القرية الألمانية التي غيرت مسار الحرب العالمية الثانية

أربعاء, 05/07/2017 - 09:57

لعبت الأبحاث وأعمال تطوير الصواريخ التي نُفذت في مركز البحوث العسكرية ببلدة بينمونده في جزيرة أوزدوم الألمانية، إبان الحقبة النازية، دورا محوريا في تغيير مسار الحرب العالمية الثانية، وأثرت أيضا على مستقبل أسلحة الدمار الشامل والرحلات الفضائية.

لم يدفعني لزياة جزيرة أوزدوم الألمانية، كشأن الكثير من زوارها، سوى رؤية شواطئها الرملية، وتناول شطائر السمك المحلية الشهيرة، والتجول في مدنها الساحلية الخلابة، مثل مدينة هيرنسدورف.

وقد كانت هذه الجزيرة الصغيرة النائية مقصدا لملوك بروسيا سابقا، ثم سكان ألمانيا الشرقية فيما بعد. لكن في الفترة ما بين عامي 1936 و 1945، احتل الجيش النازي إحدى البلدات الصغيرة بهذه الجزيرة لغرض خبيث.

تطل بلدة بينمونده على مصب نهر "بين"، الذي ينساب نحو بحر البلطيق. وفي عام 1935، اختار فيرنر فون براون، مهندس الصواريخ الألماني، هذه البلدة الصغيرة التي ستوفر له مساحة 400 كيلومتر بمحاذاة الساحل الألماني لاختبار مدى القذائف والصواريخ، ورأى أن موقعها مثالي لإقامة مقر سري لتطوير الصواريخ واختبارها.

وكانت أعمال بناء أكبر وأحدث مركز لإعادة التسليح تسير على قدم وساق. وعمل في هذا الموقع، الممتد على مساحة 25 كيلومترا مربعا، نحو 12 ألف شخص لتصنيع وتطوير صواريخ كروز الموجهة الأولى من نوعها، بالإضافة إلى الصواريخ الضخمة التي تعمل بكفاءة.

وقد لعبت أعمال البحث والتطوير التي نُفذت في قرية بينمونده دورا محوريا في تغيير مسار أكبر حرب في التاريخ، وفوق ذلك كان لها أثر كبير على طرق تصنيع أسلحة الدمار الشامل، والرحلات الفضائية.