صحف عربية تناقش إجراءات التقشف السعودية و"تفوق" كلينتون على ترامب

خميس, 29/09/2016 - 15:56

 ناقشت صحف عربية في نسختيها الورقية والرقمية الإجراءات التقشفية التي أعلنتها السعودية، بما فيها تقليص رواتب مسؤولين في الدولة.

 

في الوقت نفسه، استمر تعليق بعض الصحف على المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري ودونالد ترامب.

"لحظة الحقيقة"

قال خلف حربي في عكاظ السعودية واصفا الوضع الاقتصادي في السعودية "وفجأة، جاءت لحظة الحقيقة. توقفت حنفية النفط التي كانت لسنين تمطر عقودا ورواتب وسيارات وتذاكر سفر وعمالا آسيويين عن العمل بصورتها العشوائية المعتادة".

وأضاف "ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم الانتقال فيها من حالة الفائض الضخم إلى حالة العجز الصريح دون مقدمات. ولكن هذه المرة كان أثر تراجع عائدات البترول أسرع وأشد وقعا".

وأوضح أن "الإجراءات التقشفية بدأت برفع الدعم عن بعض الخدمات والسلع، مرورا بزيادة بعض الرسوم، وصولا إلى إلغاء البدلات التي تصرف للموظفين الحكوميين وبالتالي تخفيض الرواتب من أصغر موظف إلى الوزير".

وقال خالد السليمان في الصحيفة نفسها إن الإصلاح المالي في أي دولة يبدأ "بمكافحة الفساد ومحاربة الفاسدين ومحاسبة المفسدين".

وأشار إلى أن القرارات الأخيرة "ستقلل من جاذبية الوظيفة الحكومية مقابل وظائف القطاع الخاص مما يسهم في تغيير ثقافة سلبية لطالما سادت في المجتمع".

وعولت الوطن السعودية في افتتاحيتها على "وعي المواطن"، فقالت إن "وعي المواطن أساس في التعامل مع الظروف التي يمر بها الوطن أياً كانت تلك الظروف، فالمواطنة ليست ظاهرة موسمية بقدر ما هي التزام ومسؤولية".

وأضافت "وطننا أعطانا اكثر من الكثير... وعندما يمر بظرف طارئ فليس أقل من أن نكون معه والى جانبه ليس من اجل مكاسب مادية آنية ولكن من أجل أنه الوطن".

"تخفيف الصدمة"

وفي نفس السياق، قال أحمد الجميعة في الصحيفة ذاتها إنه "كان لابد من إعادة النظر في الإنفاق الحكومي وترشيده في عملية متوازنة بالغة التعقيد والحساسية، خاصة حينما يكون المواطن طرفاً فيها".

وأضاف "الواقع الذي وصلت إليه المنطقة على المستوى السياسي والأمني والعسكري يتطلب من المملكة سيولة مالية عالية التكاليف؛ لتعزيز الأمن الوطني أمام حجم التهديدات، فضلاً عن قيادة تحالف عربي للقتال في اليمن، وقطع الطريق على المشروع الإيراني التدميري الطائفي، إلى جانب تنامي ظاهرة الإرهاب".

وطالب الجميعة الدولة بأن "تضغط باتجاه خفض أسعار السلع والتنسيق بين مؤسسة النقد والبنوك لإعادة جدولة قروض الموظفين بعد إلغاء البدلات المكافآت المحتسبة ضمن نسبة السداد".

غير أن علي سعد الموسى لم يفضل الطريقة التي تم بها إعلان التقشف. وقال في الوطن السعودية "كنت أتمنى لو تم تسويق هذه القرارات إلى الشعب الكريم قبل صدورها بفترة كافية تسمح بتخفيف الصدمة".

ودعا الموسى الحكومة إلى زيادة العمل والإصلاح في شتى المجالات، فقال "في عهد الحزم والإصلاح والعزم لن نكتفي من معالي الوزير بشراكة التضحية بخمس الراتب والمزايا مع المواطن البسيط بل في العمل المضاعف الذي يلامس حياته ويتلمس فيها ما يمكن له شد الحزام وما لا يمكن أبداً شده".

كلينتون "متفوقة"

قال مكرم محمد أحمد في البيان الإماراتية إن "أغلب المراقبين يعتقدون أن كلينتون هي الأكثر فرصة في النجاح، لقلق الناخبين الأميريكيين الشديد من شخصية ترامب، فضلاً عن تفوق كلينتون في كافة استطلاعات الرأي العام على ترامب في قضايا الاقتصاد والإرهاب والهجرة".

وأضاف أن "كلينتون مهما تكن مساوؤها الشخصية، باليقين، أقل خطورة من ترامب، وتملك تجربة غنية في السياسة الدولية، تجعلها أكثر قدرة على التعامل مع متغيرات عالمنا، كما تملك رؤية للشرق الأوسط، تختلف عن رؤية الرئيس أوباما، الذي يعتقد أن الشرق الأوسط استنزف أهدافه، ولم يعد يستحق أي تضحيات أمريكية، بعد توافر بدائل عديدة للطاقة".

وتابع مراد مراد في المستقبل اللبنانية إن هيلاري كلينتون خرجت من المناظرة الأولى "متفوقة" غير أنه أضاف " انها لم تتمكن من تحجيم ترامب الى درجة تقليص حظوظه في المنافسة، اي أن فوزها على حلبة الملاكمة الكلامية جاء باحتساب النقاط وليس بضربة قاضية".

وأضاف "سيحاول ترامب بالطبع العودة بقوة خلال المناظرة الرئاسية الثانية التي ستجري في جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس (ميسوري) في 9 تشرين الاول (أكتوبر) المقبل".

ترامب والقذافي

وقلل رؤوف شحوري في الأنوار اللبنانية من أهمية فوز أي من المرشحين، قائلا "الرؤساء المتعاقبون في البيت الأبيض متغيّرون، ولكن الاستراتيجية الأمريكية في العالم ثابتة على مرّ السنين والعقود، ولا تتغيّر إلاّ بعد تحقيق أهدافها".

وأضاف أن "الاستراتيجية الأمريكية تعمل لدنياها وكأنها تعيش أبداً، وتضمّ ثلاثة عناوين كبرى" وهي، بحسب رأيه، منع تحول الصين أو روسيا إلى امبراطوريتين كبيريتين وعدم انتشار ايدلوجية الاسلام.

وخلص إلى أن "أياً يكن الساكن الجديد في البيت الأبيض، فلا تنتظر هذه المنطقة سوى المزيد من الشرور والأخطار لتفتيت الأنظمة والدول ككيانات قائمة، وتفتيت الاسلام كإيديولوجية".