الوساطة الكويتية بين قطر وبقية دول الخليج

خميس, 01/06/2017 - 12:18

استمرت الحملة المستعرة بين الصحف العربية، وبالأخص الخليجية منها، حول الموقف من قطر، بعد تصريحات منسوبة لأميرها تميم بن حمد عن العلاقة مع إيران وإسرائيل وأمريكا وحماس.

وبالرغم من استمرار نفي قطر للتصريحات وإعلانها تعرض وكالة أنبائها الرسمية للاختراق، تواصل الصحف الخليجية وتحديداً السعودية، هجومها على الدوحة.

واعتبر بعض الصحف أن هدف زيارة الأمير تميم إلى الكويت هو طلب وساطة لتدارك تداعيات ما حدث.

"مراكب العودة"

يقول سمير عطا الله في الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن: "في الأنباء أن الكويت تنوي القيام بوساطة بين دول الخليج وقطر بعد حادثة البيان الأميركي المخترق والمنفي، ولكن ليس من الديوان الأميري، ولا باسم الأمير. وقد ذكرتني الوساطة بيوم كانت الكويت تستغل قوتها المادية من أجل التدخل في جميع القضايا العربية. وقيل يومها إن الكويت تريد أن تعوض بحجم المال، ما تفتقر إليه في الحجم الجغرافي والسكاني".

ويقول سعد العجيبان في الجزيرة السعودية: "يقوم أمير قطر بزيارة للكويت يلتقي خلالها أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسط أنباء متواترة عن وساطة تقوم بها الكويت على خلفية الأزمة التي خلفتها التصريحات الأخيرة للشيخ تميم. وفي الوقت الذي تسعى فيه الدوحة لاستعادة مصداقيتها لدى دول مجلس التعاون والإقليم، يتعين عليها إدراك أن ذلك لن يتم دون تغيير سياستها وسلوكها تجاه أشقائها".

أما محمد الحمادي، فيقول في الاتحاد الإماراتية: "يتطاير الكلام هنا وهناك عن وساطة يتم الإعداد لها بين قطر ودول الخليج، السعودية والإمارات بالتحديد، وأن زيارة أمير قطر للكويت اليوم هي من أجل ذلك، ونتساءل، وساطة من أجل ماذا ولماذا، بعد أن أحرقت قطر كل مراكب العودة إلى محيطها العربي والخليجي، فالدوحة تنكرت تماماً لكل ثوابت وغايات الخليج العربي وارتمت في حضن إيران العدو اللدود لدول مجلس التعاون الخليجي وللدول العربية".

ويضيف: "لا أحد يشك في حبنا واحترامنا لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، فهو ليس أميراً للكويت فقط، وإنما هو رمز خليجي كبير يحترمه الجميع ويقدره الصغير قبل الكبير، بل وهو والد الجميع، وكلمته على 'العين والراس'، ولكن كل خليجي يتساءل هل أتت الوساطات السابقة بنتيجة حتى نتكلم عن وساطة جديدة؟"

"زيارة أخوية"

كذلك يقول تاج الدين عبد الحق في نيوز الإماراتية: "ذهاب الشيخ تميم إلى الكويت في هذا الجو المشحون طلبًا للوساطة، فيه تقزيم للأزمة، وتسطيح للخلاف، فضلاً عن أن فيه إحراجاً لأمير الكويت الذي كان ضامنًا في الوساطة الأولى التي أقنعت دول الخليج بإعادة السفراء، وإخراج قطر من عزلتها، وطي ما كان بينها وبينهم من خلاف".

ويضيف: "باستثناء الثقل المعنوي الذي يمثله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فإن معطيات الوساطة غير متوفرة، ودروبها صعبة، فما يطلبه جيران قطر أكبر من الاعتذار عن تصرف أرعن، أو التوقف عن تصريحات مستفزة خاصة بعد الذي اعتبره أهل الخليج تطاولاً على مصالحهم ومسًا بأمنهم".

وفي قطر، أثنت صحيفة الراية في افتتاحيتها على الزيارة، قائلة إنها تعكس "عمق ومتانة العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين تحت مظلة البيت الخليجي".

وأضافت: "تبرز أهمية الزيارة في توقيتها المهم والذي يتطلب تنسيقاً مشتركاً بين الدولتين على كافة المستويات، فالعلاقات القطرية الكويتية المتينة تبقى أنموذجاً يحتذى به في العلاقات بين الأشقاء، كما أنها تأتي في إطار حرص قيادتي البلدين على الارتقاء بالعلاقات بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الشقيقين، اللذين يعوّلان على هذه اللقاءات التي تعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وجلب الخير والرخاء للشعبين الشقيقين".

وتقول الوطن القطرية في افتتاحيتها: "الزيارة، تأتي في خضم أحداث متتالية تشهدها المنطقة العربية، وهو ما يتطلب تشاورا وتبادلا للرأي بين قادة المنطقة، وفي مقدمتهم صاحب السمو، وأخوه أمير دولة الكويت. فقطر تؤكد دائما على ان الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى حلول تلبي مصالح شعوبنا، وهي رؤية ثابتة تتقاسمها معها دولة الكويت الشقيقة".