موريتانيا: هذا ما حدث تحت قبة البرلمان (فيديو)؟!

خميس, 09/03/2017 - 09:26

في جلسة برلمانية ساخنة مساء اليوم كانت مخصصة للتصويت على التعديلات الدستورية المقترحة، اشبع نواب البرلمان الموريتاني الموضوع نقاشا، لكن البعض حاول استغلال الجلسة لشحن النفوس وإذكاء النعرات العنصرية.

البداية كانت مع النائب صار إبراهيما رئيس حزب التحالف من أجل العدالة، الذي طالب بتغيير اسم موريتانيا، مضيفا أن هذه التسمية لا تعكس الإجماع الوطني لأنها تعني توصيفا لشريحة واحدة.

ثم تناول الكلام لاحقا الوزير السابق والنائب "كان مصطفى" من حزب الكرامة الذي يحسب على الأغلبية الحاكمة، ليرفع من مستوى اللغة العنصرية عندما انتقد ما وصفه بهيمنة اللغة العربية على الخطاب البرلماني، وطالب بأن تكون اللغة الفرنسية لغة موحدة للحديث تحت القبة، واستطرد قائلا، إن الزنوج يعانون الغبن والتمييز وغير ممثلين بالشكل المطلوب في الجيش والحكومة، حيث تحتكر شريحة البيظان المناصب القيادية في المؤسسة العسكرية والأمنية، من خلال قيادات الأركان.

 

العربية ليست فقط لغة البيظان، هي أيضا لغة القرآن

النائب محفوظ ولد الجيد من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، رد على مداخلات النائبين بنفي المزاعم التي تطرق لها النائب "كان مصطفى" قائلا إن العربية ليست فقط لغة البيظان، وإنما لغة القرآن والإسلام، ومن أجل التبحر في الدين يجب أن يتمكن المسلم من اللغة العربية، مبديا رغبته في أن تكون هناك لغة جامعة، متفق عليها "عربية" كانت، أم "بولارية"، وأضاف: لا توجد الترجمة في أي برلمان من برلمانات العالم باستثناء البرلمان الموريتاني، لا يتم ذلك لا في الولايات المتحدة ولا روسيا ولا غيرهما رغم تحدث شعوب هذه الدول بأكثر من لغة.

أما بخصوص احتكار شريحة البيظان للمناصب العليا في القوات المسلحة والأمن

قال ولد اجيد كيف يتم الحديث عن ذلك وقبل سنتين فقط كان ثلاثة من قادة الأركان من أصل أربعة، ينتمون لشريحة الزنوج بل من منطقة واحدة (فليكس نكري، قائدا للحرس الوطني، انجاكا جينغ قائدا لأركان الدرك الوطني، جا الحاج، قائدا للأركان الخاصة لرئيس الجمهورية)، لا أحد حينها أثار هذا الموضوع لأنهم مواطنين موريتانيين، ومن حقهم شغل هذه المناصب.

 

موريتانيا فوق الجميع

إلى هناك قاطعته النائب "سودة وان" من حزب التحالف من أجل العدالة، التي وصفت النواب بالعنصريين وأضافت: لن تفرض علينا العربية، ولن نترك لكم هذا البلد، وصبت جام غضبها على النائب، وسط صمت مطبق من طرف نواب الأغلبية.

إلى هنا تدخلت النائب فاطمة منت اعل محمود عن مقاطعة كوبني، وطالبت بترك النائب ولد الجيد يكمل حديثه، لأن ما قاله لا يهدد الوحدة الوطنية في شيء وإنما رد على بعض الأفكار التي طرحت من قبل البعض؛ رافضة تقسيم البلد تحت قبة البرلمان، ومن طرف نخبته، فيكفي ما يحاك ضده في الخفاء، لأن موريتانيا للجميع عربا وزنوجا، فكوننا معارضين ـ تقول منت اعل محمود ـ        ذلك لا يمنحنا الحق في تجزئة البلد والضرب بمصالحه عرض الحائط.

سأرد على كل من يتطاول على موريتانيا، لأنني أعراض برنامجا ولا أعارض وطني، ولو كلفني ذلك التخلي عن عضوية مجلس النواب، لأن موريتانيا فوق الجميع، تضيف منت اعل محمود.

بعد ذلك تعالت أصوات النواب وارتفع مستوى الخطاب العنصري لدى بعض النواب المحسوبين على المعارضة، مما اضطر رئيس الجمعية الوطنية محمد ولد أبيليل إلى رفع الجلسة.