قبل نقطة الا عودة:

سبت, 19/06/2021 - 12:57

من حقنا كموريتانيين محاسبة نظامنا و حكومتنا عما يحدث من حين لآخر من جرائم السرقة و الاغتصاب و القتل، لكن يجب ان نكون يقظين جدا لمنع استغلال مثل هذه الاحداث المؤلمة التي يجب وضع حد لها.  الجريمة كانت موجودة في بلدنا قبل هذا النظام القائم و حتى قبل نشأة الدولة الموريتانية الحديثة. فلنا ان ننتقد رئيسنا و حكومتنا و قياداتنا الامنية،  و لكن يجب علينا في نفس الوقت ان نبتعد عن مهاجمة النظام و فخامة الرئيس الذي هو أكثر المتضررين معنويا من هذه احداث التي لا تخدم نظامه و تعكر جو الانفتاح و السكينة القائم بين جميع مكونات البلد منذ قدوم الرجل قبل أقل من سنتين.

 

لن يستطيع هذا النظام و لاغيره القضاء على وجه السرعة على الجريمة و لكن بتعاون الجميع من مواطنين و مجتمع مدني و مسؤولي الامن قد نستطيع تقليص وتيرة هذا الانفلات الامني القديم و المتجدد.

 الجريمة واحدة و جميع الانظمة التي حكمت البلد مشاركة- دون قصد او عن قصد في صناعتها- و لذلك حين اهملت القيام بسياسات ناجعة للتعليم و التشغيل. اغلب المواطنين يكتوي بنار الجهل و الفقر و الفراغ و هذه كلها عوامل تجعل الشباب ارضية خصبة لتنامي الجريمة بين صفوفه. الجريمة ستبقى جريمة و لكن استغلالها لا يقل خطورة عنها.

 

في مثل هذه الحالات هناك حلول على المدى القريب و المتوسط و البعيد يجب البدأ بها فورا قبل ان نصل الى نقطة الا عودة:

 

1. الحلول العاجلة و يجب ان يكون من بينها تعاون جدي و فعال بين الاحياء السكنية و الجهات الامنية،  و ضرورة السكن في اماكن توفر لاصحابها حماية تامة من اللصوص ( شقة محكمة الاغلاق)، و القبض فورا على اصحاب السوابق الذين يحتمل ان يكونوا ممن يقوم بمثل هذه الجرائم و التحقيق معهم لمنع المزيد من الجرائم في قادم الايام، و البلدأ في تشغيل العاطلين عن العمل، و سن و تطبيق قوانين رادعة لصحاب الجريمة.

 

2. الحلول على  المدى المتوسط و تتم من خلال الاستعانة بسياسات اثبتت نجاحها في دول العالم و يمكننا استغلالها بسهولة للاستفادة من طاقات شبابنا و الفراغ الحاصل لديه.  يمكن فورا البدأ بتكوين هؤلاء على حرف يحتاجها البلد دون كثير عناء اذا توفرت ارادة جادة من طرف الحكومة. على سبيل المثال البلد مقبل على استخراج الثروة الغازية و لديه ثروة سمكية و أخرى معدنية و يمكن بسهولة تكوين الشباب لفترات قصيرة من اسابيع الى سنة حسب تخصصاتهم و قدراتهم و من ثمة دمجهم في هذه القطاعات للمشاركة في بناء بلدهم بدل تركهم يتعاطون المخدرات و يمتهنون الجريمة.

 

3. الحلول الآجلة تبدأ باجبارية التعليم و التكوين و خلق فرص متكافئة للتشغيل قادرة على القضاء على الفراغ الحاصل لدى الشباب العاطلين عن العمل لمنعهم من تعاطي المخدرات و امتهان الجريمة، و اعادة تأهيل المجرمين و تعليمهم مهنا شريفة يعيشون منها بعد خروجهم من السجن لاحقا، و الوقف الفوري لتدوير المفسدين الذين نهبوا ثروات هذا البلد و ارثوا ذلك لابنائهم و اصهارهم و اقاربهم و مقربيهم دون وجه حق في اغلب الحالات. فالنقطة الاخيرة تولد الاحساس بالغبن و التهميش مما قد يساعد بالإضافة الى النقاط المذكورة اعلاه في انتشار و امتهان الجريمة لا قدر الله.

 

حفظ الله بلدنا الغالي

 

د. سيدي بوبكر احمد بن ويس.