قصتي مع مقبرة قريتنا التي كنت أزورها دائما(انتبهوا عند القراءة)

خميس, 04/04/2019 - 19:25

هذه قصة حقيقية يرويها الشخص الذي حدثت معه  , لكنه يرويها وهو  يرتجف من الخوف , حيث يقول : 

جرت العادة في قريتنا النائية أن نقوم بزيارة سنوية إلى المقابر وقضاء أسبوع كامل هناك , نزور ونتبرَّكُ من الصالحين والاولياء ، وتبعد المقابر عن القرية بعشرات الكيلومترات ، قابعة في حضن أحد الجبال الشاهقة ، وكانت بسبب كثرتها متلاصقة بعضها ببعض لتظهر من بعيد وكأنها قرية مهجورة محاطة بالغموض والاثارة.

 وفي زيارتي الاخيرة مع عائلتي إلى المقابر , كما هي عادتنا كل عام , تذكر والدي ـ رحمه الله ـ أشقاءه الذين خطفهم الموت مبكراً ، فجلس بجوار قبورهم يبكي ، وخلال بكائه مرَّ بنا رجل نعرفه جميعا وهو من قرية مجاورة  ويسمى إبراهيم ، فسمع صوت بكاء والدي فاقترب منه وبدأ يربتُ على كتفيه ويقول : لا تبكِ وتنْتحِب كثيراً هكذا يا أخي , فالبكاء لن يفيدك بشيء مثلما قال "عفريت المواساة" .

عفريت المؤاساة؟؟ !!

 يا لها من عبارة غامضة مخيفة ، لها رنين غريب على قلبي وأذني ، فنظرت إلى الأخ ابراهيم في دهشة , ويبدو أنه فهِم على الفور ما يدور في ذهني من أسئلة , فبدأ يجيبني قبل أن أطرح عليه أي سؤال ,فقال :

” أنتم تعلمون أنه كان لديَّ ابنٌ مات وهو في ريعان شبابه، وقد ظللتُ لسنوات طويلة آتي إلى هنا وحيداً فأبكي على قبره ، وذات مرة تُوفيَّ أحد الاقارب وذهبتُ مع أصدقائه وأسرته من أجل تجهيزه ودفنه ، وكعادتي تركتُ الجميع لما وصلنا الى المقبرة وذهبتُ بعيداً متجهاً نحو قبر ابني، على الرغم من عتمة الليل الموحشة ,ورائحة الموتى المنتشرة , ورهبة المكان المخيف , وشدة الظلام ، وعندما وصلتُ إلى القبر ألقيتُ بكل جسدي فوق قبر ابني وأخذتُ أبكي وأنوح ” .

 هنا تغيّرَ لون الاخ ابراهيم واصفرَّ وجهه وبدا شاحبا ثم أضاف :

” في هذه اللحظة.....

تابع البقية من هنــــا