هَلْ جاءَ الدّورُعلي الإتِّحادِ الْإِفْرِيقي ؟ محمد يحيي ولد العبقري

أربعاء, 01/12/2021 - 12:38

ابتداءً لا أُقدمُ هنا دراسة علمية أو تاريخية للصّراع بين دولة إتيوبيا وإقليم تقراي  ذلك لأني أجهل أسبابه وما ورائياته ولا أملك أية معلوماتٍ تاريخية عنه.

كما أني لم أزر ذلك البلدَ الذي به مقر الإتحاد الإفرقي ذلك الإتحاد الذي خلَف منظمة الوحدة الإفريقية والذي فيما يبدو بدأ يقلقُ بعض القوى العظمي بسبب تكوّنِ هياكله ثم بسببِ طموحٍ يرونه زائدا.

وحيث أن هذه المنظمة الوليدة نسبيا استطاع أهلُها تجاوزَ العديد من الصّعاب التي تحتاج الحكمة والمالَ والفكرَ والجرْأةَ وهي عناصر كان يُعتقدُ استحالتُها في جغرافيا قريبة العهد بالمستعمرِ وبالديمقراطية أيضا .

فلم يعد يخفي علي أحدٍ أن الاتحاد الإفريقي أضحى واقعا مؤثرا في الوضع العالمي بعدما بسط نفوذها في القارة السمراء التي يفكر قادتها مرّاتٍ قبل اتخاذ أي قرارٍ مخالفٍ لنظمه.

وقد علمتنا التجربة الغامبية وتهديد الاتحاد بالتدخل أن قرارته أصبحت تؤخذ علي محْملِ الجد من لدن الجميع بمن فيهم الدول القوية نسبيا.

ولست مطلعا علي أنشطة الإتحاد لكني أعلم أنه حاضرٌ عسكريا في حفظ النظام ببعض دوله وربما خارجها .

هذا البعد أيضا صَنع منه لاعبا دوليا من مستوي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغير ذلك من الاتحادات الدولية وتلك النِّدِّية يجب وضع حدٍ لها من وجهة نظرهم.

ومن دون الخوض في الذين أسّسوه وجاهدوا لأجل ميلاده يُحَتِمُ التاريخُ والموضوعية علينا كمثقفين ذكرَ الّدور الكبير الذي لعبه المرحوم القذافي تصورا وتمويلا وقد يكون دفع الثمن لأن أيَ عملٍ من شأنه خلْق واقع جديد يمسُ من المعادلة الدولية مرفوضٌ من أصحاب القرارِ العالمي.

ولأني إنسانٌ حرٌ غيرمرتبطٍ بفكرٍ ولا تنظيمٍ ولا بقائدٍ حتي  فلدي القدرة علي التناول الحرِّ للمواضيع العامة أُتْبِعُها لما عندي من فراسة سطحيةٍ من دون خلْطٍ أو إملاءٍ.

صحيحٌ أن مواضيع كهذه تحتاج متخصصين في التأْريخٍ والثقافة الدبلوماسية وغير ذلك لكن ذلك لا يمنع المرءَ من إبْداء وجهة نظره إذا تبين له  أن الأمر أبسطُ من ذلك .

والسؤال الوجيه هو:هل الحرب الحالية وليدة الصدفة أم أنها مخططٌ لها؟

قد لا أملك القدرة على إجابة هذا السؤال لكني من وجهة نظري أعتقد أن الصدفة و*العّرَضيةَ *غير مقبولتين في الملفات الكبري بل الصّحيح أن وراء الأكمة ما وراءها.

وحيث أن مقر الاتحاد الإفريقي فى العاصمة الأتيوبية فما مصيره حين تتطور الأمور؟وهل لديه حصانة أصلا تعصمه وتحفظه في كل الظروف؟

لا شك أن اندلاع الحرب في واحدة من أكبر دول الاتحاد وتحتضن هيئاته أمر محرجٌ لأعضائه ويجعلهم أمام قرارات صعبة كون التفرج سيكون عارا تاريخيا.

وقد يقول البعض إن الحرب حربٌ داخلية وأن الحياد هو الحل وهذا أيضا من أكبرالأخطاء فأمة لا تستطيع فرض الحلول في جغرافيتها لن تتمكن منه خارجها.

 لا شك أن الجميع أعلم مني بهذا ولولا عاطفتي ما تناولته ومبْعثُ القلقِ لدي أن تكون هذه كلها إرْهاصاتُ نهاية الإتحاد الذي تعلق الأمة عليه آمالا جساما .

وإذا لم يكن الوقت قد فات فعلى من يهمهم الأمر تدارك الوضع سبيلا للإبقاء على منظمة يطمح أهلها فى أن تشكل لهم الصمام الأمان أمام كافة الهزات .

وأخشي ما يُخْشي أن يتدخل الأقوياءُ وتنقسم المجموعة عليهم ليطول النزاع وتتسعَ رقعتُه ويكتوي الجميع بناره .

ختاما أُدرك أني لم آتِ بجديد لكني قد أكون أيقظْتُ من أنا دونهم كي يراجعوا الأمر من جذوره وأن لا يُخدَعوا فيه,يقول الرصافي:

 وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا             قلوبٌ كا لْحِجارةِ لا تَرِقُّ  

حفظ الله الجميع ...ِ