ارتباط وثيق بين قناعاتنا وحالتنا الصحية

جمعة, 13/04/2018 - 10:53

تتوقف صحة البدن ليس فقط على ما يمارسه المرء من تمارين رياضية، بل أيضا على الكيفية التي ينظر بها لنفسه مقارنة بالآخرين.

ربما عاهدت نفسك في مستهل عام جديد على الهم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قبل أن تخفق في الالتزام بأهدافك، فإذا كان الأمر كذلك، فلا تركز كثيرا على إخفاقاتك، فقد كشفت بحوث حديثة ارتباطا مفاجئا بين قناعات الأفراد وصحتهم العامة، فالبعض يفترض دائما الأسوأ فيما يتعلق بصحته البدنية، ما يضر فعلا بالصحة.

فقد أطلع العلماء بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة على بيانات تتعلق بـ 61 ألف شخص بالغ، مسجلين على مدار21 عاما عشرات القياسات، بما في ذلك التمارين التي زاولها الأشخاص، والأهم من ذلك كيف قارنوا ما زاولوه من تمارين بما زاوله أقرانهم من نفس العمر. وخلال تلك الفترة، توفي بعض المشاركين في الدراسة جراء أمراض عدة.

 

وبتحليل العناصر المختلفة التي ربما أسهمت في الحالة الصحية للمشاركين، كشف الباحثون أمرا غير متوقع، وهو أن الذين اعتقدوا بقلة ما مارسوه من تمارين مقارنة بأقرانهم، توفوا قبل الذين اعتقدوا بتفوقهم في التمرين، حتى وإن كان مقدار التمرين في الحالتين متساويا.

ولم تتغير النتيجة بعد أخذ الحالة الصحية السابقة للمشاركين في الاعتبار، وكذلك العوامل من قبيل التدخين وخلافه.

ورغم دور الرياضة في العمل على إطالة العمر، ألمحت الدراسة إلى أن التقييم الذاتي أمر لا يمكن إغفاله.

وقالت أوكتافيا تسارت، الباحثة صاحبة الدراسة بجامعة ستانفورد، إن خبرتها الشخصية كانت وراء إجرائها هذا البحث، فبانتقالها إلى سنوات الدراسة في كاليفورنيا، وجدت تسارت نفسها محاطة بأشخاص مولعين بالرياضة، وبدا عليهم أنهم يمضون جل أوقاتهم في صالة التمرين.

حين كانت "تسارت" تعيش في لندن كانت تظن نفسها ممن يتمتعون بلياقة عالية، إذ كثيرا ما كانت تتنقل على دراجتها فضلا عن رياضات أخرى. أما بمقارنة نفسها بأقرانها الجدد، فقد رأت أن لياقتها متدنية بشدة.

وعندها تساءلت عما إذا كان مجرد الاعتقاد بتدني المستوى البدني مقارنة بآخرين قد يؤثر سلبا على الصحة، وهو ما أثبته البحث لاحقا.

فقد توصلت "تسارت" إلى أن احتمالات الوفاة زادت بما يصل إلى 71 في المئة في من ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم أقل نشاطا، مقارنة بالذين اعتقدوا بتفوقهم على الآخرين رياضيا.

وربما لا يصدق البعض النتيجة التي توصلت إليها "تسارت" حتى يعرف أن هناك على الأقل ثلاثة أسباب قد تجعل مجرد الظن يؤثر على الصحة.

ول تلك الأسباب هو أننا ببساطة نقلق أكثر إذا ما اعتقدنا أننا لا نبذل ما يكفي من نشاط. ومع سيل التنويهات الصحية، ورؤية الجميع من حولنا معنيين بمواصلة التمارين، قد يستبد بنا القلق أكثر، مما يضر بصحتنا.

كذلك يتحمس المرء أكثر للمران إذا رأي في نفسه أنه ذو جسد رياضي موفور النشاط، فيدفعه ذلك لمزيد من التمارين، للحفاظ على تلك الصورة. هذا الافتراض تدعمه دراسة أُجريت عام 2015 أظهرت أن اعتقاد المرء بتدني لياقته أسوة بأقرانه يجعل توقفه كلية عن الرياضة بعد عام أمرا أكثر ترجيحا.