هل موّل دافع الضرائب البريطاني خلية لتنظيم الدولة الإسلامية؟

جمعة, 24/02/2017 - 13:25

كانت معركة الموصل في العراق أبرز القضايا الدولية التي اهتمت بها الصحف البريطانية اليوم،

المتعلقة بشؤون الشرق الأوسط، لكنها أفردت أيضا مساحة كبيرة لقصة جمال الدين الحارث، المعتقل البريطاني السابق في غوانتنامو، الذي فجر نفسه قبل أيام في العراق، وهو يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

وصب اهتمام صحيفة الغارديان البريطانية، على قضية المفجر الانتحاري البريطاني في العراق، وهو رونالد فيدلر المعروف باسم جمال الدين الحارث، وجاء مقالها بعنوان "الانتحاري جند عن طريق تنظيم الدولة في 2013".

وتقول الغارديان استنادا غلى تصريحات زوجة فيدلر، إنه جند بعد عشر سنوات تقريبا من خروجه من معتقل غوانتنامو، وإن من جنده شخص يدعى رافائيل هوستي.

وتقول شوكي بيكم، إن زوجها تحصل على مبلغ مليون جنيه إسترليني، تعويضا له على مدة حبسه في غوانتنامو.

وتضيف بيكم أيضا، أنه لم يتبق الكثير من ذلك المال بحوزة الأسرة، لكنها تعتقد أنه بالفعل، ربما أن دافع الضرائب البريطاني، ساهم بطريقة غير مباشرة في دفع تكاليف سفر فيدلر إلى سوريا، والتحاقه بتنظيم الدولة الإسلامية.

وتصف بيكم التي نشرت لها الصحيفة صورة كبيرة مرفقة بالمقال، إن زوجها كان إنسانا مسالما، وكنا نعرفه كذللك، إلى أن اعتقل ونقل إلى معتقل غوانتنامو، وأنه تغير كثيرا بسبب المعاملة الوحشية وغير الإنسانية، التي تعرض لها طيلة سنتين من الاعتقال في غوانتنامو.

مطالب بالتحقيق

وفي ذات الموضوع، جاء مقال لصحيفة الدالي تلغراف بعنوان " الانتحاري مول خلية لتنظيم الدولة بأموال دافع الضرائب البريطاني" في إشارة الى التعويضات التي حصل عليها فيدلر، لقاء حبسه في غوانتنامو.

وتقول الديلي تلغراف، إن وثائق تعود لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق تشير إلى أن رونالد فيدلر ارتبط بخلية جهادية في مونشستر شمال بريطانيا، قامت بتجنيد العشرات من الشباب للقتال في صفوف التنظيم.

وتنقل الصحيفة عن اللورد كارلير المسؤول السابق عن مراجعة التشريعات الخاصة بتشريعات مكافحة الإرهاب في البرلمان، دعوته إلى اجراء تحقيق عاجل في علاقة الانتحاري فيدلر بالجهاديين الآخرين، إذ يعتقد كارلير أنه من المحتمل أن يكون فيدلر مول خلية جهادية بالأموال التي تحصل عليها بحكم من المحكمة.

وتقول الصحيفة إن عددا من وزراء الحكومة طالبوا بضرورة إعادة النظر في مبالغ تصل إلى 20 مليون جنيه إسترليني، مخصصة لتعويض بعض المعتقلين السابقين في سجن غوانتنامو، إذا ثبت بالفعل أن ما تلقاه فيدلر من تعويضات، استخدم في تمويل سفره ونشاطه للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سورية.

الأمريكيون ومعركة المطار

في تغطيتها للشأن العراقي افردت صحيفة التايمز صفحتين تقريبا للمعارك التي يقودها الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، وجاء مقالها بعنوان "قوات النخبة العراقية تلحق الهزيمة بالجهاديين في معركة مطار الموصل" إذ تقول إن الأمريكيين يلعبون دورا مهما في هذه المعركة، وإن عرباتهم المصفحة كانت ظاهرة للعيان خلف خطوط المعركة.

وينقل ثلاثة من مراسلي الصحيفة، يشاركون في تغطية التايمز لمعركة الموصل، إن القوات العراقية تمكنت من إلقاء القبض على ابو ياسمين الروسي، وهو من أكبر القادة الميدانيين في تنظيم الدولة الإسلامية.

وتنقل الصحيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية أبلغ الجنود العراقيين أنهم سيعاملون بطريقة متسامحة، في حالة وقوعهم أسرى في أيدي مقاتلي التنظيم، واثبتوا أنهم قتلوا جنودا بريطانيين أو من جنسيات أجنبية، ممن كانوا يحاربون في صفوفهم.

وتضيف بأن عددا كبيرا من مقاتلي التنظيم، قتلوا في معارك شرق الموصل، وأن آخرين فروا من القتال قبل بدأ معركة المطار غرب المدينة، وأن التنظيم بات الآن يعتمد على تجنيد القصر والأطفال، حسب تصريحات جمعها مراسلو الصحيفة من شهود عيان من بين سكان الموصل.

وفي تحليل قصير لمجريات المعركة الدائرة حاليا في الموصل، تقول الصحيفة إن المعنويات مقاتلي التنظيم توجد في أدنى مستوياتها، بعد مغادرة كبار القادة للمدينة، وأن نهاية المعركة والقضاء على التنظيم في الموصل ربما يكون أسهل مما هو متوقع، حسب التايمز.

وتشير الصحيفة أيضا، إلى تقارير تفيد بهروب عدد من مقاتلي التنظيم من أرض المعركة، وأن تنظيم الدولة أصدر قائمة بأسماء نحو 150 مقاتل مطلوبين لديه، بتهمة بالتخلي عن القتال والهروب من المعركة.

روسيا ومخاوف القرصنة

أما صحيفة الفاينانشال تايمز، فتراجع اهتمامها بقضايا الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم، بالمقابل اهتمت بمواضيع أوروبية ودولية أخرى، أبرزها مقال بعنوان "مخاوف القرصنة الروسية".

تقول فيه إن الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له القناة الفرنسية الخامسة TV5 عام 2015 كان يبدو وكأنه عملية قرصنة نفذها تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تمكن المحققون فيما بعد من التوصل إلى بصمة إحدى مجموعات القرصنة الإلكترونية، المدعومة من طرف الحكومة الروسية، وتدعى APT28، وأن أعمال القرصنة التي تقوم بها هذه المجموعة أصبحت أكثر قوة بعد ذلك.

وتذهب الصحيفة إلى تفاصيل عملية القرصنة الإلكترونية تلك، وتقول في متن المقال، إن الرئيس الروسي فلاديمير بويتن، كان دوما يتكلم عن حرب معلومات أكبر حجما واتساعا.

وتقول الصحيفة إن تلك المجموعة (APT28) نشطت منذ نحو عشر سنوات، وإنها شنت عددا من عمليات القرصنة الإلكترونية في الغرب، استهدفت مراكز ومؤسسات حساسة في تلك الدول.

وتقول الفاينانشال تايمز، إنها اطلعت على عينة من نشاطات هذه المجموعة، التي توصف بأنها فائقة الدقة ومتطورة جدا، وأن العينة عبارة عن رسائل الكترونية أرسلت في 2010، ومنها رسالة تلقاها الملحق العسكري لحلف الناتو في أنقرة التركية، واعتقد أنها من زملاء له، وتحتوي على وثيقة ملحقة بالرسالة فيها أسماء وبيانات موظفين آخرين في الناتو، إذ بدا الأمر وكأنه حقيقي، وليس عملية اختراق.

ويخلص المقال إلى ان حرب المعلومات، هي من بين الحروب الدائمة بين روسيا والغرب، وأنه إذا كان التوتر العسكري بينهما على أشده في البحر الأسود، ومنطقة البلقان، فإن الفضاء الإلكتروني سيكون بمثابة البلقان الجديد بين روسيا والغرب، حسب وصف أحد المسؤولين البريطانيين في هذا المجال.