أبناء العم : الطالب ويعقوب..قصة نجاح تنتهي بمأساة

ثلاثاء, 09/10/2018 - 20:03

لا يفصل بين ولادة الطالب وابن عمه يعقوب سوى شهر وثلاثة أيام , ففي اليوم السابع "اسم" يعقوب "وخظت أم الطالب الاربعين".
ولدا في قرية هادئة على ضفاف واد كبير تمتد بجنباته غابات النخيل وأشجار "الحنة" ذات الروائح العطرية.
بدت عليهما علامات الذكاء والفتوة منذ نعومة أظافرهما...
تعلما القراءة والكتابة عند عمتهما "أم وداجة"
تجاوزا مرحلة الكتاتيب بسرعة...
انتقلا للمحظرة..أتقنا حفظ القرآن في سنوات قليلة..
يعقوب كانت لديه ميول لركوب الخيل ومعرفة "أزوان"
أصبح فتى الفتيان...لا يخلو منه محفل ولا مكان طرب...امغني..مفتوح أزوان.
الطالب يميل للهدوء...يهوى عمل الواحات...يحمل جهاز راديو معه حيثما ذهب...
مولع باإذاعة البي بي سي وبرامجها العلمية والثقافية....
أكملا الدراسة في الاعدادية......وانتقلا الى المدينة لمتابعة التعليم...
كانا كصنوين في شجرة مثمرة....لا يفترقان الا ليلتقيا...
نجحا في الثانوية العامة بتفوق....وصلا الى العاصمة للتسجيل في الجامعة..
بعد نهاية العطلة الصيفية...
التقيا بابن عمهما الاكبر سيدي محمد...عرض عليهما الذهاب والعمل معه في جمهورية افريقيا الوسطى....أرض المعادن والالماس...."ذَ الِّ لاهِ تَحصْلُو اعليه خلال اعشرْ سنوات من الدراسة..يمكن اتحصلوه في يوم او شهر...انتوم وشانْصْكُم"......
سال لُعاب يعقوب فوافق على الفور...ضاربا بتوسلات ابن عمه الطالب عرض الحائط.....
وصل افريقيا...بدأت النقود تجري في يديه خلال سنة واحدة من العمل...استقل عن "البطرون".....
بدأ يفهم أسرار العمل...دخل بسرعة عالم مافيات "الحجر" وأصحاب النفوذ والصفقات.....تعرف على ابنة أحد البارونات الكبار...تمتلك مزرعة وخيولا...دعته عدة مرات للخروج معا في نزهة على صهوات الخيول....على مشارف المدينة...ولأنه فارس ماهر...أعجبت به...
تكررت اللقاءات...توطدت العلاقات...سهرات حمراء....حفلات خضراء...
أرسل الى ابن عمه الطالب يرجوه القدوم بسرعة....رفض بقوة قائلا : أريد إكمال دراستي والتخصص في الطب.....
بالفعل..سجل في كلية الطب بجامعة "جورج تاون" الامريكية بعد قبول ملفه لأنه كان متفوقا...دفع يعقوب تكاليف سنوات الدراسة مسبقا.....
بدأت الدراسة...مرت السنوات بسرعة ....
جاء وقت البحوث...بدأ الجد..تم تكليفه من قبل الجامعة بإجراء بحث مع ثلاثة زملاء.. من بينهم الطالبة الامريكية "ماري".....
بعد عدة أشهر من الاجتهاد والبحث والسهر والتنقيب بين مئات الكتب المتخصصة مع زملائه ..لم تتحمل الفتاة الامريكية سلوكه...صاحت في وجهه ذات مرة غاضبة : مَن تظن نفسك ...انت انسان تافه....لا تساوي شيئا...أوووووف....سئمت منك....
 عدة أشهر.. ونحن نجلس وجها لوجه...نتحدث...نناقش...نختلف....نتفق..
لم.......

نهاية حزينة لهذه القصة

تابعها من هنـــــــــــــــــــــا