تواصل الجدل في الصحافة العربية بشأن الموقف الأمريكي من "حل الدولتين"

سبت, 18/02/2017 - 18:06

واصلت الصحف العربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تركيزها على الجدل الذي أثاره الموقف الأمريكي الأخير بشأن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وانتقد العديد من الصحف والكتاب الموقف الأمريكي وعدّوه "تراجعاً خطيراً" عن خيار حل الدولتين.

كما ناقش بعض هذه الصحف أصداء اجتماع "أستانة الثاني" في العاصمة الكازاخية بين ممثلي الحكومة السورية وفصائل المعارضة.

"تراجع أمريكي"

تشير المستقبل اللبنانية في تغطيتها لهذا الموضوع إلى أن الإدارة الأمريكية انشغلت "باحتواء الصدمة التي أحدثها رئيسها، دونالد ترامب، بموقفه الملتبس من 'حل الدولتين' الذي أثار ارتباكاً في الشرق الأوسط، وانزعاجاً في عواصم أوروبية عدة... فقد أكدت الإدارة الأمريكية أنها تدعم 'بكل تأكيد' خيار الدولتين، لكنها في الوقت نفسه تبحث عن بدائل".

تقول الراية القطرية في السياق ذاته إن "التراجع الأمريكي عن خيار حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ينطوي على مخاطر حقيقية على جهود السلام التي تقودها أمريكا وعلى الاستقرار العالمي".

وتري الصحيفة أن "التخلي عن حل الدولتين يشكل تراجعاً خطيراً لصالح اليمين المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يُخطط لإقامة دولة يهودية لا مكان فيها للفلسطينيين".

ويقول يوسف رزقة في صحيفة فلسطين: "يجد الليكود اليميني الفرصة سانحة اليوم وفي عهد ترامب للإعلان عن نوايا (إسرائيل) في التحلل من مبدأ حلّ الدولتين، واعتباره شيئًا من الماضي، وهو غير قابل للتنفيذ، ويجدر البحث عن حلول بديلة تقترح (إسرائيل) منها الحكم الذاتي، والحل الإقليمي مع العرب لا مع الفلسطينيين؟!".

وعلى المنوال ذاته، يقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية إن "بنيامين نتنياهو نجح في نزع 'القداسة' عن 'حل الدولتين'، هو لم يقبل بالأصل بهذا الحل، شكلياً ولفظياً، إلا تحت الضغط والإكراه".

ويستطرد الرنتاوي قائلاً: "اليوم، بوجود ترامب وإدارته اليمينية في البيت الأبيض، بات ممكناً التحلل من أية التزامات سابقة، والإفلات من صيغة تجرعها اليمين الإسرائيلي المتطرف دينياً وقومياً، كمن يتجرع السم".

ويقول أسعد عبدالرحمن في صحيفة الرأي الأردنية "لأول مرة، منذ وقت طويل، يعلن البيت الابيض عن موقف من 'المستوطنات' ومن 'حل الدولتين' يقترب من الطرح الإسرائيلي اليميني المتطرف الذي يتجاوز، لمصلحة إسرائيل، الطرح الأمريكي في عهد (بوش الابن) ناهيك عن تجاوز 'حل الدولتين'".

"رهان عقيم"

ويري علي حيدر في صحيفة الأخبار اللبنانية أنه "إذا كان من إيجابية للموقف الأمريكي، فهي أنه يكشف مرة أخرى عقم الرهان على خيار التسوية في تحقيق الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني، وهو ما سيؤدي، عاجلاً أو آجلاً، إلى مزيد من الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول خيار المقاومة".

يقول رشاد أبو داود في البيان الإماراتية: "تعلن إدارة ترامب أنها لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط لأي اتفاق لحل النزاع بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أياً يكن. لكأن واشنطن تخرج لسانها للعرب والفلسطينيين وتقول لهم: انتظروا أربع عشرة سنة قادمة لنأتيكم بملهاة أخرى غير حل الدولتين!"

وترى نور نعمة في الديار اللبنانية: "إنه الوقت المناسب لينفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشاريعه 'العدوانية' تجاه الفلسطينيين ويوجه ضربة موجعة للقضية الفلسطينية" خصوصاً وأن معظم الدول العربية "غير قادرة على التصدي لأي مشروع أمريكي-إسرائيلي جديد يعتدي على الأراضي العربية وعلى كرامة شعوبها".

من جانبه، يدعو جميل النمري في الغد الأردنية إلى ضرورة "الاستمرار فلسطينياً وعربياً مع حل الدولتين المقبول دولياً، والرد بتشديد الضغط على إسرائيل لدرجة أخذ قرار في القمة العربية المقبلة بتجميد معاهدات السلام وتثبيت المقاطعة العربية ما دامت إسرائيل تتنكر للحل بصورة نهائية. فحل الدولتين هو نفسه أداة الضغط للحل التاريخي الآخر البديل إذا أمكن يوماً، وهو دولة مشتركة على كل أرض فلسطين للجميع على قدم المساواة".

كما يدعو محمد إبراهيم في الأهرام المصرية الجانب الفلسطيني إلى "أن يبدأ الآن في التنسيق مع الجانب العربي في تحديد البدائل المتاحة، إذا ما وصل الأمر إلى طريق مسدود".

ويصف أحمد فؤاد أنور في الأهرام الطرح الأمريكي بأنه "قنبلة موقوتة يجب ألا ينفرد طرف فلسطيني حتى ولو كان السلطة الفلسطينية بالتعامل معها".

"إحباط" في أستانة

وتضع صحيفة النهار اللبنانية عنوانا لتغطيتها لمفاوضات الأزمة السورية هو : "إحباط في أستانة واتجاه إلى مشاركة وفدين للمعارضة في جنيف 4".

وتقول الصحيفة: "لم يفض الاجتماع الثاني من لقاءات أستانة التقنية، كسابقه، إلى تفاهمات مشتركة تعكس جواً من التفاؤل على مسار التسوية السورية. وأظهرت معطيات اليومين الماضيين حجم التعقيدات التي تعترض مسار الخطوة التالية لتفاهم 'الثلاثي الضامن'، وهو ما منع التوافق حتى حول بيان ختامي مشترك".

ويقول محرز العلي في صحيفة الثورة السورية : "إن المتابع للحراك السياسي وأثناء انعقاد اجتماع أستانه يدرك أن هناك قوى دولية بما فيها الحكومة السورية تسعى جاهدة لانجاح أي لقاء من شأنه وقف سفك الدم السوري".

في المقابل، يقول الكاتب إن "هناك جهات على رأسها معارضات الخارج والجماعات الإرهابية المسلحة تسعى لعرقلة لقاء استانه وإفشال مؤتمر جنيف قبل أن يعقد في محاولة لإطالة أمد الأزمة إرضاء لنوازع الحقد والتآمر على الشعب السوري".

بينما تعنون الأخبار اللبنانية تغطيتها بـ "ختام باهت لـ'أستانة 2': وعقبات عزل «النصرة» تعود مجدداً".

وفي السياق ذاته، يقول علي قاسم في الثورة السورية إن "بعض الأذرع الإقليمية المشغلة قد دخلت على خط التعطيل مبكراً، وقبل أن يصل ممثلوهم إلى أستانة، في بروفة تجريبية على العرقلة، وسط تراكم المعيقات الإضافية التي تلوح فيها التطورات الميدانية الناتجة عن صراع التنظيمات الإرهابية فيما بينها على النفوذ والاستحواذ".

ويتهم الكاتب تركيا بالوقوف وراء ما يسميه التنظيمات الإرهابية " والتي تتم إدارتها من النظام التركي الذي يستعجل في إيصال رسالته، ومفادها الأساسي أن وضع 'النصرة' ربيبته الأساسية على لائحة التنظيمات الإرهابية يحول دون تحقيق ما يريد، بل يضعه في عجز واضح عن قيادتها كما يرغب، لأن الجسم الأساسي لتلك التنظيمات يبقى النصرة وآخر التطورات زادت من حضوره ووجوده" بحسب تعبيره.

BBC