إبراهيم ولد عبد الله يتحدث عن الوضعية السياسية بالحوض الغربي (نص المقابلة)

سبت, 11/08/2018 - 12:40

سعيا منها إلى إشراك جميع المواطنين بولاية الحوض الغربي والاستماع إليهم حول مختلف القضايا التي تهمهم واستمرارا منها في أحياء قيم الحوار والنقاش وإثراء روح التعاطي وتبادل الآراء والأفكار مع تنويع الضيوف ؛قامت وكالة  الأيام الإخبارية بإجراء حوار مقتضب مع السيد إبراهيم ولد أب ولد عبد الله ’ وهو أحد العناوين  السياسية والاجتماعية البارزة في ولاية الحوض الغربي ،

 

 دخل اسمه – بقوة – مجال السياسة في ابريل 2010 مع حملة انتساب حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في الحوض الغربي شغل العديد من المناصب الحكومية في الأنظمة السابقة منها الأمين العام لوزارتي المياه والمعادن والطاقة و البترول  والمستشار السابق برئاسة الجمهورية.

 

مهندس دولة في مجال الكهرباء حاصل على دكتوراه سلك ثالث في تسيير المشاريع التنموية من جامعة سنكور’استشاري متعدد التخصصات معتمد لدى البنك الدولي في مجال الطاقة

نص المقابلة:

وكالة الأيام الإخبارية : أعلنتم عن نيتكم الترشح لنيابيات مقاطعة لعيون فلماذا لم تترشحوا  ؟

 

إبراهيم: فعلا  لقد اتصلت بي  بعض الأحزاب السياسية منذ أزيد من شهر لإقناعي بالترشح لمقعد نائب لعيون في الجمعية الوطنية’ حيث اعتبروا أن ترشحي سيمكنهم من الفوز بنائب هذه المقاطعة المركزية المهمة. و في هذا الإطار قمت بالعديد من المشاورات مع الفاعلين السياسيين المحليين والوطنيين وتوصلت في الأخير إلى التخلي عن هذا المشروع وذلك لعدة عوامل موضوعية يضيق المقام عن ذكرها من أهمها العامل الزمني.

 

و لا يفوتني بهذه المناسبة إلا أن أشكر كافة الأحزاب التي توخت ترشحي من خلالها و الفاعلين السياسيين المحليين و الوطنيين الذين تعهدوا بدعمي تقديرا لي أعتز به شخصيا وتزكية اعتقدوا أني  أهل لها و أخص بالذكر مجموعة شباب المقاطعة التي كانت على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم اللازم. فشكرا للجميع و جزى الله الجميع خيرا.

 

وكالة الأيام الإخبارية: تعودون إلى المشهد السياسي المحلي بعد غياب فماذا تقولون في هذا الخصوص؟

 

إبراهيم : أود أن أعطيكم نبذة مختصرة عن مساري السياسي تمهيدا للجواب على سؤالكم : كانت بدايتي مع ممارسة السياسة الحزبية خلال حملة انتساب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على مستوى الحوض الغربي في ابريل 2010وذلك دعما لبرنامج رئيس الجمهورية  السيد محمد ولد عبد العزيز و بالتنسيق  مع جماعة من الأطر والوجهاء بهدف بلورة رؤية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للولاية.شاركت في تلك الحملة بشكل فعالحيث يعود لي الفضل في إقناع الكثير من مناضلي أحزاب المعارضة خاصة حزبي حاتم والتحالف الشعبي التقدمي على مستوى مقاطعتي لعيون وكوبني بالانضمام الى الحزب.

 

ثم واكبت جميع نشاطات الحزب بما في ذلك الحملة الرئاسية 2014 التي شاركت فيها بكل قدراتي وبكل تفان وقدمت خلالها محاضرة تحت عنوان :" الطاقة في موريتانيا الواقع والآفاق"اعتبارا من يأن التطور في مجال الطاقة كان من أهم انجازات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.

 

إلا أنني منذ 2016 و بعد ست سنوات في خدمة هذا الحزب قمت بتقييم شامل لعملي السياسي حيث تبين لي أن كل الجهود التي بذلتها لم تؤخذ بعين الاعتبار من طرف قادة الحزب لا على المستوى السياسي و لا على المستوى المهني.

 

فعلى المستوى السياسي لم أسجل أي اهتمام من طرف الحزب بالملاحظات و الانتقادات التي ما فتئت أسديها له بخصوص الاختلالات التي كثيرا ما تطبع تعامله مع أطره كالتباين الغير موضوعي في التعاطي الإيجابي مع ظروفهم ,خاصة المهنية, و تقدير أدوارهم ميدانيا و حتى التواصل معهم عند الضرورة. فعلى سبيل المثال لم يول الحزب أي أهمية لرسالة تقدمت بها تحمل هم كوكبة من المترشحين لنيابيات 2013 تظهر العديد من الخرقات التي قامت بها لجنة المقاطعة آن ذاك.فما كان رد الحزب سوى اعتماد تلك المحاضر الجائرة في حق أطر كان هدفهم الأول الرفع من مستوى حزبهم و تكريس الشفافية فيه و ذلكرغم ما جاء في الرسالة من حقائق لا مراء فيها.

 

و على المستوى المهني عانيت التهميش و الإقصاء رغم التجربة والكفاءة و تعدد الفرص المناسبة في ميدان شهد تطورا استثنائيا يحتاج الى الكفاءات العالية لتسيير المشاريع و الحفاظ على الانجازات الوافرة.

 

إن هذا المسار الذي تميز بالإقصاء على جميع المستويات قلص من قدراتي و وسائلي للتواصل مع القواعد الشعبية و مواكبة عمل و نشاطات الحزب المتعددة ميدانيا.

 

إلا أنني رغم هذه الظروف الصعبة حرصتدائما على تأدية واجباتي الاجتماعية التي تفرض علي القرب من المواطنين و التعاطي مع مشاكلهم اليومية.

 

 

 

وكالة الأيام الإخبارية :على ضوء هذا المسار البناء والمتعثر فما هو وضعكم السياسي حاليا؟

 

ابراهيم: منذ 2016 لم أقم بأي نشاط سياسي حزبي بما في ذلك حملة الانتساب للحزب في 2018 التي لم أشارك فيها و ما زلت على هذا الموقف لكنني أتابع عن كثب تطورات المشهد السياسي في هذه المرحلة الدقيقة في تحديد مستقبل البلد و تجربته الديمقراطية.

 

 

 

وكالة الأيام الإخبارية: ينتقد البعض طريقة اختيار الحزب الحاكم لمرشحيه في مقاطعة لعيون, فماهي انعكاسات ذلك على حظوظ فوز لوائحه برأيكم ؟

 

إبراهيم: اعتقد أن موضوع اختيارات الحزب والشوائب التي انتابته ليس خاصا بمقاطعتنا وإنما هو أمر عام شمل كافة ولايات الوطن وخلف كثيرا من المغاضبين الذين تقدم العديد منهم بلوائح خارج حزبهم. لكن حالة مقاطعة لعيون تأثرت بصفة خاصة بمخلفات سوء تسيير حملة الانتساب الأخيرة التي تمخضت عن حالة تنافر بين الأطراف السياسية وتفكك داخل الأحلاف المشاركة في عملية الانتساب على خلفية تنصيب هيئات الحزب القاعدية من جهةو اختيار المرشحين بطريقة اعتبرها الجميع غير تشاوريه من جهة أخرى .

 

وفي المقابل فإن الأحزاب الأخرى المشاركة  من معارضة وموالاة لا تتوفر على قواعد حزبية ثابتة ما عدى حزب تواصل الذي أثبت وجوده في انتخابات 2013 الأمر الذي يجعلنا أمام انتخابات تذوب فيها الحزبية لصالح الأشخاص المترشحين وعلاقاتهم الاجتماعية.

 

وفي هذا الإطار فإن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية عمد في إعلانه المتأخر معاقبة أطره وفاعليه السياسيين , لكن هذا الإجراء برأي جل السياسيين لن يكون فعالا خاصة في مقاطعتي لعيون وكوبني اللتين يعاني أطرهم من التهميش والإقصاء إلى درجة أن أغلبيتهم لا تخرج عن كونها من متقاعدين أو عاطلين عن العمل.

 

وبصفة عامة فإن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الذي يعي أهمية هذه المرحلة الممهدة للانتخابات الرئاسية المفصلية لن يزيد الطين بلة و ربما يعتمد المرونة في التعاطي مع المغاضبين من أجل كسب الناخبين ورصّ صفوفهم لرئاسيات 2019.

 

وفي هذه الظروف ربما يجد مرشحو الحزب الحاكم أنفسهم في وضعية تخلو من مؤازرة حزبهم كما دأب على ذلك في الانتخابات السابقة في ظل مواجهة المترشحين من الأحزاب الأخرى علنا والمغاضبين من الحزب الحاكم خفية. و مهما يكن من أمر فان الحزب يدرك جيدا حساسية المرحلة و صعوبة المهمة و تشعبها اذا ما اعتمد أساليب ردعية تجاه مغاضبين صاروا قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق في صفوف المعارضة.

 

 

 

وكالة الأيام الإخبارية: توجد في مقاطعة لعيون سبع لوائح للنيابيات ما هو تقييمكم للمرشحين حسب معرفتكم بالساحة السياسية في المنطقة ؟

 

ابراهيم: في الحقيقة لا اعرف من المترشحين بصفة تسمح لي بالحديث عنهم إلا اثنان بحكم العلاقة الاجتماعية التي تربطني بهما ’ و يمكنني أن أقول إنهما إطاران معروفان بكفاءتهما وحسن سلوكهما راجيا للجميع مشاركة فعالة و انتخابات نزيهة تفضي إلى نجاح من يؤمّنه سكان مقاطعة لعيون للتكفل بمصالحهم وتمثيلهم في الجمعية الوطنية.

 

 

 

وكالة الأيام الإخبارية: في آخر هذه المقابلة ماذا توجه للقوة الناخبة في مقاطعة لعيون ؟

 

إبراهيم :أنتهز هذه الفرصة لأذكّر الجميع بأن الصوت أمانة في عنق صاحبه وهو تزكية من الناحية الشرعية يجب تأديتها لمن تحق له وإلا فتكون شهادة زور أعاذنا الله وإياكم منها.

 

كما أحث الجميع على التمسك بفضائل الأخلاق وحسن السلوك حفاظا على أواصر الأخوة والصداقة التي تربط مجتمعاتنا الغالية، لأن الأمر لا يتعدى كونه منافسة شريفة يجب أن تكون شفافة تمارسها كل الشعوب المتحضرة لابد فيها من غالب ومغلوب ولا يجوز أبدا أن تكون سببا في أي مستوى من التنافر من شأنه أن يعكر سير الحياة اليومية للسكان .