ابرز ما تناولته الصحف العربية اليوم 15/02/2017

أربعاء, 15/02/2017 - 19:25

اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، باستقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين، وبموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من قضايا الشرق الأوسط والدور الإيراني في المنطقة والترتيبات المحتملة لهذه الإدارة إزاء ما يجري، وايضا بدور (حزب الله) في لبنان والمنطقة والجدل حول ما يسمى ب"سلاح المقاومة"، وبمدى إمكانية العماد ميشال عون الذي "لم يعد قائدا لتيار، بل أصبح رئيسا لدولة" حفظ التوازنات داخل الدولة، وكذا بزيارة الرئيس التركي للمملكة العربية السعودية وأيضا زيارته الرسمية اليوم لدولة قطر والعلاقات بين البلدين.

كما واصلت اهتمامها بالحديث عن القمة العالمية للحكومات التي احتضنتها دبي، وبوصفة حاكم دبي لاستنهاض الهمم من أجل استئناف الحضارة العربية، وب"اليوم الرياضي لدولة قطر" الذي تم إحياؤه أمس، وايضا بالذكرى ال16 للتصويت على ميثاق العمل الوطني بمملكة البحرين.

ففي بالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن استقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين الذي عين في منصبه قبل أقل من شهر، تقدم "نموذجا عن حال الارتباك والقلق والشكوك التي تعيشها الإدارة الأمريكية الجديدة"، موضحة أن هذه الأخيرة "تبدو غير متماسكة وتنقصها الخبرة، وتحتاج إلى إعادة تقييم".

واعتبرت الصحيفة أن "مثل هكذا إدارة لا تستطيع القيام بمهامها، وعلى الأقل وضع استراتيجية سياسية وأمنية صحيحة وواضحة للتعامل مع القضايا الدولية المتفجرة التي تطبق على خناق الولايات المتحدة والعالم" .

ولاحظت الافتتاحية "وجود توجهات متناقضة بين أعضاء فريق الرئيس ترامب حيال أزمات العالم ووسائل مواجهتها، وبما يتوافق ووجهات نظر الرئيس، وهو ما يرجح أن تكون استقالة فلين مقدمة لاستقالات أخرى في فريق ترامب".

وخلصت (الخليج) إلى التأكيد على أن "استقالة الجنرال المتقاعد فلين وتعيين الجنرال المتقاعد الآخر كيث كيلوج بديلا مؤقتا له، لن تكون مجرد حبة واحدة سقطت من السبحة، بل هي بداية لسقوط حبات أخرى، وهذا أمر بديهي بالنسبة لهكذا إدارة" .

ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن القمة العالمية للحكومات، التي اختتمت أمس الثلاثاء بدبي، تركت أثرا سياسيا وإعلاميا كبيرا في العالم، ولاسيما عبر التفاعل مع المضامين التي طرحها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بخصوص استئناف الحضارة، في المنطقة العربية، وتشخيصه لأبرز المشكلات، في المنطقة، وطرحه للمعالجات والحلول.

وأبرزت الافتتاحية أن وصفة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للنهوض بالحضارة العربية استندت إلى التجربة المهمة جدا للإمارات، "كما استندت إلى ما يراه العالم في الإمارات، من دولة ذات سمات عالمية، استطاعت خلال وقت قصير، أن تتقدم كل المراكز العالمية، عبر الإنجازات الاقتصادية والسياسية".

وفي البحرين، واصلت الصحف الاهتمام بالذكرى ال16 للتصويت على ميثاق العمل الوطني، حيث قالت جريدة (أخبار الخليج) إن الرابع عشر من فبراير "ذكرى حاولت قوى الشر والظلام طمسها، واستبدالها بذكرى من الخراب والدمار، إلا أنه مع كل محاولة من تلك المحاولات كان نور الميثاق يسطع، وكانت ذكرى انطلاق مشروع جلالة الملك في الإصلاح والتقدم والتطور والتنمية تعم بعبقها البحرين من شمالها إلى جنوبها".

وأكدت الصحيفة أن ذكرى ميثاق العمل الوطني ذكرى يعتز بها شعب البحرين، لأنها مثلت انطلاقة جديدة للبحرين باتجاه الإصلاح والتنمية والإعمار والشراكة المجتمعية، معتبرة أنه "لا غرو أن تكون البحرين بتجربتها الإصلاحية الشاملة والرائدة أنموذجا يحتذى ومثالا يتبع، لتكون محط إعجاب العالم، الذي لم يخف كبار قادته تقديرهم للبحرين وتجربتها الحديثة المستنيرة".

ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن) أن 14 فبراير من كل عام، هو "أحد أعياد البحرين الأصيلة، واليوم الأثير والعزيز على قلب عاهل المملكة وقلوب البحرينيين المخلصين، "يوم حاول فيه كارهو الوطن تغييبه ووضع فعل قام على الخيانة والانقلاب مكانه، لكن تم الرد عليهم بصوت واحد من كل البحرينيين المخلصين، وقلناها (هيهات) أن تمسوا ذرة تراب من البحرين العربية الخليجية الإسلامية، وأن تخربوا هذا المشروع الذي نظل نصونه ونحمي ذكراه بما حملته من تحولات غيرت خارطة البحرين السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

وأبرزت الصحيفة أن البحرين مضت في ركب تطورها وبنائها بقيادة عاهلها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، معتبرة أنه في ذكرى ميثاق العمل الوطني على كل مواطن أن يتذكر كم بذل لأجل هذا الوطن، "وكيف جاء الملك حمد ليغير كثيرا من الأمور، غير شكل البحرين، إذ حولها من إمارة إلى مملكة، ورسخ الحياة الديمقراطية، ومنح للشعب حقوقا ومكاسب عديدة تصب في خانة حرية التعبير والحفاظ على حقوق الإنسان، والمشاركة في صناعة القرار عبر المؤسسات الدستورية".

وفي قطر، تناولت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، العلاقات القطرية التركية، في سياق الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس التركي لقطر اليوم، مسجلة انها عرفت "نموا مطردا، ترجمته الزيارات المتبادلة، رفيعة المستوى، والتقارب في الرؤى السياسية والاقتصادية، وحتى الثقافية"، وأن إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا، وما أسفر عنه من اتفاقيات وبروتوكولات، ساهمت جميعها في تعزيز علاقات التعاون، التي تترجمها الأرقام والاستثمارات المتبادلة بين البلدين.

واستدرك كاتب الافتتاحية بالقول إن علاقات قطر وتركيا "ليست مجرد أرقام"، وانها "أعمق من ذلك"، إذ أن ما يجمع بين البلدين هو "تماثل الرؤى والمواقف السياسية، والعلاقات الشعبية، التي تمثل جوهر أي تقارب حقيقي بين الدول"، مثيرا الانتباه إلى ان أهمية المباحثات التي ستجمع بين قائدي البلدين تنبع من خصوصية هذه العلاقات ومن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، التي تستدعي التشاور والتنسيق المستمرين.

وخصصت صحيفتا (الراية) و(الشرق) افتتاحيتيهما ليوم الرياضة في قطر باعتباره يأتي لتعزيز المفاهيم الصحية وللتأكيد على الاهتمام بالإنسان كأساس ومنطلق للتنمية المستدامة.

وكتبت صحيفة الراية، تحت عنوان "قطر..عاصمة الرياضة" ان تخصيص يوم وطني للرياضة في قطر هو "تحويل الرياضة إلى نمط حياة في المجتمع" وهو تأكيد من قبل الدولة على أن رهانها واهتمامها منصب على جميع أنواع وضروب الرياضة من خلال "خطط واستراتيجية واعية" استهدفت إقامة "منشآت رياضية ضخمة واستثمارات عابرة للقارات لتصبح قطر عاصمة للرياضة ليس في الشرق الأوسط فقط وإنما في العالم".

ومن جهتها، سجلت صحيفة (الشرق) أن تخصيص يوم للرياضة ينبع من قناعة راسخة بأنها "وسيلة مهمة لتنمية العقل والجسم بشكل متكامل وتحقيق نهضة الشعوب"، و"وقفة للإنسان في مسيرته اليومية ورسالة بـ "أن لبدنك عليك حقا"، وأن "العقل السليم في الجسم السليم"، مثيرة الانتباه إلى أن احياء سفارات دولة قطر لهذا اليوم حول العالم، هو "ترسيخ لنهج اعتمدته القيادة السياسية في الدولة، باعتبار الرياضة إحدى أدوات السياسة الخارجية، وركيزة من ركائز الدبلوماسية العامة والشعبية لتعزيز التقارب بين الشعوب".

وفي السعودية، قالت يومية (عكاظ)، في افتتاحيتها، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة أمس الثلاثاء تندرج في إطار التنسيق والتشاور الذي يميز العلاقات التركية السعودية لتعزيز الشراكة طويلة المدى، وإيجاد حلول لأزمات المنطقة، وإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، ولجم الإرهاب الطائفي، مبرزة ما يميز هذه العلاقات من استقرار وتطابق وتوافق حول مجمل القضايا.

وتأتي هذه الزيارة، بحسب الصحيفة، "تأكيدا لما دأبت عليه قيادتا البلدين من التشاور حول المستجدات الخطيرة التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تنسيقا سعوديا تركيا لتعزيز الأمن والسلام والحيلولة دون اتساع دائرة الأزمات ولجم الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه"، مضيفة أن السعودية وتركيا، باعتبارهما الدولتين الأكثر تأثيرا وقوة في المحيط العربي الإقليمي والإسلامي، حريصتان على رفض التدخلات الخارجية ونشر الفكر الطائفي في المنطقة".

وفي مقال رأي أوردته صحيفة (الجزيرة)، قال كاتبه إن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على "مراجعة التركيز على القوى الصاعدة في مناطق كالشرق الأوسط، حتى تعود إلى المحورية في الرؤية الأمريكية" من جديد، ذلك أن الجمهوريين يميلون نحو السياسة المتشددة في العلاقات الدولية، بما يعنيه ذلك من العودة إلى استخدام القوة في حل الصراعات، متوقعا في هذا الإطار أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التهديدات الأمريكية تجاه إيران.

وخلص الكاتب إلى أن التصريحات السياسية والتسريبات الأمنية، تشير إلى أن مكامن الخلافات، ومسببات انهيار العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران في مجملها الإطاري تجعل من تفجير الخلافات بينهما سيناريو غير مستبعد، ولاسيما في ظل وجود مواءمات سياسية بين الطرفين، لا تتعلق فقط بالملف النووي المثير للجدل، وإنما تمتد أيضا إلى النفوذ والدور الإيراني الذي تلعبه في المنطقة.

وفي موضوع آخر، قالت يومية (الرياض) إن حزب الله في لبنان يمثل منذ تأسيسه "خنجرا في خاصرة لبنان"، معتبرة أن هذا الحزب "حاول من خلال آلته العسكرية ومؤسساته الإعلامية وخبراته التي اكتسبها على مدى عقود كمنظمة إرهابية السيطرة على القرار اللبناني، وجعل هذا البلد، الذي يسعى إلى العودة من جديد إلى الحضن العربي، مجرد حامية إيرانية تمثل وقودا يشعل المزيد من الحرائق في سورية، وملتقى للعملاء المنتشرين في العالم العربي، ومحطة لإطلاق الدعاية لأجندة نظام الولي الفقيه".

وقال إن السؤال الذي يطرح الآن في أروقة السياسة اللبنانية يتمثل في معرفة "كيف سيتمكن الجنرال القوي الذي لم يعد قائدا لتيار، بل أصبح رئيسا لدولة، من المحافظة على التوازنات في مرحلة تعد مفصلية في تاريخ البلاد، في ظل التذمر السائد من الممارسات التي تؤذي بلادهم قبل غيرها؟ وكيف يمكنه الحفاظ على مساعيه المهمة في إصلاح ما خربه الحزب خارجيا؟ وكيف سيتجاوز استحقاقات داخلية ستعيد، في حال تعطلها، الجمهورية إلى ما قبل المربع الأول في مشروع إعادة الثقة بين اللبنانيين أنفسهم ثم محيطهم الإقليمي والدولي؟".

هسبريس