قصتى مع شاب من قبيلة الرئيس..!!

سبت, 04/08/2018 - 19:21

تعرفت عليه قبل أشهر في ضحى يوم جمعة أوقفت فيه سيارتي بساحة واسعة جنوب سوق
العاصمة ، دخلت السوق لبعض حاجتي وعند خروجي وأنا أهم بركوب السيارة  لفت
انتباهى عنوان على واجهة أحد المحلات : (المكتبة الإلكترونية) .. أين رأيت هذا العنوان من قبل؟...  إنى أعرف هذا العنوان وليس غريبا عليّ.. وأراه دائما
.. ولم يطل تفكيري إذ تذكرت أن هذا العنوان موجود على حاسوبي الشخصي كشعار وخلفية لبعض المواد الصوتية والكتب العلمية ، فقررت أن أزور هذه
المكتبة إذ صادف ذلك أن كان عندي في السيارة حاسوب جديد أريد تنزيل مواد عليه ، مبرمج على لغة لا أفهمها ربما تكون الروسية ، أخذت الحاسوب معي
وصعدت للمحل فى الدور العلوي من السوق ، ودخلت فوجدت شابا فى الثلاثينات عندما رآنى قام من مقعده وصافحني بلطف وبشر ومودة وهو يبتسم ويرحّب حتى
خِلتُ أنه يعرفني كما أعرف شعار مكتبته وأشار لمقعد خلفي فقربته منه وجلست ، ثم جلس وبدأنا نتحدث..اسمه ابراهيم ولد لعويسى وقدمت له نفسى :
د.عبدالرحمن كشخص عادي دون ذكر تفاصيل أخرى تجنبا للتكلف ، ولأنى في موقف معاملة بعيدا عن الرسميات..

كان الحديث بيني وبين الشاب ينساب بشكل طبيعي وكأننا أصدقاء منذ عشرات السنين ، قلت : إنى لاأرى فى محلك غير جهاز كمبيوتر وساحبة أوراق وبضع
عشرات أسطوانات السى دى، فقال لى : هذا الكمبيوتر يحوى أكثر من أربعين ألف مادة علمية وتعليمية مسموعة ومرئية وعشرات آلاف الكتب المقروءة
والمسموعة في مختلف أنواع العلوم، فهذه هي المكتبة الالكترونية، وعرضت عليه حاسوبى فوجدته يعرف كل شيء تقريبا عن الكمبيوتر وبرمجته وبرامجه ،
وكان ما يُميّزهُ أنه لا يحتكر معلومة ولا ينظر نظرة مادية ، فوجدتها فرصة لأجلس بجانبه ساعتين تقريبا ولأمطره بعشرات الأسئلة ، تدفعني لها رغبة
قديمة في حب المعرفة والتعارف والمغامرة والإستطلاع...

أرتحت للشاب وألفته سريعا ، وبدا هو أيضا مستمتعا بأسئلتى وهو منهمك فى فرملة الحاسوب , قلت له أين درست الكمبيوتر أجاب مبتسما : فى (مرصت كبيتال)

- تقصد أنك تعلمته بمجهودك

- تقريبا

بعدها وعيناي تتفحص ما حوله لحظتُ تحت مكتبه وجودَ عشرات كتب اللغة الانكليزية وروايات نجيب محفوظ والمنفلوطى مطبوعة ورقيا ، مما استثارنى
أكثر لأسأله عن دراسته وحياته، فأخبرنى أنه حصل على باكلوريا علمي سنة 98م
، وأعاد المشاركة في السنة الموالية للحصول على منحة دراسية فى الخارج ، فنجح للمرة الثانية لكنه لم يتمكن من الحصول على منحة ، فسجّل في جامعة
نواكشوط قسم اللغة الانجليزية ، ولم يستطع مواصلة دراسته بعد سنته الأولى لظروفه المادية ، فأضطر لترك الجامعة والعمل مع صاحب مكتبة بمرتب زهيد ،
ثم أضطر للزواج لاحقا ،ثم عاد للجامعة بعد سنوات فرفضوا قبوله بحجة أن شهادته أصبحت قديمة ، فسجل فى المعهد العالى للدراسات...

وعند ذكره للزواج لم يدرِ أنه فتح لى بابا لم أضيعه فعاجلته متسائلا :

-        حدثنى عن الزواج متى تزوجت وكم كان عمرك ؟

-        تزوجت سنة 2001م وكان عمرى 22 سنة

وكان يرد على أسئلتى بتركيز ودقة وهو منشغل بالحاسوب وتثبيت البرامج عليه
، ويداه تعملان فى أزراره بدقة فائقة ، وكان يحدثنى ببساطة وعفوية كأنى صديقه المقرب ، مما شجعنى على طرح مزيد من الأسئلة

- كيف حصلت على المال للمهر والزواج ولتملك هذه المكتبة؟

- بالنسبة لهذه المكتبة أشتريتها بمائة ألف أوقية أقترضتها من شخص بعد جهد ،وحصولى عليها له قصة أخرى ليس هذا مقامها أما الزواج فقد كنت مضطرا له فى تلك الفترة رغم صعوبة الظروف لعدة أسباب ، ثم سكت فقلت :

- أذكر لى احدها إن شئت

- كنت أريد أن أجد.........

تابع بقية القصة الشيقة الغربية لهذا الشاب

واضغط هنـــــــــــــــــــــا