"مركز الأرقم" يكشف مدى التطور الحاصل في الجيش الوطني (تقرير مصوًر)

جمعة, 27/04/2018 - 20:15

أظهرت الندوة التي نظمها مركز "الأرقم" للدراسات الإستيراتيجة مساء أمس بفندق الخاطر في انواكشوط، مدى التطٌور الذي شهدته المؤسسة العسكرية في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في المجال اللوجستي والتكوين المتنوع الذي استفاد منه أبناء المؤسسة بمختلف رتبهم، علاوة على المساهمات الكبيرة يطلع بها الجيش في المجال التنموي.

 

كما شكل إجماع المتدخلين على تميزٌ الجيش الوطني، وانضباط منتسبيه الأخلاقي والمهني، وحاجة البلد الماسة إلى وجود مؤسسات عمومية وخصوصية على قدرِ كبير من الإلتزام والنضج الوطني، صبً في مجمله في أن المؤسسة العسكرية هي الأكثر وعياً بالدور المنوط بها، في حماية البلد وحوزة الترابية من الأخطار المحدقة بالمنطقة والعالم.

 

فعاليات الندوة:

 

المحور الأول: "الجيش الوطني .. قصة نجاح أثلجت صدور الموريتانيين"، مع العقيد المتقاعد البخاري ولد محمد مؤمل..

 

ولد محمد مؤمل تحدث خلال عرضه عن ظاهرة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وطريقة تعاطي الجيوش مع تلك الوضعية، وما يستوجب مواجهها من ناحية العدد والعتاد، وحتى النصوص القانونية الخاصة بالجريمة المنظمة.

 

وأضاف أن منظومة الأمن والدفاع والاستيراتيجة التي رسمتها موريتانيا لمكافحة الإرهاب كانت كفيلة بكبح جماح خلايا نائمة كان من الصعب القضاء عليها في وقت قياسي، كما أن المجهود التي بذله الجيش في مناطق كانت إلى حد قريب مرتعاً لجماعات متشددة استعاد للمنطقة أمنها، وحفزت اغلب دول العالم على الاستفادة من تجربة موريتانيا في هذا المجال؛

 

ولد محمد مؤمل دعا إلى مواصلة تطوير المؤسسة العسكرية والأمنية، وتفعيل بعض اللجان والمجالس العسكرية بغية تمكينها من وضع منظمة أمنية محكمة تتحدى لكل الأخطار المحدقة بأمن البلد واستقراره.          

 

المحور الثاني: "مساهمة القوات المسلحة في ميدان التنمية الاقتصادية"؛ العقيد: محمد المختار ولد بيًه:

 

عرض العقيد ولد بيًه، تمحور حول واعي القوات المسلحة الوطنية بضرورة المساهمة الفعالة في الإقتصاد الوطني وبمختلف جوانبه الحيوية، بما في ذلك التعليم، الصحة، والبنى التحية كإضافة لعمل الهيئات العمومية، في كل ما من شأنه أن يخدم المواطنين ويساعد في بناء وازدهار البلد.

 

وفي ما يلي النص الكامل للعرض الذي قدمه العقيد: محمد المختار ولد بيًه:

 

I المقدمة:

 

لقد وعت الدولة الموريتانية هذا الترابط فجعلت من التنمية ركيزة أساسية من ركائز الأمن.

 

ولهذا ولكي نكمل الصورة لا بد من أن نتناول الدور التنموي للقوات المسلحة قبل ذكر نماذج من ما يقدمه الجيش الموريتاني لبلده في ميدان قد يظن البعض أنه مقصور على مؤسسات الدولة المدنية.

 

ولا غرابة أن تلعب القوات المسلحة هذا الدور. وكيف يستغرب منها هذا الدور وأولى مهامها أي حراسة الحدود هي دور تنموي بما هي حراسة لما يحققه المجتمع من إنجازات على أرضه. وإذا كان حفظ الموجود أولى من طلب المفقود فإن حراسة الحدود والسهر على أمن البلاد خير ما يساهم في تحقيق هذين الهدفين معاً.

 

إن المشاريع الاقتصادية الكبرى لا يمكن أن تظهر في سياق من الشك في المستقبل. ولا يمكن للاستثمار الوطني أو الدولي أن ينمو في بلد مضطرب الاحوال غامض المستقبل,

 

ومن هنا فإن ضبط الامن في بلد ما وضمان الاستقرار فيه، من أول ما يساعد أي جهد تقوم به مؤسسات الدولة في ميادين الاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها.....

 

وليست القوات المسلحة الموريتانية بدعا من جيوش بنت أوطانها بأنواع التضحيات فكان مهندسوها من أفضل المهندسين وأطباؤها من أمهر الأطباء وقادتها أمهر المخططين.

 

ونحن نرى اليوم أن من أرجى ما يضيفه المتقدم لعمل ما في المؤسسات المدنية في بعض البلدان، إلى سيرته الذاتية، هي خدمته السابقة في القوات المسلحة؛ فهي غالباً دليل على الجد وعلى الإخلاص في العمل وعلى الكفاءة العلمية.

 

ولذاَ، كان لا بد أن تساهم القوات المسلحة الوطنية في بناء البلاد وهي مساهمة تذبذت حسب الفترات وارتبطت بمستوى القوات المسلحة في كل فترة.

 

ويمكننا القول إنها اليوم في أحسن فتراتها فالقوات المسلحة الوطنية قد عرفت في السنوات العشر الماضية من التطوير المدروس وبلغت من الكفاءة المهنية ما استطاعت به أن تنوع مساهمتها في خدمة البلاد وأن تزيدها اتساعاً ونوعية.

 

وسنعرض الأمثلة التالية على الدور التنموي

 

الذي تقوم به القوات المسلحة وعلى المشاريع الناجحة التي قامت بها في ميادين التعليم والاقتصاد.

 

.IIمساهمة القوات المسلحة

 

في ميدان التعليم

 

أنشأت القوات المسلحة الوطنية خلال السنوات القليلة الماضية مؤسسات تعليمية متميزة أريد منها أن تكون نماذج يقتدى بها في رفع مستوى التعليم الثانوي والعالي وأن تساهم في تخريج نخبة متميزة تضخ دماء جديدة في مختلف المرافق.

 

 ومن هذه المشاريع التعليمية الناجحة:

 

1. الثانوية العسكرية.

 

وهي مؤسسة متميزة تتبع المقرر التعليمي الموريتاني وتضيف له جوانب من التربية العسكرية ترسخ قيم الانضباط والنظام والجدية في العمل. كما تربي تلاميذها تربية مدنية تغرس فيهم قيم المواطنة والتضحية في سبيل الوطن.

 

والثانوية بهذا الجهد المتميز  تهيء منتسبيها للتقدم إلى التعليم العالي ثم إلى الحياة العملية بعد ذلك بمعارف عصرية وافية وبقيم أصيلة صالحة وملائمة للعصر ولما ينتظره الوطن من أبنائه. وقد خرحت حتى الآن مئات التلاميذ وكاد تلامذتها أن يكونوا الأوائل على مستوى الجمهورية كل عام.

 

2. المدرسة العليا متعددة التقنيات

 

تم إنشاؤها كهيئة تعليمية عليا بموجب المقرر المشترك بتاريخ 01 أغسطس 2011. وتخضع المدرسة للوصاية المزدوجة لوزارة الدفاع الوطني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتتبع من الناحية التنظيمية والقيادية لقائد الأركان العامة للجيوش.

 

ومهمة هذا الصرح العلمي الهام هي إعداد المهندسين العسكريين والمدنيين طبقاً لمعايير دولية تواكب التطور العلمي وتفتح عقول الشباب على عوالم التقنيات التي تغير وجه المجتمعات بسرعات غير مسبوقة.

 

كما أن من أهداف هذه المدرسة إعداد الشباب النوابغ لخوض مسابقات دخول المدارس الكبرى في العالم

 

وقد أوضحت نتائج مسابقات دخول المدارس الفرنسية الكبرى العام الماضي نجاح المدرسة العليا للتقنيات في مهمتها.

 

عدد الخريجين.

 

 تخرج منها حتى السنة الدراسية الماضية 2017-2018 ما مجموعه 104 من المهندسين في شتى التخصصات.

 

عدد الطلاب اليوم

 472 طالباً,

عدد الأساتذة اليوم

78 أستاذاً بين متفرغ ومتعاقد.

 

3. الأكاديمية البحرية

 

أنشئت  الأكاديمية سنة 2014م في إطار سياسة متكاملة لتحديث التكوين العسكري وتنمية قطاع الصيد معاً.

 

تقدم المدرسة تعليما لكل المستويات من الأول مرورا بالمتوسط وحتى تخريج المهندسين البحريين.

 

وهي تخرج ما يتراوح بين 200 و 300 من البحارة سنويا بالإضافة إلى ما تخرجه من المستويات الأخرى.

 

4. المعهد العالي للغة الانجليزية

 

المعهد العالي للغة الإنجليزية مؤسسة  للتعليم العالي تم إنشاؤها بموجب المرسوم رقم 2030ـ 16 بتاريخ 18 فبراير 2016 . يخضع المعهد لوصايـة مزدوجـة  من وزارة الدفاع الوطني والوزارة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي.

 

وهو يتبع ، من ناحية التنظيم والاستخدام، للأركان العامة للجيوش.

 

وهو تجربة رائدة أخرى ومشروع تنموي بشري ناجح في ميدان تعليم اللغة الانجليزية التي أصبحت اليوم لغة العلم ولغة المال ولغة العالم. وإذا كانت القوات المسلحة الوطنية حريصة على الإرث اللغوي لبلادناَ فإنها كذلك واعية بأهمية هذه اللغة التى تتعولم شيئاً فشيئاً.

 

افتتح المعهد العالي للانجليزية أواخر سنة 2016م موفراً تعليماً متميزاً يشرف عليه أكاديميا مكتب خبرة دولي وتديره القوات المسلحة الوطنية.

 

وقد خرج المعهد حتى الآن دفعات كثيرة لصالح القوات المسلحة ومن أطر المؤسسات الوطنية الأخرى. وفي نهاية السنة الدراسية القادمة 2018-2019م يخرج أول دفعة من حملة الليسانس.

 

5. كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس

 

في إطار  النهضة الشاملة والتطوير المستمر لقدرات القوات المسلحة الوطنية في ميدان بناء الإنسان، بنت وزارة الدفاع الوطني كلية للدفاع.

 

ثم في إطار التعاون مع شركائها في الساحل، تحولت هذه الكلية إلى كلية لدول مجموعة الساحل الخمس ستخرج الضباط الحاصلين على شهادة أركان الحرب وهي المستوى الاعلى للدراسات العسكرية. وبهذا تحقق موريتانيا الاكتفاء في مجال إعداد أطرها العسكرية من كل المستويات.

 

.IIIمساهمة القوات المسلحة في ميدان التنمية الاقتصادية

 

في مجال التنمية الاقتصادية. أدركت القيادة السياسية والقوات المسلحة الوطنية ضرورة استفادة البلاد من الخبرات الفنية المتنوعة التي تزخر بها القوات المسلحة والتي يمكن استخدامها لتنفيذ مشاريع اقتصادية في القطاعات الاستراتيجية بجودة عالية وتكاليف مناسبة وفي  أقصر الآجال.

 

ولهذا، عززت القوات المسلحة سلاح الهندسة وأنشأت فرقة للأشغال العمومية فزادت مساهمة القوات المسلحة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية المدنية والعسكرية من المباني والطرق وتهيئة الأحياء العشوائية والري واستصلاح الاراضي الزراعية....

 

1. فرقة الأشغال العمومية

 

أنشئت الفرقة رسميا في شهر مايو 2012م.

 

تشمل مهمة الفرقة شق الطرق وبناء الجسور وحفر الآبار. ومن أجل هذه الأهداف وفرت القوات المسلحة لفرقة الأشغال العمومية ما تحتاجه من الآليات والوسائل مما مكنها من  إنجاز الكثير من البنى التحتية من مختلف الأنواع.

 

وقد حسن دخول فرقة الاشغال العمومية ميادين المقاولات الكبرى خبراتها كما مكن القوات المسلحة من تنفيذ كثير من مشاريع البنى التحتية العسكرية التي كانت تنفذها مؤسسات أخرى دون مراعاة كافيه لخصوصياتها الامنية.

 

وتساهم هذه الفرقة منفردة أو بالتعاون مع مؤسسات وطنية عمومية أخرى في تنفيذ كثير من مشاريع البنى التحتية ذات النفع العام.

 

ولذا تتشارك مع شركات   ATTM  و  ENER، SNAAT على سبيل المثال لا الحصر.

 

أمثلة من إنجازات فرقة الأشغال العمومية

 

طريق اركيز المذرذة البالغ طوله 54كلم أنجزت منها 80℅ حتى الآن.

الطريق الدائري في بتلميت بطول 4,2 كلم

بناء مدرج مساحته 88,000م2 في تيارت الواسعه.

تنفيذ 25 بئر ارتوازية لصالح وزارة المياه

 

فرقة الأشغال العمومية

 

2. الهندسة العسكرية

 

زيادة على مهامها العسكرية التقليدية، تضطلع الهندسة العسكرية بمهام أخرى اقتصادية وإنسانية.

هي تتدخل إلى جانب المصالح المدنية المختصة في حالات الكوارث الطبيعية كالسيول والفيضانات، وتساهم في حملات مكافحة الجراد وفي حفر الآبار ومكافحة التصحر واستصلاح الأراضي الزراعية والسكنية.

ومن مشاريعها الكبرى بالتعاون مع SNAAT، مشروع أفطوط الساحلي، الذي سيمكن من استصلاح  25000 هكتار.

لقد أصبحت الهندسة العسكرية بفعل هذا الدور شريكا فعالا في جهود التنمية الوطنية، وأضافت إلى مهمتها كسلاح معركة عسكرية مهام أخرى في معركة البناء والإنتاج.

 

3. مؤسسة صناعة الملابس

 

تؤمن هذه المؤسسة احتياجات الجيش الوطني والقطاعات العسكرية من الملابس والأغراض والمستلزمات العسكرية كما أن لديها عقوداً مع القطاعات شبه العسكرية والهيآت الإدارية الرسمية. وقد أصبح لها من المعدات المتنوعة والكوادر واليد العاملة الفنية الممتازة ما يمكنها من الاستجابة لحاجات القوات المسلحة وغيرها من القطاعات الامنية والحكومية.

 

هي اليوم مشغل هام ومصنِّع يغني عن استيراد أغلب الملابس والمستلزمات العسكرية.  

 

خاتمة

 

شهدت القوات المسلحة الوطنية خلال السنوات العشر الماضية أي منذ وصول صاحب الفخامة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة سنة 2008م، خطوات جبارة في سبيل الرفع من قدراتها في كل الميادين. وقد تجسد نجاح هذه العملية في الدور الكبير الذي أصبحت تقوم به اليوم كفاعل يساهم بشكل كبير في بناء إنسان هذه البلاد واقتصادها عبر مشاريع متنوعة ومتطورة وتعطي نتائج ممتازة.

 

تعقيبات:

 

الصحفي محمد محمود ابو المعالي؛

 

ركز تعقيب الزميل محمد محمود ابو المعالي، على شهادته الميدانية حيث  كان ضمن أول بغثة صحفية ترافق الجيش في زيارات لبعض القوات العسكرية كقاعدة "لمريًة" وغيرها بعد تأسيس وحدات عسكرية سريعة خاصة بمكافحة الإرهاب، موضحاً أنه أعجب بمدى التطور الذي شهده الجيش مقارنة بسنوات ما قبل 2008، .

 

واعتبر ولد أبي المعالي، أن ما حصل  في محمية "لمغيطي" كان مهزلة حقيقة حتى أن الجماعات الإرهابية كانت تتندر يومها وتقول إن ما حصلت عليه في ذلك الهجوم الدامي، كانت تحصل عليه من المهربين، في إشارة إلى تواضع إمكانيات الجيش؛ أما بعد زيارة لباسكنو ولتمبكتو ـ يضيف ـ  "كان الوضع يختلف وبرهن على ذلك مستوى الجيش في معارك: "حاسي سيدي، غابة واغادو"..

 

 ففي لقاءات جمعتني بقادة من تلك الجماعات، أكدوا لي أنهم باتوا يحسبون للجيش الموريتاني ألف حساب وأن تجربتهم معه بعد ذلك كانت جدٌ قاسية، بل أنهم كانوا مرتاحين حين تأكدوا بأن موريتانيا لم تدخل تلك الحرب".

 

وخلص ولد أبي المعالي  إلى أن ما خرج به من تلك الزيارة كصحفي، هو أنه ورغم ما تعرض له الجيش الموريتاني من خذلان على يد جيوش دول المنطقة، ومنها الجيش المالي، إلا أن رؤية خصوم الجيش الوطني تغيرت على ما كانت عليه سنة 2005.

 

الدكتور محمد أحيد ولد إسلمو؛ أستاذ الاقتصاد بجامعة انواكشوط:

 

الدكتور ولد إسلمو، تحدث من منطلق اختصاصه، مبيناً أن تقيم مدى التنمية في أي بلد كان هو في جوهري مرتبط بتنمية القطاع الزراعي؛ قائلاً: ما اقترحه هنا على مؤسسة الجيش هو أن تفكر في المجال الزراعي، على أن أساس تطور القطاع الصناعي والتنمية بشكل عام، كما منطلقه هو القطاع الزراعي، ما ينقصنا ـ يضيف ـ ليس المقدرات، بقدر ما نفتقد إلى القناعة والوعي التنموي.

 

وأكد الأستاذ أن ما قام به الجيش من تدخل في مجالات التعليم والبنى التحتية حقق نتائج كبيرة، على أن يصل قريبا إلى مرحلة التصنيع العسكري، على غرار عديد الدول، مشيراً إلى أن مصنع الملابس "العسكرية" يمكنه أن يساهم في إنتاج ملابس مدنية تحدٌ من الاستيراد ويسهم في انتعاش الاقتصاد، داعيا الجيش إلى التفكير على مستوى ابعد، لافتا في نفس الوقت، إلى الدول التي شهدت تطور كانت بداياتها مع تدخل الجيش في المجالات الحيوية.

 

مداخلات:

 

الوزير الشيخ احمد ولد الزحاف؛

 

الوزير السابق الشيخ احمد ولد الزحاف وبعد أن أثنى على الجيش الوطني وتضحياته الجسام في سبيل حماية الوطن والمواطن، قال إن مداخلته ستتركز على إبراز عد ملاحظات في ما يخص المقاربة الأمنية لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود؛

 

وأضاف: المقاربة الأمنية التي انتهجتها السلطات الموريتانية كانت ناجحة بكل المقاييس لكنها لوحدها ليست كفيلة لوحدها بكبح جماح خطر الارهاب، ذلك أننا نعيش في منطقة موبوءة بالإرهاب والاتجار بالبشر، لذا علينا أن نعمل على وضع مقاربة متعددة الأبعاد، تشمل البعدين الاقتصادي والاجتماعي، والتي من خلالها نتمكن من تجفيف منابع الإرهاب وهي:

 

ـ التكوين والتشغيل تلبية للاحتياجات المتجددة، خصوصا داخل الفئات الهشة باعتبارها أرضية صالحة لاكتتاب من طرف تلك الجماعات الإرهابية،

 

ـ مقولة أن الإرهاب ليس له تأثير كبير على موريتانيا مقارنة مع دول المنطقة، ليس صحيحا، فهو يشكل خطر حقيقي وليس تهديدا فحسب، وقد حصلت كما تعلمون مواجهات مباشرة داخل مدينة انواكشوط، وإغارات على محميات: لمغيطي، الغلاوية، وتورين..

 

ـ موريتانيا توجد في منطقة الساحل، وهي منطقة ما يزال الإرهاب يتهددها، وعلى الرغم من النجاحات التي تحققت في مكافحة تلك العوامل، والإرادة السياسية إلا أن الخطر ما يزال موجوداً.

 

وهنا أدعوا الى صياغة استيراتيجيات، من ضمنها التكفل بتكوين القادة العسكريين في هذا الخصوص، وأن يعي كل الفاعلين السياسيين أنه يمكن أن نختلف في كل المقاربات المتعلقة بالحكامة، لكن الحكامة المتعلقة بالوجود وسيادة البلد وحوزته الترابية، يكون عليها إجماع.

 

الأستاذ: محمد المختار ولد محمد فال؛ ممثلاً لحزب اللقاء الديمقراطي:

 

ولد محمد فال وبعد شكره لمركز الأرقم على إتاحة الفرصة، نوه بالدور الذي تقوم به الجيوش في حماية أمن الدول واستقرارها، موضحا أنه وللأسف ما يزال قادتنا العسكريين يمارسون السياسة بشكل معلن، رغم أن مكانهم الشرعي هو خلف الثغور.

 

وأضاف ولد محمد فال أن تحكم المؤسسة العسكرية في السلطة وسيطرتها كافة المجالات الحيوية هو نوع من السيطرة على تفاصيل حياة المواطنين، ولا يمكن أن تمارس معه ديمقراطية حقيقة، ضاربا المثل بدول استحوذ فيها الجيش على كل شيئ بما في ذلك تربية الدواجن، حسب تعبيره.

 

محفوظ ولد اعزيز؛ الأمين العام للحزب الوحدوي:

 

ولد اعزيز شدد على أن المؤسسة العسكرية في موريتانيا هي وحدها التي حافظت على تماسك هذا البلد واستقراره منذ قيام الدولة، ولبعت دوراً كبيرا في تنميته الاقتصادية.

 

وقال: "ليس تطور مؤسستنا العسكرية وتألقها حالة شاذة عن بنية الدولة، فهي التي يقع عليها العبئ الأكبر ودخولها في التنمية حالة ايجابية بل يشكل تكاملاً تنمويا، وجميع الدول التي نهضت كان بفضل تطور مؤسساتها العسكرية"..

 

وأضاف: روسيا التي وقفت على أنقاض الإتحاد السوفيتي لولى "الجيش الأحمر" لما كانت اليوم قوة عظمى، والصين كذلك، أما الولايات المتحدة أقوى قوة في العالم فكلكم يعلم دور جيشها وتدخلاته حتى في علم الفضاء".

 

ودعا ولد اعزيز بتشجيع الجيش وقواتنا المسلحة، بدل محاولة تقزيم دوره في "حفظ الأمن والنظام"، مطالبا في الوقت ذاته، بأن تقتطع للجيش ما اسماها بعض المؤسسات الثانوية، باعتبارها المؤسسة الوطنية الأكثر انضباط وتنظيماً.

 

دعوة لتمديد سن تقاعد الضباط!

 

العسكري المتقاعد ومدير مؤسسة "آتلانتيك ميديا" محمد سالم ولد هيبه، دعا رئيس الجمهورية الى تمديد سن التقاعد الخاص بالضباط السامين وضباط الصًف، موضحاً أنه كلما نضج أحد ضباطنا وتراكمت خبراته يداهمه التقاعد..

 

ولد هيبة قال إنه من المفترض أن يصل سن تقاعد الضباط السامين إلى 75 سنة، فيما يتم تقاعد ضباط الصف عند وصولهم 65 سنة، حسب قوله.

 

ودعا الجندي السابق الذي خاض حرب الصحراء الحضور، إلى الوقوف و قراءة الفاتحة على شهداء الجيش الوطني الذين سقطوا في لمغيطي والغلاوية وتولرين، وحتى أولائك الذين  فقدناهم في حرب الصحراء.

 

وأضاف: "ما أريد أن أتحدث عنه هنا، هو محاولة البعض "تقزيم" قادتنا العسكريين وقادة قواتنا المسلحة، ومنعهم من دخول السياسة وممارستها رغم أنهم الأحق بذلك، فالرئيس الفرنسي "ديغول" هو من ادخل الديمقراطية إلى فرنسا وترشح برتبة جينرال ولم يعترض أحد... والروس والولايات المتحدة ولا أحد يحكمهم قادة عسكريون وينوبون عن الشعب في البرلمان ولم يعترض أحد،.. الجيش جزء من هذا المجتمع ورتبة جنرال مكانة سياسية".