المطالب من قطر بين المشروعة وغير المنطقية

أربعاء, 28/06/2017 - 09:28

واصلت صحف عربية مناقشة تبعات الأزمة الخليجية مع قطر عقب تقديم قائمة تشمل 13 طلباً إلى الدوحة لإنهاء المقاطعة وإعادة العلاقات.

وتباينت آراء المعلقين بشأن قائمة المطالب، إذ دافع عنها البعض، بينما انتقدها آخرون.

"مطالب مشروعة"

في "الحياة" اللندنية، يدافع جمال بنون عن قائمة المطالب بالقول: "هي مطالب مشروعة وليس فيها أي تدخل في سيادة قطر، فدول الجوار هذه المرة لديها من الأدلة والوثائق، التي تدين قيادة قطر وتورطها في كثير من الأعمال التي أضرت بدول الخليج والعالم العربي. وفي حال لم تستجب أو لم تتلق أية رغبة في حل هذا الخلاف، فليس من المستبعد أن يطول أمد الخلاف، وقد تلجأ الدول المتضررة إلى تصعيد الخلاف إلى المنظمات والمحاكم الدولية".

ويضيف بنون: "ولا استبعد أن تلجأ هذه المنظمات والمحاكم إلى وضع القيادة القطرية قيد المحاكمة والملاحقة القانونية؛ بتهمة دعم وتمويل الإرهاب، والشواهد كثيرة، سواء ما حدث مع الرئيس البنمي والصربي سلوبودان ميلوسوفيتش".

وفي افتتاحية بعنوان "الثقة المفقودة"، تقول "الرياض" السعودية: "مشاركة قطر في الإطارين الخليجي والعربي في قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن كان مرحباً به، لكن دعم الدوحة للانقلابيين على ذات الشرعية التي سالت من أجل دعمها دماء قطرية أمرٌ لا يمكن تفسيره إلا بكلمة واحدة هي "الخيانة"، فقطر أرادت نيل ثقة المجموعة الخليجية وتحقيق المصلحة الإيرانية في آنٍ واحد في صورة بشعة لا يمكن تجميلها أو التغاضي عنها، وهو ما ينسحب على الأداء القطري في جميع الملفات العراقية والسورية والليبية".

ويقول سلطان حميد الجسمي في "الخليج" الكويتية: "تسعى قطر اليوم ومن دون شك لتأجيج الخلاف بينها وبين الدول العربية، بعدما تم بالفعل مقاطعتها سياسياً ودبلوماسياً وجزئياً من دول أخرى عربية وإسلامية، وذلك يرجع لعدم التزامها بعدم دعم الإرهاب، والتي هي مطالب الدول أجمع، مطالب إنسانية وأخلاقية لدول الخليج والعالم أجمع، جاءت في تصريحات موحدة من وزراء الخارجية ومسؤولي العلاقات الدولية العرب ودول إسلامية تطالب دولة قطر بإيقاف دعم المنظمات الإرهابية والمتطرفة، وعدم التدخل في شؤون الدول، وعدم التحريض ضدها، وهذه المطالب منصوص عليها في القوانين الدولية ومن أساسيات محاربة الإرهاب في العالم، ولا ينبغي التردد فيها."

"سابقة خطيرة ومشؤومة"

يرى علي حسين باكير في "العرب" القطرية أن اعتراض دول المقاطعة على تسريب مضمون لائحة المطالب في الإعلام "نابع من الشعور بالحرج نظراً لأنها مطالب غير واقعية وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ، فضلاً عن أنها أتت بصيغة الأوامر، مع مهلة زمنية، لا تعطي انطباعاً بأنّ صاحبها يريد حلاًّ للمشكلة التي افتعلها، أو أنه يبحث عن هذا الحل"، مشددا على أن "دول محور الحصار، لا تسعى إلى تسوية، وإنما إلى فرض إملاءات".

ويضيف باكير: "أن تطلب دول- تنظر إلى نفسها كقوى إقليمية عظمى- مطالب تتعلق بإقفال موقع إلكتروني هنا وآخر هناك، فهذا مؤشر على مدى هشاشتها وضعفها الداخلي، والأهم حالة عدم النضج والمراهقة السياسية التي تُدار بها".

واعتبرت "الشرق" القطرية في افتتاحيتها أن "تصريحات وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال التي وصف فيها مطالب دول الحصار بـ"المستفزة جداً"، جاءت لتؤكد سلامة موقف قطر في الأزمة الخليجية من جهة، وإنصافاً لها من جهة أخرى".

وشددت الصحيفة على أن "غالبية دول العالم وتحديداً القوى الكبرى، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، اعتبرت تلك المطالب تعجيزية وغير قابلة للتحقق على أرض الواقع".

وتختتم بالقول "ربما تحتاج دول الحصار إلى من يذكرها بأن عهود الاستعمار والاحتلال والوصاية قد ولَّت منذ عقود، اللهم إلا إن كانوا في نوم عميق!".

وفي مقالٍ بعنوان "ستؤكلون يوم تؤكَل قطر أيها العرب"، يقول توفيق رباحي في "القدس" العربية: "إذا خضعت قطر، فالذين يجب أن يلطموا خدودهم ويفتحوا بيوت العزاء لمستقبلهم واستقلال قرارهم، هم العرب الآخرون، من الرباط إلى مسقط".

وطالب رباحي الدول العربية بالاصطفاف مع قطر ورفض هذا الأسلوب "لأنه سيشكل سابقة خطيرة ومشؤومة في العجرفة السياسية، وسيفتح شهية الظالم إلى مزيد من الظلم، وسيزرع في الصغار الخوف ويقتل فيهم أي رغبة في التميز".

عن/ بي بي سي