صحف عربية تربط بين معركتي الموصل وحلب

أربعاء, 26/10/2016 - 20:12

ربطت صحف عربية بنسخاتها الورقية والإلكترونية بين المعركة الجارية في مدينة الموصل العراقية

لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية وتلك الجارية في حلب في سوريا المجاورة.

وعبر كُتاب عن مخاوفهم مما ستؤول إليه الأوضاع بعد "التحرير" المرتقب للموصل، بينما في الجهة الأخري تواصل القوات الحكومية في سوريا مدعومة بضربات جوية روسية محاولاتها علي مدى أسابيع للسيطرة على حلب وإخراج المسلحين منها.

وفي مصر، ناقشت الصحف مؤتمر عن الشباب يدشنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث دعا أحد الكتاب إلى ضرورة إطلاق سراح الشباب المحبوسين لإنجاح المؤتمر.

الموصل-حلب

يقول طلال صالح بنان في صحيفة عكاظ السعودية: "اليوم، وعلى جبهة حلب الموصل تتلاقى مصالح الغرب، بشرقه (روسيا) بمخططات إيران التوسعية".

ويسرد الكاتب تاريخ الحروب التي خاضها العرب في مواجهة "الفرس والفرنجة" ثم يقول: "لا عجب، أن تكون حلب والموصل هذه الأيام ساحة الوغى التي تتحدد بنتيجتها وجهة مسيرة التاريخ".

ويرى أحمد حسن في صحيفة البعث السورية أن "معركة حلب مصيرية لكل المنطقة، كما هي معركة الموصل، وإن اختلفت بينهما الأهداف والغايات الحقيقية لا المعلنة.... تطمح واشنطن من خلال المعركة الثانية - إخراج 'داعش' من الموصل - إلى إعادة احتلال العراق كله باعتبارها صاحبة القدرة والفضل في تحريره من الإرهاب".

ويستطرد الكاتب قائلا: "فتحرير الموصل من'داعش' ليس النهاية، فذلك على أهميته وضرورته لا ينفي أن المعركة المقبلة هناك ستكون، ويجب أن تكون، معركة تحريرها من الأمريكيين ومن الأطماع العثمانية، فيما تسير معركة حلب".

وناقش معلقون أيضاً مرحلة ما بعد معركة الموصل وكيف ستتطور الأمور بها، في ضوء التعقيدات العرقية والطائفية هناك.

يتوقع هايل ودعان الدعجة في صحيفة الرأي الأردنية "احتمالية حدوث توترات بعد التحرير قد تصل حد الدخول في صراعات وحروب إقليمية لأبعاد طائفية وعرقية وقومية بين العراق وتركيا وإيران وإقليم كردستان".

أما سنان أنطون فيقول في صحيفة السفير اللبنانية إن "هزيمة 'داعش' هي الهدف الذي يخفي حدة صراعات ستظهر بقوة بعد التحرير، وستكون الموصل مسرحاً لها".

من جانبه، عبر فاتح عبدالسلام في الزمان العراقية عن مخاوفه من "ظهور داعش آخر بعد انتهاء داعش الحالي في العراق".

ويرى الكاتب أن توجه "الطرف السياسي الرسمي ببغداد وملحقاته من مليشيات وشخصيات وأحزاب وامتدادات صوب ايران وسوريا" و"تحطيم مدينة نينوي وتشريد أهلها والفتك بالقسم الآخر منهم بحجة مقاتلة داعش" سيؤدي إلى "ظهور تنظيم له مقولة أخرى وغير متساهل مع الغرب أو إيران أو الوضع السياسي والأمني في بغداد".

أما عماد يوسف في العلم العراقية، فيبدي شكوكاً في إمكانية نجاح الحملة العسكرية الحالية في الموصل في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية هناك، في ضوء الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك الصراعات الطائفية.

ويتوقع عبدالمنعم الأعسم في الصباح الجديد العراقية معركة طويلة في الموصل.

يقول الكاتب إن "معركة تحريرالموصل طويلة ووعرة، والعدو يأخذ من طباع الذئاب الجريحة ردود افعال متوحشة، قد يتفاجأ بها المواطنون اذا لم يكونوا على وعي بمعادلة الفعل ورد الفعل".

كما يحذر الإعلام والمسؤولين العراقيين من "التبسيط والاستسهال وإيهام الجمهور بأن امر المعركة انتهى بتحقيق الانتصارات الاولى للقوات العراقية وظهور هزال فلول داعش".

شباب مصر

وكرس عدد من الكٌتاب المصريين مقالاتهم للحديث عن مؤتمر الشباب الذي دشنه السيسي في مدينة شرم الشيخ ويستمر لمدة يومين.

وحث كثير من الكُتاب الشباب على الانخراط في العمل في مختلف المجالات.

الاستثناء لهذا التوجه تمثل في رئيس تحرير صحيفة الشروق عماد الدين حسين، الذي دعا إلى إطلاق سراح الشباب المحبوسين حتي ينجح المؤتمر.

يري حسين أن أهم إجراء يمكن أن يقود إلى "حلحلة للأزمة الشاملة هو أن يصدر الرئيس السيسي قراراً بإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المسجونين خصوصاً الشباب".

يقول الكاتب: "إطلاق سراح أي شاب يعني نهاية مشكلة شخصية وعائلية وكل من يعرفه، وبنسبة 99% من الذين سيفرج عنهم فربما لن يعودوا حتي للعمل بالسياسة من بعيد أو قريب. لو حدث قرار مثل هذا، فقد يكون أفضل بداية جادة بين الدولة والشباب، بل بين الدولة والمجتمع".

ويشدد جلال دويدار في صحيفة الأخبار الحكومية على ضرورة ألا تكون اللقاءات في المؤتمر على شكل دروس ومحاضرات حتى تتاح مساحة للمناقشة والاستماع لكل الآراء دون أي عوائق أو قيود.

ويأمل صبري غنيم في نفس الصحيفة أن يؤدي المؤتمر لكسر الحواجز بين الشباب والدولة.

يقول الكاتب "قد يجد الرئيس نفسه في مواجهة حرجة مع الشباب عندما يسألونه عن تكويش (سيطرة) القوات المسلحة على جميع المشاريع في مصر" لكنه يصف من سيطرحون هذا السؤال بأنه "مزقوقين (مدفوعين) أو على عيونهم غشاوة".

ويدعو فهمي عنبة، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية إلى "الاستماع للشباب وإطلاق طاقاتهم ومحاورتهم واحتوائهم".

وعن دور الشباب، يقول مجدي سرحان في صحيفة الوفد إن الشباب المعنيين بهذا المؤتمر "ليسو الشباب المغيبين، المخدوعين، الغارقين وسط دوامات التطرف والصراع والتشرذم والاستقطاب والانقسام الممنهجة".