات موالية لرجال الأعمال، وكان كلامه فجا وتصرفاته خشنة وترك البلاد في وضع اقتصادي متدهور، بينما سياسات مارين لوبان في فرنسا وخيرت فيلدرز في هولندا واضحة.

ويرى الكاتب أن خطورة شعبوية الوسط تكمن في انتشارها وتوسعه، فقد أنتج برلسكوني جيلا جديدا من الشعبويين، أحدهم، ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا من 2014 إلى ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، فقد راهن على الاستفتاء بشأن إصلاحات دستورية تزيد من سلطاته، وخسر، وهو الآن يسعى بكل الأساليب للعودة إلى السلطة ولو أدى ذلك إلى تقسيم حزبه.