"خديعة" مؤتمر بروكسل و"عبء" النازحين السوريين

خميس, 26/04/2018 - 10:46

اهتمت صحف عربية بمؤتمر بروكسل الذي تشارك فيه وفود أكثر من 80 دولة في محاولة لإيجاد تمويل لدعم السوريين المتضررين من الحرب المستمرة منذ أعوام.

وتحدث معلقون عن العبء الذي تتحمله دول الجوار، خاصة لبنان والأردن، جراء تدفق النازحين السوريين علي أراضيها.

"كارثة إنسانية"

وتقول أخبار الخليج البحرينية إن عقد مؤتمر بروكسل يأتي "تفاديا لكارثة إنسانية".

وأشارت اللواء اللبنانية إلى أن رئيس الوزراء سعد الحريري في بروكسل "لتأكيد ثوابت لبنان من ملف النزوح السوري".

وتحت عنوان "خديعة بروكسل" ترى البناء اللبنانية أن "المؤتمر الذي ينعقد في بروكسل جرى تسويقه في لبنان كمؤتمر لدعم الدولة اللبنانية في ملف النازحين السوريين، وما لبث المؤتمر ليبدو على حقيقته مؤتمراً للدول المنخرطة في الحرب على سوريا والمؤسسات المالية التابعة لها".

وتضيف: " انخراط الحكومة اللبنانية في مؤتمر يمثل محوراً من محاور الحرب في سوريا يشكل خروجاً فاضحاً عن النأي بالنفس الذي تدّعيه الحكومة، ومشاركتها هي نوع من الخديعة السياسية بداعي أنه مؤتمر للنازحين عدا كون مقاربة المؤتمر لقضية النازحين تناقض مساعي لبنان المفترضة لضمان عودة النازحين والمؤتمر مخصص لتثبيتهم ومنع عودتهم".

واعتبرت الوطن السورية أن دعوة الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للعودة إلى محادثات جنيف يعد "تجاهل لمواقف دمشق وموسكو حول حل الأزمة السورية".

وقالت الصحيفة إن " الغرب يصر على عدم الاستماع إلى دمشق وموسكو حول الحل السياسي".

"عبء" النازحين علي دول الجوار

يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية: "المؤتمر الدولي في بروكسل يبدو كأنه مؤتمران: واحد تحت عنوان افتراضي هو البحث في مستقبل سوريا، وآخر يواجه واقع السوريين ويكمل مسار لندن وبروكسل في دعم النازحين واللاجئين في الداخل وإلى دول الجوار، وهم نصف الشعب السوري".

ويشير الكاتب إلى أن "المطالبة بعودة النازحين إلى بلادهم تصطدم بموجات جديدة من التهجير والنزوح، من الغوطة والقلمون إلى إدلب وجرابلس، ومن عفرين إلى أماكن مختلفة".

ويختتم خوري مقاله بالقول إن "العبء كبير علي النازحين ولبنان".

ويقول ماهر أبوطير في الدستور الأردنية إن "إعادة إعمار سوريا، ملف شائك، والكل يدرك أن هناك دولا لا تريد دفع قرش واحد، مادام الرئيس السوري بشار الأسد في موقعه، لأن إعادة الإعمار هنا بمثابة مكافأة للنظام، هذا فوق عدم الثقة بعمليات إعادة الإعمار من حيث النزاهة والشفافية، وطرق إنفاق الأموال، إذا افترضنا أن عملية إعادة الإعمار ستتم عبر النظام ذاته، وليس عبر المؤسسات الدولية".

يضيف الكاتب: "خلاصة الكلام أن الحل الوحيد المتاح، حل سيئ جدا، أي رهن ثروات سوريا، لدول كبرى، مقابل إعادة الاعمار، ونحن هنا، نتحدث عن الحل المتاح، خصوصا، أن بقية الحلول غير كافية أساسا، وهذا الحل لا يختلف من حيث معناه عن مغزى هدم كل سوريا وتدميرها".

ويقول نبيل الشريف في الرأي الأردنية إن "موارد الدولة تعرضت إلى ضغوط هائلة بسبب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الموجودين علي الأرض الأردنية، فضلاً عن العبء الذي وقع علي بنيتنا التحتية ومواردنا الطبيعية وعلى رأسها المياه".

ويدعو الكاتب "نشر وتعزيز هذه القناعة التي مفادها أن الأردن ناب عن العالم في تحمل عبء استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين".

ويقول الشريف في ختام مقاله: "لكن يبقى أن يحول المسؤولون الدوليون قناعاتهم هذه إلى دعم حقيقي سخي للأردن".