أرضية الاصلاح باتت ممهدة للإقلاع بمنظومتنا التربوية

سبت, 13/02/2021 - 17:49

المدرس أول الركب محفوظ المكان  والبلد يتنفس على وقع انسجام سياسي غير مسبوق وتعهداتي تعهداتنا جميعا.

 

لقد التف الموريتانيون في اجماع غير مسبوق حول الخطاب التاريخي لتعهداتي ، لما لمسوا فيه من صدق المشاعر و نبل الأهداف، و ما بشر به من بناء دولة العدالة و المؤسسات التي تحترم الفرد و تقدر الرأي و تصون الحريات .. و تجلت أمارات ذلك في الممارسة الفعلية للسياسة بمسحة أخلاقية لا إساءة فيها و لا إقصاء  لأحد .

 

و واكبت وزارة  التهذيب الوطني منذ الوهلة الأولى، الإرادة الإصلاحية للسيد الرئيس و التي تنظر إلى التعليم باعتباره الرافعة الحقيقية لكل تنمية.

 

 حيث قامت الوزارة بخطوات متسارعة نحو الإصلاح، بدأت بالتدقيق في ملف الأشخاص و إعادة كتابة البرامج، و بإعطاء عناية للمدرس من خلال زيادة بعض العلاوات لتلوح بذلك بوادر إصلاح منظومتنا التربوية في الأفق  باتضاح ملامح المدرسة الجمهورية .

 

وفى إطار تنفيذ السياسة العامة للحكومة باشر القطاع المكلف بالتهذيب وضع خطة عمل لإصلاح التعليم ترتكز على محورين. يرتبط المحور الاول منهما باطلاق مسار تشاوري حول اصلاح القطاع، تأسيسا على خارطة طريق الإصلاح التى اعتمدتها الحكومة والتى نتطلع، فى الأسابيع المقبلة، إلى اطلاقها على مستوى المقاطعات ثم الولايات لتكتمل بجلسات وطنية تنبثق عن القانون التوجيهي للإصلاح مؤذنة باعداد برنامج وطني لتطوير القطاع حسب ما صدر عن التشاور الوطنى من رؤى وتوجهات.

 

أما المحور الثانى فيتعلق بتنفيذ كل ما هو متاح من إجراءات من شأنها الرفع من مستوى التدريس. وقد شهد هذا المحور انجازات هامة نذكر منها، على وجه الخصوص :

- زيادة  كتلة أجور موظفى القطاع بمبلغ خمس مليارات من الأوقية القديمة مرتين متتاليتين -2020-2021 مما مكن من اكتتابات واسعة وزيادات معتبرة للأجور استهدفت المدرسين الميدانيين.

- اطلاق برنامج موسع للبنية التحتية يشمل بناء نحو الفي حجرة دراسية جديدة، سيكون نصيب ولاية الحوض الشرقي منها 233 حجرة  من ضمنها بناء 13مدرسة مكتملة  و8مؤسسات  تعليم. ثانوي،

- مراجعة البرامج والكتب المدرسية وتوفيرها مجانا لكافة تلاميذ الأقسام الأوائل من كل الأسلاك ومدرسيهم ؛

- إطلاق مسار الرفع من مستوى مدارس تكوين المدرسين بمراجعة مسارات التكوين وتحديث البرامج وسيتواصل هذا المسار من خلال خطة عمل متعددة السنوات تضم التجهيز والتكوين وتحسين آليات وطرق التسيير.

- تكوين مدرسي السنوات الأوائل والتحضير لتقييم شامل لكل المدرسين سيفضى إلى برنامح تكوين مستمر واسع لصالحهم.

 

.

لقد عملت الوزارة دائما على إشراك النقابات و الفاعلين التربوين و الخبراء في كل التصورات والنقاشات  التي من شأنها المساهمة في إنجاح عملية الإصلاح المنشود . 

و كان السيد الوزير واضحا و صريحا في كل لقاء يجمعه بهؤلاء، و لم يصدر منه أبدا ما يمكن أن يشي بالإساءة إلى أي كان، و خصوصا إلى حملة مشعل العلم و المعرفة مربيي الأجيال و قادة قاطرة التنمية ؛ السادة المدرسين عموما و المعلمين بشكل أخص  .

 

إن اعتبار المعلم حجر الزاوية في الإصلاح المنشود، يجعل من اللازم أن تتاح له الفرص بصورة مستمرة لتحسين خبراته العلمية والمهنية، في عصر يتسم بالتطور العلمي المتسارع، وتشكل مواكبته تحديا بارزا لكثير من المهتمين بالتدريس؛

فإعداد أجيال المستقبل إعدادا يمكنهم من استيعاب العلوم والمعارف والتكيف مع مستجدات العصر، يتطلب تأهيل وتكوين المدرسين بشكل جاد ومستمر.

 

بل إن استرجاع المعلم لصورته الذهبية يستدعي الكشف عن كفاءات المتميزين من المدرسين وتحديد الجوانب التي تحتاج الدعم لدى بعضهم الآخر.

 

وعليه فإن نجاح خطة التكوين المستمر والإصلاح بصورة عامة يتطلب تحديد حاجات المدرسين من التكوين، وهو ما يستدعي إجراء تقييم شامل تتيح نتائجه فرصة رسم خطة العلاج المناسبة،

 

ويتنزل ضمن هذا السياق قرار تقويم قدرات المدرسين، الذي تم تقاسم المعلومات  مع ممثلي النقابات حول نتائجه وأهدافه المتوخاة منه: والتي من أبرزها

•- تحديد درجة تحكم المدرسين في اللغتين العربية والفرنسية والحساب، والتربية التطبيقية بغيةرسم خطة التكوين المناسبة .

•- تحسين مردودية المعلمين وتحفيز الذين هم أكثر تميزا.

•- تحسين المواءمة بين التكوين المستمر وحاجات المدرسين.

 

إن ما أثير من لغط حول كلمات مقتطعة من سياقها للسيد الوزير ، كان زوبعة يريد بها أصحاب النيات السيئة المقتاتين على الفبركة إرباك الساحة التربوية و وضع العراقيل أمام قاطرة إصلاح تعليمنا، و لكن هيهات ..!

  فالطريق باتت سالكة و الأهداف واضحة و الآليات متوفرة و الإرادة قوية

 

والشراكة ستظل فعالة ومحترمة مع  كافة الفاعلين دون استثناء  من روابط آباء التلاميذ والنقابات والمجتمع المدني  وقادة الرأي والمهتمين بالشأن التربوي ،والمدرس الذي هوالفاعل الأول  ولا اصلاح دون إشراكه والعناية به 

 

وسيتم إنشاء المدرسة التي نصبو إليها جميعا

المدرسة الجمهورية التي تتعزز بها الوحدة الوطنية ويقوى النسيج الاجتماعي وتذوب الفوارق وتتساوى الفرص وتنمو بها لدى الأجيال روح المواطنة والاعتزاز بالانتماء لموريتانيا الغالية.

تعهداتي تعهداتنا جميعا

محمدو  ولد محمد الأمين إطار بوزارة التهذيب