سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا.. بارقة أمل لتأمين الطلب المتنامي على الطاقة

أربعاء, 21/09/2022 - 10:34

توقعات النمو تتجاوز 8% خلال الـ 7 سنوات المقبلة.. ونيجيريا بالمقدمة

يُنظر إلى سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا على أنه بارقة أمل تعوّض نقص المرافق وتوفر الإمدادات بالوقت ذاته، ورغم النمو الذي حققته السوق خلال العام الماضي (2021)، فإن توسعات الطاقة المتجددة تهدد معدلات نموه.

وسجل نمو السوق بالقارّة السمراء، خلال العام الماضي (2021)، ما يصل قيمته إلى 1,065.2 مليون دولار، بالإضافة إلى توقعات واعدة لمعدل النمو المركب سنويًا بالمدة ما بين عام 2021 و2028، تتجاوز 8.0%، وفق ما ورد بتحليل شركة فيريفاي ماركتس المعنية بأبحاث السوق، ونشرته صحيفة إي إس آي أفريكا (ESI Africa).

وفي ظل مواصلة توسعات الطاقة المتجددة، يواجه نمو سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا تهديدًا، لا سيما أن التقنيات النظيفة وصديقة البيئة تشهد زخمًا يومًا بعد يوم، خاصة بالمناطق النائية والريفية التي يصعب اتّصالها بالشبكات المركزية، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

سوق الكهرباء في أفريقيا

عادة ما تلجأ الحكومات والشركات الوطنية إلى دخول سوق الكهرباء المؤجّرة بدلًا من الاضطرار لبناء أو شراء مولدات بتكلفة باهظة.

وحظيت سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا بنمو خلال العام الماضي لأمور عدّة، من ضمنها محاولة تعويض انخفاض وصول الإمدادات لبعض المناطق، وزيادة عدد السكان، والتوسع بالبنية التحتية الصناعية والتعدينية والسياحية، بجانب زيادة أسعار السلع الرئيسة.

مولّد كهرباء احتياطي - الصورة من (ESI Africa)

وتوقّع تقرير شركة فيريفاي ماركتس أن تحظى نيجيريا بأعلى معدل نمو لأسواق تأجير الكهرباء في أفريقيا، مرجعًا ذلك إلى أسباب تتعلق بعدم توافر البنية التحتية الرئيسة للكهرباء وزيادة الطلب على الإمدادات، في ظل التوسعات الصناعية.

وبخلاف نيجيريا، تطرَّق التقرير إلى نمو السوق في كل من الجزائر، مصر، أنغولا، غانا، جنوب أفريقيا.

وفي ظل معاناة جنوب أفريقيا من انقطاعات للتيار الكهربائي وفصل متكرر للأحمال لأكثر من مرة خلال النصف الأول من العام الجاري (2022)، برزت حلول تأجير الكهرباء كأداة أمثل لتلبية الطلب وتوفير الإمدادات في ظل ضعف المرافق.

وحقّقت السوق بجنوب أفريقيا أكبر إيرادات القارّة خلال العام الماضي (2021)، إذ سجل ما يمثّل 30% من معدل نمو السوق مدفوعًا بفشل قدرة مرفق الكهرباء الوطني بالبلاد "إسكوم" على الوفاء بطلب المستهلكين؛ إثر تهالك بعض المحطات وخضوع بعضها الآخر لأعمال الصيانة.

حرب الطاقة المتجددة

تسهم سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا بسدّ العجز وتلبية الطلب للمناطق التي يصعب الوصول إليها من قبل الشبكات الوطنية والمرافق الرئيسة، وتزداد أهميتها حلًا بديلًا لإنشاء محطات ومرافق توليد للكهرباء، لكنها تظلّ حلًا يرتدي قبعة الوقود الأحفوري.

ولم يختلف معدّو تقرير شركة فيريفاي ماركتس حول إمكان توسعات الطاقة المتجددة بالقارّة السمراء إزاحة سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا من صدارة المشهد، بنمو التقنيات النظيفة صديقة البيئة.

وتُشير التوقعات الواردة بالتقرير إلى تحوّل اعتماد المناطق النائية والريفية بالقارّة السمراء من استهلاك كهرباء الوقود الأحفوري ومولدات الديزل إلى مشروعات الطاقة المتجددة المركزية، ما يشكّل تهديدًا لنمو سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا.

واقتصرت تلك التوقعات على المشروعات المتجددة المستقبلية في المدى الطويل، ما يشير إلى نمو على المديين القصير والمتوسط لسوق تأجير الكهرباء في أفريقيا، خاصة خلال مرحلة انتقال الطاقة التي يُرجَّح خلالها عدم بناء محطات أحفورية جديدة.

وبخلاف تلبية طلب المستهلك المحلي بالمناطق النائية، تستهلك الصناعات الثقيلة كصناعات التعدين والنفط والغاز والبناء إمدادات كهرباء كثيفة، ما يعزز دور سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا، لا سيما في ظل عدم موثوقية الشبكات ونقص البنية التحتية.

 

معدلات الوصول والشبكات الصغيرة

توسّعت القارّة الأفريقية مؤخرًا بمعدلات وصول إمدادات الكهرباء، سواء لمناطق الحضر أو المناطق الريفية، ورصدت منصات بحثية تحقيق 3 دول بالقارّة معدل وصول يصل إلى 100%، وهي مصر، المغرب، تونس، بينما حلّت الجزائر بالمرتبة الـ4، بمعدل وصول سجّل 99.8%.

وجاء ترتيب الدول الـ10 الأعلى وصولًا للكهرباء رغم ضعف إمكانات بعضها كالآتي: (مصر، المغرب، تونس، الجزائر، الغابون، غانا، جنوب أفريقيا، بوتسوانا، كينيا، السنغال).

وتنوعت مصادر إمدادات الكهرباء للدول الـ10 ما بين مصادر للوقود الأحفوري ومصادر متجددة، غير أن الطاقة النظيفة حظيت بمساحة لا بأس بها بخطط تطوير قطاع الكهرباء لتلك الدول.

كما لجأت القارّة السمراء لتقنيات عدّة لتوفير الإمدادات، من بينها التوسع بمحطات ومرافق جديدة ودعم سوق تأجير الكهرباء في أفريقيا، بالإضافة إلى توسعات الشبكات الصغيرة اللامركزية، وبرزت غالبيتها في صورة محطات شمسية مصغرة على أسطح المنازل والشركات.

وعلى الجانب الآخر، أحرزت دول عدّة إنجازات ذات ثقل واسع لمشروعات الطاقة المتجددة، أبزرها المشروعات الشمسية والكهرومائية.

 

المصدر: "الطاقة نت"