بعد اغتصابها وضربها ..آمنة تروي قصة هروبها من زوجها

أربعاء, 06/03/2019 - 19:35

 

"ما هذا الشيء التعيس؟" وأخذَت زوجي أحمد إلى غرفة النوم لتُريه الفرق بيني وبينها.

وصارَت حياتي أبشع ممّا سبق وبتُّ أقضي أيّامي أبكي وأتمنّى الموت, وكلّما زاد حزني، كلّما زادوا هم مِن قهري.

لا أدري ما كان سيحصل لي لولا وجود جمال.

كان ذلك الشاب يعمل في شركة مقرّها بمواجهة بيتنا، وكان يخرج إلى شرفة المكتب الذي يعمل به مرّات عديدة خلال النهار ليدخن سيجارته.

 

التقت أعيننا ذات يوم عندما كنتُ أنظّف زجاج الصالون. إبتَسَم لي فأدَرتُ وجهي بسرعة، أوّلاً خجلاً، وثانيًا خوفًا مِن أن تراني حماتي أو ضرتي. ثمّ رأيتُه بعد أيّام. عندها لم أدِر وجهي ولكنّني لم أردّ له الابتسامة، بل بقيتُ أنظر إليه.

كان وسيمًا وأنيقًا ويُبدي اهتمامًا واضحًا بي. كنتُ امرأة جميلة، ولكن لم يسبَق لأحد أن قال لي ذلك، خاصّة أنّ زوجي كان يجدني قبيحة.

وأصبحتُ أعرف متى يخرج جمال إلى الشرفة فأركض لأنظّف أيّ شيء في الصالون لأتفرّج عليه وهو يبتسم. كانت له ابتسامة مشرقة مِن تلك الابتسامات التي تبعث الدّفء في القلوب. وصارَت أحزاني أخفّ عليّ، ولم أعد أكترث كثيرًا للاهانات التي كانت تنصبّ عليّ مِن كل جانب، فقد كان لدَيّ معجب.

 

وذات نهار رأيتُ جمال حاملاً مسطرة طويلة يُلوّح بها باتجاهي. وفهمتُ بعد دقائق أنّه يرسم في الهواء رقم هاتفه. وبعد محاولات عديدة، إستطَعتُ حفظ الرقم ولكنّني بالطبع لم أكن قادرة على الاتصال به بسبب وجود العقربَتَين. وعندما عاد جمال إلى الشرفة في اليوم التالي، أخَذَ يومي لي بإشارات استفساريّة : كأنه يسألني لماذا لم أتصل به.

 عندها أشَرتُ له بأنني متزوجة، فتغيّرَت ملامحه لتصبح حزينة. وقبل أن يعود إلى عمله، أشَرتُ إليه أنّني لا أحب زوجي وأنّه يضربني. وغضِبَ كثيرًا، وعاد يطلب منّي أن أحاول الاتصال به.

وشاءَت الأقدار أن تخرج حماتي وضرتي مِن البيت بقصد زيارة الأصدقاء. وبالطبع لم تأخذاني معهما، لأنّ الخروج إلى أيّ مكان كان ممنوعًا عليّ. واغتنَمتُ الفرصة واتصلتُ بجمال. كان قلبي يدّق بسرعة فائقة، إلى درجة أنّني لم أستطع الكلام إلاّ بعد ثوانٍ لأقول له:

 

ـ هذه أنا... ليس لدَيّ الكثير مِن الوقت... بسرعة أرجوك!

 

ـ سألني ما اسمكِ؟

 

ـ آمنة.

 

ـ آمنة... أنا جمال... ما الأمر؟ ماذا يحصل معكِ في ذلك البيت؟ أخبريني!

 

ورويتُ له ببضع جمَل ما أعاني منه، وبدأتُ أبكي وأشهق إلى أن قال لي:

 

ـ توقّفي أرجوكِ! لم أعد أفهم ما تقولينه! حسنًا... لا تخاطري بالاتصال إلا حين تكونين متأكّدة مِن الوضع، لا أريد إقحامكِ في متاعب إضافيّة، فما تعانين منه يكفيكِ... إعلمي فقط أنّني هنا... بالقرب منكِ وأنّني لن أتخلّى عنكِ... قولي لي إنّكِ واثقة مِن ذلك.

 

ـ أنا واثقة مِن ذلك.

 

لم أكن أكذب، فقد كنتُ فعلاً أؤمِن بأنّ ذلك الشاب لن يتخلّى عنّي، بالرّغم مِن أنّني لم أكن أعرف عنه شيئًا سوى اسمه.

وبقينا نرى بعضنا مِن بعيد وكان ذلك كافيًا لأشعر بالاطمئنان.

ولكن ذات يوم، رأتني ضرتي وأنا أومئ لجمال مِن خلف شبّاك الصالون، فاشتكَتني إلى زوجي الذي أبرَحَني ضربًا. خلتُ حقًّا أنّني سأموت تحت يدَيه ورجلَيه لولا تدخّل أمّه التي صَرَخَت به: "ستقتلها! ماذا تريدنا أن نفعل بالجثّة يا ذكي؟". نَظَرَ أحمد إليّ بحقد فظيع، ليس لأنّني أعرف سواه بل لأنّني تجرّأتُ على العصيان ولو مِن خلف شبّاك.

وخَرَجَ بسرعة مِن البيت، وعبَرَ الطريق ليُسوّي أموره مع مَن سمّاه الـ "عشيق". وحين عادَ قال لي مستهزئًا: "لن ترَيه مجدّدًا... هذا وعدٌ".

وبالفعل لم أعد أرى جمال، وامتلأ قلبي بالحزن لأنّه لم يوفِ بوعده لي. لازمتُ السرير مدّة طويلة بسبب كدماتي البليغة وبسبب تعاستي العميقة، ولم يطلب أحد منّي النهوض للقيام بواجباتي لأنّهم خافوا أن أموت وأورّطهم بمشاكل مع الشرطة.

وبعد حوالي الأسبوع، حين جاء العامل الذي يأتينا بالحاجيات مِن عند البقّالة....

تعرف على التفاصيل من هنــــــــــــا