توبيخ وانذار للرئيس ماكي صال

خميس, 05/10/2017 - 15:00

هذه تدوينة قديمة لي كنت قد نشرتها على صفحتي في الفيسبوك منذ سنوات واعيد نشرها اليوم بمناسبة تطاول الرئيس السنغالي ماكي صال على بلادنا.

ولقد كانت التدوينة بعنوان :

"مقابلة ساخنة مع عبد الله واد"

وجاء فيها :
كنت يومها صحفيا بارزا أدير صحيفة مشهورة واسعة الانتشار..
رن هاتفي..كان السفير السنغالي على الطرف الآخر..."مسيو فلان...آمباسادير دَ سينغال...الجملة الوحيدة التي فهمتها بوضوح...
توجهت لمبنى السفارة...
السلام عليكم...كيف حالك بالولفية... قلتها للسكرتيرة...
استجمعت كل مفردة تعلمتها أيام كنت في "اللوكَة" وكّاف في بوتيك ابراهيم..
...آه...ابراهيم..ذلك الرجل البدوي..كنت وزميلي محمذن باب نكاد نموت من الجوع والتعب في دكانه...الأكل رديئ..العمل شاق..من طلوع الفجر الى الواحدة ليلا...
..نسكن "مكَزينه" ملحقة بالبوتيك.. مترين في متر....
قلت لابراهيم ذات مرة : انتم من سبب لنا نظرة الاحتقار التي ينظر بها الينا "لكور"
...منظرنا...مأكلنا...مسكننا...انظر الى اللبنانيين...الى المغاربة...
سيارات فخمة...فيللات...مكاتب مؤثثة....ملابس أنيقة...
نظر اليّ غاضبا...صاح بصوت مرتفع..."آن يبويَ ما جايبتني هون كرشي..آن جاي انعدّل طشة من همي وراجع"....اسمع يا ولدي...نصيحةمني ...ابليده مانك الخ....عدّل فيهَ ال تبغي...
اعطيني حسابي...قلت له...لا يمكنني أن أعيش سجينا....حسابك؟
انت لم تكمل شهرا بعد.....خرجت غاضبا..أعطاني زميلي "ابّاص"
قلت للسكرتيرة : أهذا رقم السفير...نعم رقمه..
لقد اتصل بي قبل قليل ...
دخلتْ عليه...وخرجت..أشارت اليّ...دخلتُ..
مكتبٌ فخم...ملحق به جناح للانتظار...
وجوه كثيرة..عرفت من بينها..مختار صار...حاميدو كان..
ورئيس حركة "افلام" تام صمبا..
با عصمان..قبل ان يصبح وزيرا بسنوات عديدة...
تبادلت اطراف الحديث معهم..يتقنون الحسانية كلهم..
الا "احمد ولد حمزة" قبل ان ينتخب رئيسا للمجموعة الحضرية..
كان يجيد الولفية أكثر من السفير نفسه...
دخلت على السفير...أشار إليّ بالجلوس ...قال :
"وصلتني رسالة من الخارجية في داكار تدعوك مع بعض الصحفيين الاجانب 
لمقابلة الرئيس..
عبد الله واد؟ ..نعم عبد الله واد..
السفر بعد أسبوع...التذاكر ستكون جاهزة...
الفندق...مبلغ من العملة الصعبة..
"ذيك أفصل آن فيهَ كاع..واتخلوني عنكم".."حديث النفس"..
أمضيت الاسبوع في محاولة تحسين لغتي الركيكة...
وصلت داكار العاشرة ليلا...أحدهم يناديني باسمي... ..قلت : مَن يعرفني هنا...آه  ..إنه شخص من التشريفات..
في الطريق من المطار الى الفندق الراقي على الشاطئ...
تمنيت عنهم يُعيرونا شركة نظافتهم مدة شهر واحد...
في الفندق استبدلت ملابس السفر ..
لبست دراعة من شكة 42 ...نزلت الى المطعم في الطابق الارضي..
أعوذ بالله...رقص...خمر...مجون...طلبت الاكل والشراب..
ما هذا؟ ..خمر..أريد ماء...الجرسون يضحك حتى كاد يسقط...
ماء؟ ..قالها بفمه الواسع...هنا بار..خمارة...لا ماء ولا لبن...
خرجت مسرعا...القوم كلهم سكارى...
مقابل الفندق ضوء خافت...ضوء "السندل" ينبعث من دكان صغير...
شاب أسمر...موريتاني..اكشاطه يوحي بجنسيته...دخلت الدكان ...قلت :
اعطيني نصف امبورايه فيها 10 من بير....20 من كَرته... من فضلك وكاس من أتاي...
اعتذر دون ان ينظر إليّ....قال :...سأغلق بعد قليل...نوع من صوع الخطار لملس عايدْ...شيء معتاد...
في الصباح ذهبت أبحث عن مكان أشرب فيه الشاي...أحس بآلام في الرأس بسببه...
بحثت طويلا...ثم عدت... الناس مشغولون في أعمالهم...
عدت الى الفندق..دخلت الحمام ...غيرت ملابسي...الساعة الواحدة تماما دخلت على الرئيس ...
كنا مجموعة....عرفني بالدراعة.....طلبتُ إحضار مترجم عربي...
جاء ابن عم العمدة "صو دينه"..لكنه أكثر منه "اتبزكي"
كان حديث الرئيس بالولفية مخلوطا بقليل من الفرنسية أوضح من حسانية "موسى افال" ..
منظر "واد" العجوز....الكرسي يبتلع ثلثي جسمه المتهالك...يوحي بالهدوء والحكمة...
انتفض من جلسته..بدأ يكيل الشتائم لرئيسنا...
يستهزئ...يسخر... يرسل ضحكات متعالية...طقم اسنانه سقط ثلاث مرات...
انتم رعاة أغنام...لا.. لا..انتم بهائم...لو كنت مكان الرئيس عبدو ضيوف 89 لقتلت الجالية كلها...كلها...لا تستحقون الحياة...سنفعل بكم كيت ...وكيت..
ثم اعتدل...جلس.. وقال : تفضل بطرح أسئلتك...
أسئلتي؟...."يحرك أوديْديجات بيْ بو بوك أُبيْ ذاك وبيْ ال ما يحَرَّك اعل بيّك
يمحروك بيُّو.....ترجم ذاك يا موسى افال

 

واليوم لا أجد غضاضة في الاعتذار للرئيس السابق عبد الله واد عن كل إساءة وردت في حديثي , وأوجه نفس العبارات الى "ماكي صال" بمناسبة تطاوله على أسياده الموريتانيين وأولياء نعمة آبائه وأجداده وأضيف إليها :

أيها اللئيم ماكي صال ستندم قريبا يوم لا ينفعك الندم ..أيها الحقير المنافق المتآمر...يا كلب فرنسا وخنزير اسرائيل وخُنفساء السنغال.

 

أقصر بطرفك لا تطمح إليّ به*فشأنُ مَن ليس يدري الجرْيَ أن يقفا*

 

بقلم/ محمد محمود محمد الامين