خطاب الرئيس عزيز في الحوار: الآن حصحص الحق.

اثنين, 24/10/2016 - 19:22
محمد يحي

ليس للقراء وقليل ما هم أن ينتظروا من هذا الكتاب الجمال الفني وروعة الأسلوب فلا يراد له ذلك عند صاحبه.

كذلك لن يخوض في التكهنات والتحليلات إذ لم يعدَ لذلك –بضم الياء-,انه يعطي نظرة موضوعية ملخصة لمن يكون قد فات عليه حضور الجلسات بسبب الانشغال أو السفر أو عدم الحصول  علي -البادج-,العملة النادرة والطريف فيها أن البعض عندما يحرمه منها حزبه ويحصل عليها من حزب آخر يكون أمام :

أن يبقي يعبر عن موقف حزبه الأصلي أو يتحول الي من أهداه البطاقة أو يتحرر من كل قيد فيصبح من النقابات أو المجتمع المدني وحتي من المجذوبين إلي غير ذلك من الألقاب والأصناف .

ومع ذلك فسيجد القارئ في بساطة الأسلوب ومحاولة صدق المروي ما يسهل ويرغب في قراءة كامل الصفحات من دون كبير ملل..

الموضوع:

لا يفتأ الطيف السياسي بجميع أصنافه يعبر عن الاستعداد لدخول الحوار وذلك بشروط تختلف من مكون لآخر .

البعض يشترط الرد المكتوب علي الممهدات وآخر يريد تحديد المواضع التي سيشملها التدارس و آخرون يبتغون من فضل الله حوارا من دون أسوار .

وتبعا لكل هذا وبعد عديد اللقاءات والخطابات والمحاولات والنقاشات والورشات والانفعالات والارضاءات والتحولات  والاستقالات والانضمامات والمسيرات والبيانات والمؤتمرات والمحاولات والدعوات والتعهدات انعقد أخيرا بقصر المؤتمرات حفل انطلاق الحوار الشامل برئاسة رئيس الجمهورية .

ولسنا هنا بصدد ذكر الحاضرين والغائبين عن اللقاء ولا نعت ووصف  ما انعقد به  إلا أن الشيء  الأكيد هو أن حضور الرئيس للحدث وخطابه أعطي دفعة قوية زادت من حماس  الراغبين في عقده بمن حضر , كما أنه خلق عند البعض الذي لم يحضر نوعا من التأرجح بين أن يحضر أم يغيب  مع وسواس شديد  مؤداه كدر فوات لقاء كبير الفوائد  ومغادرة نادي المعارضة قبل جني ثمار التحول المشروط بحضور الحوار .

ولئن كنا نسلم جدلا بحسن نية الجميع الذي ينبغي ان يكون يهدف الي التكامل والانفتاح والتراضي والتكامل والتناغم والانفراج والتفاهم فالحاصل :اجماع علي أهمية الحوار بوصفه المخلص  من بات يعرف بالوضع السياسي مع الصد عنه كلما قرب أجله .

  وعلي  ضوء هذا الجدل العقيم وملل الأطراف الراغبة في عقد الحوار وكثرة حيرة الرأي العام الذي لم يعد يعلم ما تبيت السياسة للوطن  وبعد انضمام ما تيسر من  المعارضين الي المعارضة المحاورة  التأم بقصر المؤتمرات  الحوار الوطني .

 وبخصوص المواضيع المثارة يمكن القول بأنها لم تترك بابا إلا أتت عليه  ما جعل بعض المعارضين يتابعون يوميات اللقاء ويصدر عن بعضهم احتمال لحاقهم  به وهو ما مدد اللقاء مرات طمعا ورغبة في ان يحضره أكبر عدد .

ولئن كانت عناوين المواضيع  دالة وتنبئ بمستوي عال فان المحاضرين لم يكونوا بالمستوي المطلوب لأسباب نذكر منها :

-الوقت المسموح به -3 دقائق-لا يكفي لتقديم الأفكار التي يراد طرحها:هذا بالنسبة للمثقفين.

-خوار المستوي العلمي لآخرين كثر ,غنوه حملة مفتوحة  لترديد الخصام  واللعنات في خروج تام عن الموضوع .

-كثرة الميل عند البعض الي الطرح الفئوي من دون حياء .

الي غير ذلك من المسائل التي لا يفيد ذكرها شيئا .

ورغم كل هذا تم طرح عديد المقاربات والاقتراحات والنقد الصريح وأعطي القوم بمختلف مشاربهم فرصة الحديث والبوح  من دون حدود  بالذي في الصدور .

هذا الأمر رغم ما يحتمل من سوء اللفظ يري البعض أنه بمثابة تنفيس  وأنه أحسن في المؤتمرات منه في الشارع الذي  تقول المعارضة أنها بدأت تفكر في تجريبه .

كما ان مواضيع أخري لم تكن ضمن الورقة المقدمة تم طرحها ,الأمر الذي كاد يفشل  الحوار  لولا أن  تداركه في كل مرة القيمون عليه .

من أهم تلك المواضع: السن والمأمورية اللتان ساهم طرحهما كما ذكرنا في الغليان وكذلك مغادرة البعض قبل انتهاء الحوار.

ومن دون التعليق عليه فقد ساعد عامل التكفل بالنفقة -الاستراحات والغداء -علي استغلال أنفع للوقت,.

وعن لجان الصياغة فلا يحسدون علي عملهم اذ يطلب منهم الاتيان بجميع الأفكار المطروحة من دون نقص والحال أن بعض ما يتداول –بضم الياء-ان كان يصلح لأن يكون جملا  فلا يصلح ان يكون كلاما لعدم الفائدة ..

أعتقد أنهم اعتمدوا صياغة موضوعية أتت بالمهم والمفيد وتجنبت ما يجر الي الانزلاق ,ان صفحات الصياغة يمكن أن تكون في مجملها أقل من صفحات المواضيع المدروسة .

خطاب الرئيس :

وبعد قراءة النتائج وكلام الساسة, خطب الرئيس في الحفل فوضع النقاط علي الحروف:

-لا مأمورية ثالثة

-الغاء مجلس الشيوخ

-ستعطي العناية للمخرجات

لقد كان لخطاب الرئيس عزيز و ضعا ثقيلا علي الجميع وظهر ما كانوا يتخاصمون فيه .

ولقد تفاعل الحضور مع الحدث بالتصفيق و الاعجاب حتي ان البعض رأي أن الأهم هو تخطي مسألة المأمورية وأن الباقي فضلة .

من خلال ما قال الرئيس علم أن القوم كانوا يتقولون عليه بشأن المأمورية ,نعلم جميعا أن النفاق السياسي مباح .

والآن وبعد ما حصل فالمتفق عليه:

-أن الموريتانيين مرتاحون لقابل الأيام بعد أن قطع الشك باليقين  بشأن زيادة المأمورية .

-أنه خاب سعي عشاق الفتنة وظهر ما كانوا يقصدون .

-أن استفتاء سينظم علي هذه المخرجات أو بعضها ولأنه لا يتعلق بالرئاسة فقد لا تشتد حملته.

لقد بدأ التفكير ينصب علي معرفة من سيحكم موريتانيا 2019 وكيف ستتم صناعته وهل الحزب الحاكم بعد أن صرح الرئيس بأنه غير مترشح سيصمد أم لا . 

ثم هل المعارضة ستنجح في اتخاذ المناسب من القرارات بعدما رماها موقف الرئيس في الوحل وقص بعضا أو جزء من أجنحتها.

الي ذلك يكون الوضع السياسي الموريتاني في أشد الغموض  مفتوحا علي أكثر من احتمال ولا أحد يمكنه التنبؤ بقابل الأيام ,إلا أنه من المؤكد أن القرارات الأخيرة ساهمت في تخفيف الاحتقان وجعلت الناس أكثر فألا  من  ما كانوا عليه في الماضي حيث أربكتهم التصريحات التي لم يعد من المفيد البحث في أسبابها ومصداقيتها .

وعلي كل حال وبعد الذي تم فللبعض الحق في أن يعبروا عن تعلقهم بالرئيس وقد زادهم ظهوره الأخير يمازح الجميع بإلانة ,لا يخفي أن مصلحة الوطن فوق الجميع .

و أخيرا:هل سيدرك السياسيون كما أدرك رئيس الجمهورية أن الوطن أهم من أية وظيفة لو كانت رئاسة الجمهورية ؟

لعل الجواب علي هذا السؤال  بحاجة الي بعض الوقت .

مع رجاء الخير للجميع ....

محمد يحيي ولد العبقري