قصة الامام البخاري واللص والالف دينار(قصة شيقة)

أحد, 05/03/2017 - 20:34

ذكر الإمام عبد السلام المباركفوري - رحمه الله-  في كتابه (سيرة البخاري) 
أن الإمام البخاري ركب البحر مرة في أيام طلبه للحديث النبوي وكان معه ألف دينار لتعينه على السفر وطلب العلم.
 (وكانت الألف دينار مبلغا طائلا في ذاك الزمان) ، فجاءه رجل من أصحاب السفينة، وأظهر له حبه ومودته وتعلقه به ,وأصبح يقاربه ويجالسه ,فلما رأى الإمام حبه وولاءه مالَ اليه واطمأنّ له , حتى بلغ الأمر به أنه في يعض الجلسات أخبره عن الدنانير الموجودة عنده .
 وذات يوم قام الرجل من نومه وهو يبكي ويصيح ويمزق ثيابه ويلطم وجهه ورأسه ، فلما رأى الناس حالته تلك ,أخذتهم الدهشة والحيرة وأخذو يسألونه عن السبب ، وألحوا عليه في السؤال ، فقال لهم  :
كانت عندي صرة فيها ألف دينار وقد ضاعت!.
 فقام اصحاب السفينة وبعض المسافرين يفتشون ركاب السفينة واحدا بعد واحد , ولما فطِن البخاري للمكيدة أخرج صرة الدنانير خفية دون أن يلاحظه أحد وألقاها في البحر ، ثم وصل المفتشون إليه وفتشوه أيضا حتى انتهوا من جميع ركاب السفينة ، ولم يجدوا شيئا فعادوا للرجل ولاموه ووبخوه توبيخا شديدا .
ولما وصلوا وجهتهم ونزل الناس من السفينة جاء الرجل الى الإمام البخاري وسأله قائلا : ماذا فعلت بصرة الدنانير؟.
فقال: ألقيتها في البحر !.
قال : كيف صبرت على ضياع هذا المال العظيم ؟.
 فقال له الإمام : يا جاهل ...أتدري أنني أفنيت حياتي كلها في جمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعرفني العالم ووثقوا في وصدقوني في كل ما أرويه من أحاديث شريفة ، فكيف ينبغي لي أن أجعل نفسي عرضة للتهمة من أجل دراهم معدودة..