أوقفوا العصابة المارقة

خميس, 05/09/2019 - 13:46

بعد الحادثة التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي الأيام الماضية، والتي تلقاها الجميع باستهجان واستنكار؛ والمتعلقة بما قيل إنها حالة استعباد خارج القانون.

تأكد عبر جميع الشهادات من الفتاة المعنية وذويها بأنها تعرضت لعملية استدراج قامت بها العصابة المارقة إيرا من أجل فبركة حالة عبودية لحلب واستدرار جيوب المنظمات والدول الغربية.

وبعد أن بان زيف ادعاءات العصابة بأن الفتاة قاصر - وهي ذات العقدين وأم لطفل- وأنها تخضع لعبودية مقية؛ يجب محاسبة هؤلاء الشرذمة الذين يشوهون سمعة بلادنا في داخل البلاد وخارجها، كما يجب وضع حد لتصرفاتهم وخطاباتهم التي تبث الكراهية والشنآن بين أفراد هذا المجتمع المسلم المسالم.

لقد آن الأوان أن توقف الدولة هذه المهزلة التي تسمى "إيرا" ، فإذا كانت قد تم زرعها لأغراض ما خلال سنوات فارطة، فقد حان لها أن تأتي أكلها بما كان يبتغى من وراء زرعها في خاصرة هذا الشعب الواحد الذي أصبحت الشروخ في جسمه ماثلة للعيان بسبب خطاب الكراهية والتفرقة الذي بثته وتبثه هذه النبتة الغير طيبة.

إن تصرف الشلة هذه بوصفهم رجال وأعوان قضاء يوقفون من يشاؤون ويظهرون خلف كبيرهم الذي علمهم  الاصطياد في المياه العكرة لهو أمر ينافي دولة القانون والسيادة.

إن على الدولة أن توقف هذه المهزلة؛ فكيف يسمح كل مرة بأن تجر السيدات والرجال إلى مفوضيات الشرطة وإلى سوح القضاء لا على ذنب اقترفوه سوى أنهم قاموا بتشغيل عامل لديهم مقابل أجر شهري؛ ومن منا ليس أجيرا، إما عند القطاع الخاص أو عند الدولة.

نحن جميعا عبيد، ولكنها عبودية اقتصادية، لا نبيع آهات الناس وقضاياهم العادلة- كما يفعل بعض من يصفون أنفسهم بالحقوقيين- إنما نحصل على قوت يومنا من العمل اليومي الشاق الذي يستنزف كل الطاقات ويسيل منه العرق حد الإلجام.

كم هو مقزز أن تترك الدولة مثل هذه المنظمات الخطيرة على السلم الأهلي تسرح وتمرح دون رقيب، لذا وجب التنبيه إلى خطورتها فما فعلته هذه النبتة الغير طيبة في جسم الشعب الموريتاني من تفرقة وشحن عنصري وإثني ومن جروح غائرة لن تندمل على المدى المنظور على الأقل ، لهو أمر ينذر بالكارثة.

وعليه فيجب على من يهمهم الأمر التحرك قبل فوات الأوان، عليهم أن يهتموا بأبناء الفقراء من كل الطبقات تعليما وتكوينا وتشغيلا، وأن لا يتركوا تلك الطبقات لمصيدة المتربصين والعابثين بسلمنا الأهلي.

إن موريتانيا بما فيه من خيرات لتسع جميع أبنائها، ولكن تبقى الإرادة الصادقة من طرف الساسة هي الميسم في فعل شيء ملموس؛ ينفع الناس ويمكث في الأرض.

الكاتب: احمد جدو ولد محمد عمو