علّمي أطفالك حبّ القراءة منذ الصغر

سبت, 10/11/2018 - 07:45

لا تكتفي بتخيُّل أولادك كملائكة مهذبين يحسنون التصرّف ويجيدون التعامل مع الآخرين، بل علّميهم التهام الكتب منذ الصغر لما في ذلك من أهمية لحياتهم.

توضح الدكتورة نانسي كارلسون-بايج، وهي بروفسورة فخرية في جامعة ليسلي بكامبريدج ولها كتاب Taking Back Childhood (استعادة الطفولة): “نريد أن نحمل الأولاد مجدداً على المطالعة. إلا أنهم يتعرّضون لضغط متزايد بغية الامتثال لذلك، ما يسلبهم متعة هذا النشاط المشترك المميز”. لا شك في أن متعة المطالعة تعود في جزء منها إلى القدرة على القيام بذلك بثقة. لكن الدكتورة كارلسون-بايج تشدّد: “يجب ألا يفرض الأهل الدروس على الولد أو يصبحوا مهووسين بأسس المطالعة. يكفي أن يقرأوا مع أولادهم. هذا كل ما في الأمر”.
بكلمات أخرى، أبقي المطالعة خفيفة وممتعة. يجب أن تنجح الكتب في جعلك تبتسمين أو تضحكين، أن تنقلك إلى أرض بعيدة، وأن تحولك إلى مقاتل يذبح التنانين، وأن تولد في داخلك شتى المشاعر. “إذا تعاطينا مع الكتب على أنها سحرية، يكبر الأولاد وهم مقتنعون بذلك”، تعلّق شانا شوارتز، مطوّرة فرق بارزة في مشروع الكتابة والقراءة في مدينة نيويورك التابع لكلية المدرّسين في جامعة كولومبيا. ابدئي بتطبيق هذه الأفكار المختبرَة التي يقدّمها لك الخبراء ولا شكّ في أن السحر سيتدفّق.

استخدمي الكتب المسجّلة:

نعم، تُعتبر الكتب المسجلة نوعاً من المطالعة، فضلاً عن أنها تساعد الأولاد على إتقان ذلك. تذكر إليسا موسترانسكي، وهي مدرِّسةُ مطالعة في المرحلة الابتدائية والمتوسطية وأم لأربعة أولاد: “يشكّل سماع شخص يقرأ كتاباً بثقة طريقة ممتازة لاكتساب الطلاقة، أي القدرة على قراءة نص بدقة، وسرعة، ووضوح”. ومن الأعمال المفضلة لديها قراءة إ. ب. وايت سلسلة Charlotte’s Web and Magic Tree House (شبكة شارلوت والعرزال السحري)، التي يصغي إليها أبناؤها وهم في طريقهم إلى تمرين كرة القدم ومنه. اشتري هذه التسجيلات أو احصلي على تطبيق استماع مجاني من Audible. Com 

كوني مثالاً يُحتذى

تؤكد شوارتز أن “الأولاد يتعلمون من البالغين. على سبيل المثال، عندما يكبرون وهم محاطون بالمأكولات السريعة، يحبون هذا النوع من الطعام. أما إذا كبرتِ وأنت محاطة بالكتب، فتتعلمين أن تحبيها”. لذلك لا تتردد أنيت يوفينا، أم لولدين لا يهويان المطالعة، في إظهار حماستها: “أحرص على أن يرياني وأنا أقرأ.

كذلك أخبرهما عن الكتاب الذي أطالعه. وأشير بحماسة إلى مسألة تذكّرني بالقصة لأنني أود أن يلاحظا أن الكتب تجلب لي الفرح وأنها ستشكل تجربة ممتعة لهما أيضاً”.

أضفي طابعاً مميزاً على ركن المطالعة

من الضروري أن تعدي ركناً هادئاً، ودافئاً، ومليئاً بالكتب.
توضح كريستينا دروسكوسكي، خبيرة متخصصة في المطالعة في المرحلتَين الابتدائية والمتوسطية وأم لثلاثة أولاد: “يعشق الأولاد الحصون. يكفي أن تغطي كرسيين بشرشف لتحصلي على حصن جميل.
اعملي مع ولدك على تحويل هذا الركن إلى منطقة يود قضاء الوقت فيها، ما يزيد المطالعة جاذبية”. ما رأيك في مشهد في غرفة نومهم: مناشف على الأرض، مظلة بحر مسندة إلى الجدار، ملصق يحمل صورة المحيط، ودلاء رمل تضمّ الكتب؟ كذلك يمكنك أن تختاري كهف قرصان، لأو غابة مطيرية، أو مركبة فضائية لتنمي حب المطالعة لديهم.

بثّي الحياة في الكتب

ابحثي عن نشاطات تلهمها الكتب في الحياة الواقعية ووسعي تجارب ولدك، حسبما تنصح الدكتورة كارلسون-بايج. على سبيل المثال، إن كان ولدك يحب شخصيات الحيوانات في الكتب، اصطحبيه لمشاهدة بعضها مباشرة.

كرّمي الكتّاب

انتقي الكاتب الذي تشائين وكرميه في المنزل بتعريف أولادك إلى أحد أعماله.

طالعوا الكتاب ثم شاهدوا الفيلم

اختاري كتاباً كلاسيكياً حُوِّل إلى فيلم، مثل Bridge to Terabithia، The Lion, the Witch, and the Wardrobe، وCharlie and the Chocolate Factory، وطالعيه مع أولادك، كل بضعة فصول معاً.

وعندما تنتهون، أعدي أمسية عائلية لمشاهدة الفيلم المستوحى من الكتاب. تؤكد كاتي فاكارو، مدرّسة ابتدائية وأم لولدين: “تشكّل هذه طريقة ممتازة لتحفيز القراء المترددين”.

وزّعي الكتب بمختلف أرجاء المنزل

“أحيطي أولادك بالكتب منذ نعومة أظفارهم، ما يساعدهم على اعتياد مطالعتها”، وفق الدكتورة أليس ستيرلينغ هونيغ، خبيرة في نمو الأولاد في جامعة سيراكيوز بنيويورك.
أعدّي سلة ضعي فيها أحدث الكتب الصادرة. ولا شكّ في أن أولادك سيُسرون بالاطلاع على العناوين الجديدة. وعندما يربطونها بما يحدث في ذلك الشهر تزداد حماستهم.
أما زالت العطل بعيدة؟ اقصدي المكتبة واختاري مواضيع تثير راهناً اهتمام أولادك. اتركيها أمامهم، حتى على أرض السيارة وسيحملونها ويبدأون بتقليب صفحاتها. تنصح الدكتورة هونيغ: “لا تتركي الكتب على الرفوف. أتيحي لأولادك لمسها، حملها، وتقليبها. اسمحي لهم أيضاً باصطحاب الكتب المضادة للماء إلى الحمام”.

اقرئي بصوت عالٍ حتى عندما يرفض ولدك ذلك

تقول الدكتورة كارلسون-بايج: “للقراءة بصوت عالٍ فوائد تثقيفية واجتماعية في آن. لذلك تُعتبر بالغة الأهمية”. علاوة على ذلك، يجيد الأولاد القراءة ويعشقونها عندما يسمعون قصصاً كثيرةً طوال سنوات عدة في إطار ذي مغزى (مثل الجلوس في حضنك أثناء المطالعة). كذلك يمنح الإصغاء القارئ المتعب استراحة. ويُعتبر (للصبية خصوصاً) وReadingRockets.org موقعَين ممتازَين يحتويان على أفكار رائعة مقسمة وفق سن الولد واهتماماته.

حوّلي زيارات المكتبة إلى مغامرة

اعتمدي على أمين المكتبة، فهو يتقاضى المال ليحوّل المطالعة إلى تجربة سحرية لولدك. وقبل التوجه إلى رفوف الكتب، اسألي في مكتب الاستعلامات عن النشاطات التي تنظمها المكتبة. كذلك تحققي باستمرار من موقع المكتبة على شبكة الإنترنت بغية تتبع الأحداث المرتقبة. توضح دروسكوسكي: “حتى لو اصطحبت ولدك للمشاركة مثلاً في مشروع بناء، سيربط المكتبة بالمتعة، وهذا أمر جيد بالتأكيد”. كذلك احرصي على أن يحصل كل من أولادك على بطاقة مكتبة. “تساعدهم هذه الخطوة في اعتبار المطالعة تجربة خاصة بهم”، حسبما تضيف.

أعيدي قراءة الكتب مراراً

تعزّز الكتب نمو الولد اللغوي المبكر. يلاحظ الولد في البداية الصور، ثم يتعلّم قلب الصفحات. وأخيراً، يتنبه إلى أن القصة تبقى ذاتها في كل مرة، وهذه مهارات أساسية تسبق تعلّم القراءة. كذلك، تعود الكتب التي تتبع قوافي معينة بالفائدة على الولد: “تعزّز القوافي الإدراك الصوتي، فيميّز الولد التكرار والأصوات. يعشق الأولاد القوافي لأنهم يعرفون ما سيلي وقد يشاركون فيه”، وفق الدكتورة كارلسون-بايج.

اطرحي الأسئلة

تعزّز هذه الخطوة الفهم والمتعة (لن يستمتع الولد إن لم يفهم عما تدور القصة). توضح الدكتورة كارلسون-بايج: “لا تهدف هذه الخطوة إلى امتحان الولد بل إلى التحقق من أنه يفهم ما يقرأ”. اسأليه: أي شخصية تفضل؟ ماذا سيحدث بعد ذلك في رأيك؟ وماذا كنت ستفعل لو وجدت نفسك في وضع مماثل؟ تضيف: “إذا ركزت على الأحرف والأصوات وتناسيت القصة، فلن يصبح ولدك قارئاً جيداً على الأرجح. إن كنت قارئة جيدة، فلا شك في أنك تقرئين بسرعة لأنك لا تتوقفين عند الأحرف بل تبحثين عن المعنى، وهذا ما يعزّز عملية المطالعة”.

الجئي إلى الكتب بالأوقات الصعبة

تذكر شوارتز: “أضيفي الكتب إلى كل ما يحبه ولدك في حياته أو كل ما يواجهه من صعاب”. أيريد شراء كلب؟ قدمي له كتاباً عن هذه المسألة. أينتقل إلى مدرسة جديدة؟ اختاري كتاباً يساعده.

تضيف: “أخبريه أن الكتاب يساعده عندما يشعر بالحزن، أو الحماسة، أو أي إحساس آخر”. اطلبي من “ساحرة الكتب” إيصال الكتاب: “لفيه واتركي معه ملاحظة مفادها: سمعت أنك ستصبح أخاً أكبر.
يساعدك هذا الكتاب في الاطلاع على دورك الجديد. مع حبي، ساحرة الكتب”.

القبس