العقوق الصامت!!

جمعة, 27/09/2019 - 18:54


ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ ﺟﺪﺍ ﻣﻨﻈﺮ ﺃﻡ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺔ ﻣﻮﻓﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﺍﻭ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ !
ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺃﺑﺎً ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻭﺍﻟﻈﻬﺮ ﻳﺨﺪﻡ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﺘﺄ ﻳﺰﻣﺠﺮ ﻭ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺍﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﻣﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺪﻻ ﻋﻨﻬﻢ !
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻟﻴﺲ ﺻﺮﺍﺧﺎ ﺃﻭ ﺷﺘﻤﺎ ﺃﻭ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﺃﻭ ﺍﻷﺏ، ﺑﻞ ﻟﻪ ﺻﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻳﻼﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ !
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺴﺘﻐﻞ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﻦ ﻭ ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻨﺎ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ !
ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﻟﻨﺰﻫﺔ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺻﻐﺎﺭﻧﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺤﺠﺔ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﻋﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻨﺎ ﺃﻭ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻳﻜﺪﺭﻭﺍ ﻧﺰﻫﺘﻨﺎ ﺍﻭ ﺑﺤﺠﺔ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺛﻢ ﻧﺬﻫﺐ ﻧﺤﻦ ﻟﻨﻠﻬﻮ ﻭﻧﻔﺮﺡ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﺍﻷﻡ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺸﻘﺔ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻭﻧﻮﻣﻬﻢ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻧﻈﺎﻓﺘﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺨﺒﺮﻫﻦ ﺑﻜﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻜﺪﺭ ﺧﻮﺍﻃﺮﻧﺎ …
ﻷﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻫﻤﻮﻡ ﺗﺘﺮﺍﻛﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺒﺎﺕ ﻣﺴﺒﺒﺔ ﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ !
ﺇﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻡ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺏ ﻋﻨﺪ ﻛﺒﺮﻫﻢ ﺗﺼﺒﺢ ﻧﻔﺴﺎً ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺓ، ﺗﺠﺮﺣﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻭ ﺗﺆﻟﻤﻬﺎ ﻟﻔﺘﺔ …
ﻭﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﺆﻟﻤﻬﺎ ﻫﻮ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭ ﺗﻌﺐ … ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﻠﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ …
ﻫﻨﺎﻙ ﺛﺮﺛﺮﺓ ﻭ ﺷﻜﻮﻯ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻴﻬﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻭ ﻷﺻﺪﻗﺎﺀﻧﺎ …
ﺑِﺮﺍً ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﻭﺁﺑﺎﺀﻧﺎ !
ﻟﻨﺴﻌﺪﻫﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻌﺪﻭﻧﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﺻﻐﺎﺭ !
ﻟﻨﺮﻳﺤﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺧﺪﻣﻮﻧﺎ ﻭﺗﺤﻤﻠﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺰﻋﺠﺔ ﻭﻣﺮﺍﻫﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ !
ﻟﻨﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺿﻐﻄﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﻊ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﺮﺑﻴﻨﺎ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﺃﻭ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﺒﻘﻰ ﻭﺣﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ !
ﻟﻨﺴﺎﻋﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ !
ﻟﻨﻜﻦ ﻧﺎﺿﺠﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎ …
ﻧﺎﺿﺠﻴﻦ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻨﺎ !
ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻧﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻨﺎ ﻭ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﻭﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ! ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺒﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ ﻭ ﺃﺩﻭﺍ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﻢ …
ﻭﺁﻥ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮﺍ ﻭ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺀ !
ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗُﺨﺪَﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺗَﺨﺪِﻡ !
ﺇﻥ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ، ﻻ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﻭﺳﻘﺎﻳﺘﻬﺎ.

بقلم، احمد نوفل