سكان برشلونة يرفضون الانجرار إلى معاداة الإسلام

اثنين, 21/08/2017 - 15:20

يبدو أن سكان برشلونة -ثاني أكبر المدن في إسبانيا- آثروا التعامل بشكل مختلف عن نظرائهم في المدن الأوروبية الأخرى التي شهدت هجمات إرهابية مماثلة لما حدث في مدينتهم الخميس الماضي.

فقد جاءت ردود فعلهم رافضة لظاهرة الخوف من الإسلام أو ما يعرف اصطلاحا بالإسلاموفوبيا، في موقف يناقض مشاعر العداء للمهاجرين والإسلام التي أبداها سكان مدن مثل باريس وبروكسل ونيس وبرلين وستوكهولم ولندن التي مرت بظروف مشابهة خلال العامين الماضيين.

ووصفت صحيفة واشنطن بوست رفض "البرشلونيين" الانزلاق إلى "حرب ثقافات" بعد الهجومين اللذين وقع أحدهما في شارع لاس رامبلاس السياحي وسط المدينة، والآخر في بلدة كامبريلس إلى الجنوب، بأنه أمر "مشجع" يدعو للارتياح.

وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها في برشلونة، إن أعمال العنف التي شهدتها المدن الأوروبية الآنفة الذكر أعقبتها في بعض الحالات مظاهرات اتسمت بعداء شديد تجاه المهاجرين ومشاعر ناقمة من المسلمين استغلها البعض في استقطاب سياسي. وليس أدل على ذلك من أن ثمة دوائر ترى في الانتخابات الفرنسية التي جرت في مايو/أيار الماضي استفتاء حول المسلمين في فرنسا، تجلت في بزوغ نجم اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وفي برشلونة -تلك المدينة ذات الميول اليسارية- عاش المسلمون قرونا مديدة، وآثر مسؤولها ومواطنوها عدم الانجرار إلى أي نوع من أنواع العداء للإسلام والمسلمين مثلما حدث في أماكن أخرى بأوروبا.

وأمس الأحد، سارع آلاف المسلمين في شارع "لا رامبلا" الذي تصطف على جانبيه الأشجار وكان مسرحا لأحد الهجومين الإرهابيين، إلى الخروج في مظاهرة ردد المشاركون فيها -شيبا وشبابا، رجالا ونساء (بعضهن محجبات)- بصوت واحد "أنا مسلم! أنا لست إرهابيا!".

ووقف غير المسلمين على الأرصفة يصفقون ويبكون ويصرخون، وتقدم بعضهم ليحتضن بعض المشاركين في المظاهرة أثناء مرورها أمامهم.

وفي مؤتمر صحفي الأحد نفسه، انبرى رئيس إقليم كتالونيا كارلس بيغديمونت دفاعا عن سكان برشلونة من المغاربة، وقال في هذا الصدد "إن المغاربة مندمجون في كتالونيا، وقدموا إسهامات جليلة لمجتمع الإقليم".

المصدر : واشنطن بوست