الدنيا، والعجائب..

أحد, 25/11/2018 - 19:05

كنت أسمع وأنا صغير عند أمي أن الدنيا فيها العجائب، وكانت تحكي لنا حكايات أقرب إلى الأساطير من الحقيقة، وذلك قصد التسلية، وإفهامنا أن الحياة يشاهد فيها دائما المألوف، وغير المألوف، وبمرور الزمن ها أنا في العقد السادس أو السابع من العمر شاهدت أمرا جعلني أعود بذاكرتي إلى أيام الطفولة وما كنت أسمع من قص عند الوالدة، ها هي عجوز تخاطبني تقول عن نفسك، أنا بعد ولادتي وطفولتي شبت وكبرت وهرمت وها أنا ذي أمامك ولدت من جديد وأصبحت شابة في ربيعي الثالث كما ترى، وألقيت عليها نظرة بعد سماع ما قالت، قلت لها غريب فعلا أمرك، ما اسمك، قالت بكل فخر واعتزاز اسمي النعمه- النعمه المدينة، قالت نعم، أما ترى ما أنا فيه الآن، وما كان عليه حالي؟؟.
قلت لها أمر حقا عجيب، ما السبب ؟؟، قالت اعلم يا رجل أن في الدنيا رجال يقومون بأعمال تعيد الآمال للبائسين، وتبعث فيهم روح السكينة والاطمئنان، قلت من هم هؤلاء  الرجال الذين لم نروهم إلا بعد أن هرمنا، وصرنا شيبا، وراحت أعمارنا، قالت هؤلاء هم أبناء موريتانيا الأوفياء الصادقين في أقوالهم والمنفذين لوعودهم، وأخبر التاريخ أن قادة موريتانيا الحاليين فعلا رجال، رجال بالمعنى الحقيقي للكلمة، وأرجوك – تقول النعمه- لا تسمهم بأسمائهم لكي لا يصنفني البعض على أني منافقة، وقلت هذا الكلام قصد منفعة ما/ ليس الأمر إلا حقيقة، وأشكر الله أولا، وأشكرهم على ما بذلوا من جهد في إعطائي هذا الأمل الذي أصبحت به أتوق إلى مستقبل أفضل، وأقول لهم جزاكم الله خيرا عن الوطن، ولا تتركوا الأمر إلا في من ترون فيه الصفات التي من الله عليكم بها، جزاكم الله خيرا عن النعمه، وأهلها، وعن موريتانيا جميعا، وبعد هذا الحوار أقول للقارئ الكريم أن الأسن تنطق والصور تعبر عن ما لا يمكن نطقه، فمهما تكلمت النعمه وعزفت، وغنت لن يكون ذلك إلا قليلا مما يستحق أن يقال .
أنطقي يا نعمه، واستبشري، واضحكي فهاهم رجال موريتانيا ينتشلونك من بعدما كنت مطمورة تحت رمال البهكة، وها هو الماء يعم شوارعك، وها هو النور يرى فيك من على بعد مئات الكيلومترات .. انطقي، أو اصمتي، فالتاريخ سيحكي للقاصي والداني أن فعلا في موريتانيا رجال – رجال، لا كرجال العالم الآخر فهم بسطاء وفي الشوارع يرون لا كغيرهم من قادة العالم المعمورين.
أبو عبد الكريم النعماوي.