هل وقعت في الحب الأعمى؟ فتش عن هرموناتك

ثلاثاء, 27/12/2016 - 14:03

اكتشف العلماء، على مدى أبحاث امتدت 20 عاماً، 4 مراحل بيولوجية مميزة للعشق وهي ما أطلقوا عليه: الانجذاب، والمواعدة، والوقوع في الحب، والحب الحقيقي. وهو طريق يختلف كلياَ عن كافة أشكال العلاقات العابرة الأخرى التي تجمع بين الرجال والنساء.

الانجذاب

عندما يظهر الشخص الخاص في لحظة ما، تبدأ حواس الجسد في الاستجابة: تتسارع دقات القلب، وتتعرق الكفان. وإذا ما اقترب منك أكثر، تتسع حدقات العينين، وتجف الشفتين، حتى قبل أن يحدث اللقاء والتعارف، بحسب موقع mindbodygreen.com.

هذه الأعراض يطلق عليها العلماء "الكيمياء" وتعني أن في محيطك شخص بالغ الأهمية دونما سبب أو دافع واضح.

كما تظهر تلك الأعراض الجسدية باعتبارها نتيجة لإفراز هرمون norepinephrine الذي يحفز على مزيد من الانتباه للتحقق من الشخص الذي برز فجأة وأحدث انقلاباً في حياتك.

أما الأشخاص الذين لا تعتريهم هذه الأعراض ويندفعون في علاقات مباشرة مع الطرف الآخر، فيعتبرهم العلماء في حالة أخرى تسمى "الانجذاب الجنسي".

المواعدة

هذه الكلمة ذات طابع شعبي جذاب، ولكنها تلخص مرحلة غاية في التعقيد تتحكم فيها هرمونات عدة.

عندما تبدأ مواعدة هذا الشخص، يحاول عقلك في هذه المرحلة التدخل، مدركاً أن الوقوع في الحب محفوف بكثير من المخاطر، أهمها تراجع نشاط أجزاء من المخ.

وفيما يحاول العقل استجلاء الأمر، يواجه ضغوطاً هرمونية هائلة. وخلال هذه المرحلة يفرز الجسم هرمونات متعددة الوظائف أهمها للنساء oxytocin ،Dopamine وللرجال testosterone ،vasopressin.

ويفرز الرجال والنساء هرمون Dopamine أثناء انفعالهم عند الفوز بمكاسب في الحب.

كذلك يتولد هرمون Oxytocin لدى المرأة عند الشعور بالثقة وأثناء تفاصيل العلاقة الحميمية مع الرجال الدين يفرزون في هذه اللحظة بدورهم هرمون vasopressin. وفي اللحظة التي يشعرون فيها بانتباه المرأة وإعجابها يزداد لدى الرجال أيضاً مستوى هرمون testosterone.

وإذا سارت الأمور على نحو إيجابي، وبلغت الهرمونات ذروتها لدى الطرفين، ينشأ هذا الإحساس الرائع الذي يسمى الحب. وهي حالة لا يطلقها العلماء على الحب من طرف واحد.

الوقوع في الحب

اكتشف العلماء في إيطاليا أن حالة الوقوع في الحب، يرافقها مستويات عالية غير مسبوقة من الهرمونات، ومنها هرمون القلق cortisol skyrockets، وهو ما يفسر صعوبة النوم والأكل خلال هذه الفترة.

والمفارقة أن هذه المرحلة تشهد تراجعاً في هرمون السعادة، والسبب العلمي الذي يجعلك لا تدرك تصاعد التوتر وتراجع السعادة أن جزءاً من الدماغ، وهو amygdala، يتدهور نشاطه. ومهمة هذا الجزء في الأوقات العادية التنبيه لخطورة تزايد هرمون التوتر.

كما خلصت أبحاث في بريطانيا إلى أن مرحلة الوقوع في الحب تشهد أيضاً تدهوراً في نشاط الجزء الدماغي ventromedial prefrontal cortex، المكلف بإصدار أحكام على الذات والآخرين. وهو ما يفسر التعبير الشعبي والأسطوري: الحب أعمى، لأن الحالة تؤثر سلباً في وظائف الدماغ.

وفي هذه المرحلة، تصبح غير قادراً على رؤية وتقييم الآخر بالطريقة الصحيحة، أو حتى الإحساس بتزايد توترك وتراجع سعادتك، ويتولد لديك شعوراً زائفاً بالرضا عن الوضع الحالي.

ومع مرور الوقت، يبدأ العقل في العودة لمرحلة الاستقرار النسبي. وفي هذه اللحظة تحدث حالات انفصال نتيجة استرداد الوعي، فيما يواصل البعض السير نحو المرحلة الأخيرة وهي الحب الحقيقي.

الحب الحقيقي

هي مرحلة الاستقرار النسبي، حيث تهدأ الانفعالات العصبية، وتتراجع الهرمونات، ويعود النشاط الطبيعي لأجزاء المخ. وتشهد الفترة حالة من الاتزان يرافقها القدرة على إصدار أحكام نقدية، وهو ما يفسر التمكن من اتخاذ القرار بالتراجع عن المغامرة.

أما الذين يقررون المضي قدماً للأمام فهم الذين يختارون التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيات المحبين، وتجنب ضعفهم وقصورهم.

الواصلون إلى هذه النقطة يكون الحب لديهم أكثر رسوخاً، وبلا شروط، ممزوجاً بالتعاطف والرعاية.