ابرز ما تناولته الصحف العربية اليوم السبت 21/01/2017

سبت, 21/01/2017 - 15:49

اهتمت الصحف العربية ، الصادرة اليوم السبت، بتنصيب الرئيس الأمريكي الجديد ،دونالد ترامب، أمس والمآلات المرتقبة للسياسة الأمريكية الجديدة، من جملة من القضايا والملفات العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتخوفات الإسرائيلية من نقل السفارة الأميركية إلى القدس والتصعيد المفترض في حال أقدم الرئيس الأميركي الجديد على إعلان نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة ، وتأثير انتخاب ترامب على الاقتصاد العالمي.

ففي مصر ، كتبت جريدة (الوطن) في مقال لها بعنوان "أمريكا الانتقال السلمي للسلطة"أن أهم ما يمكنه تعلمه من حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب هو كيفية وجود نظام ديمقراطي لانتقال سلمي سلس للسلطة في ظل شرعية دولة القانون التي تحترم حكم الصندوق الانتخابي تحت قواعد الدستور.

وقالت إن البعض يرى النظام الأمريكي على أنه شر مطلق، بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الشيطان الأكبر الذي استخدم للمرة الأولى والوحيدة القنبلة الذرية ضد مدنيين، وهي نظام رأسمالي متوحش، البقاء فيه للأقوى، وهي نظام جماعات المصالح، والصديقة المطلقة لدولة إسرائيل ، فيما يراها البعض جنة الله الموعودة على الأرض، فهي حلم كل مهاجر، لأنها أكبر ديمقراطية في العالم، وهي تعبير حي عن رؤية آدم سميث في نظام الاقتصاد الحر، وهي مجتمع يشجع على المبادرة الشخصية الفردية، وبوتقة انصهر فيها كافة أشكال المهاجرين من كل جنس وعرق ودين وطائفة وطبقة.

لكن أهم ما في تلك التجربة، تضيف الصحيفة، أنها وقفت ضد النازية في الحرب العالمية الثانية، ودعت إلى الحريات وحقوق الإنسان، ورفضت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وقامت بقصف الصرب في عهد بيل كلينتون، وهي الدولة ذات أكثر حملات العالم تأثيرا في سوق النقد العالمية، وهي موطن العلم والتكنولوجيا والاتصالات والفنون، وهي صاحبة الثقافة الشعبية الأكثر تأثيرا في العالم المعاصر.

وأوضحت أنه رغم الذعر من وصول "ترامب" إلى السلطة ورفض كثير من القوى والجماعات له، فإن الجميع احترم فوزه، لأنه يتفق مع قانون التجربة الديمقراطية ، مضيفة أن الآن أصبح ترامب رئيسا شرعيا وله كل سلطات الرئيس والقائد الأعلى للجيش الأمريكي، وله الحق المطلق في استخدام الصندوق الذي يطلق الحرب النووية.

أما جريدة (الأهرام) فكتبت تحت عنوان "هل تكسر أوربا احتكار واشنطن لسلام الشرق الأوسط" أنه لأكثر من 25 سنة احتكرت الولايات المتحدة عملية سلام الشرق الأوسط، وفرضت نفسها وسيطا وحيدا في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تعددت مراحلها وأسماؤها واستمرت ما يزيد على ربع قرن دون أن تسفر عن أي تقدم حقيقي !،لأن التفاوض لم يكن بين طرفين متكافئين لهما مصلحة مشتركة في إنهاء نزاعهما وتحذوهما الرغبة في الوصول إلي حل وسط.

وقالت إن تفاوض غير متكافئ يتم بين طرف قوي مسيطر يمثل سلطة الاحتلال والقهر يملك كل أسباب القوة، يحتل الأرض ويسيطر على حياة الناس بالحديد والنار ويحاصر المدن ويصادر أراضي الأهلين ويعتقل العشرات بل المئات وآلاف رغما عن القانون الدولي، ويغير الطبيعة الجغرافية والسكانية للأرض المحتلة، ينشر فوقها الكتل الاستيطانية الكبرى وبؤر الاستيطان التي تحكم كل مرتفع وتل وتحاصر كل تجمع سكني فلسطيني مهما صغر حجمه وتحيل حياة الفلسطينيين إلي جحيم مقيم!.

وبحسب الصحيفة، فإن الطرف الآخر في التفاوض الذي يمثله الفلسطينين فهو طرف ضعيف لا يملك سوى الرضوخ والإذعان، ويفتقد أي سند دولي أو إقليمي أو أممي، لأن الأمريكيين والإسرائيليين يرفضون تدخل أي طرف ثالث في المفاوضات المباشرة بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، كما يرفضون تدخل أية قوة دولية بما في ذلك روسيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في عملية احتكار أغلقت الطريق على أطراف عديدين يهمهم أمن الشرق الأوسط واستقراره.

وخلصت إلى أنه برغم المخاوف المتزايدة من نجاح صقور إسرائيل في التأثير علي سياسات الرئيس الجمهوري الجديد المنحاز بطبعيته لإسرائيل، إلا أن الآمال كبيرة في قدرة أركان حكمه (وزراء الدفاع والخارجية ومدير المخابرات المركزية) على لجم اندفاعاته تجاه قرارت خاطئة يمكن أن تدمر فرص سلام الشرق الأوسط.

ومن جانبها ، كتبت جريدة (اليوم السابع) تحت عنوان "الخوف من ترامب .. وتويتاته القاتلة" أن كل كلمة أو حتى "تويتة" من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها تأثيرات اقتصادية، وإذا كان الطبيعي أن أي تصريح للرئيس الأمريكي له تأثيراته، الأمر مع دونالد ترامب مختلف، فقد تسبب خلال الأيام التي تلت انتخابه في أزمات مباشرة وغير مباشرة لشركات ورجال أعمال.

وأشارت إلى أن تويتة ألغى فيها ترامب صفقة شراء طائرة رئاسية حديثة، تسببت في خسارة مليار دولار لأسهم شركة بوينغ، عملاق صناعة الطائرات الأمريكية، بعد أن كتب تويتة قال فيها "السعر مرتفع سوف ألغي الصفقة"، مضيفة أن ترامب عاد ليخفف من تأثير التويتة، لكن بعض التحليلات أشارت إلى أن ترامب كان متعمدا لأنه كتب التويتة ردا على انتقادات للرئيس التنفيذي لشركة بوينغ لسياسات ترامب.

وأبرزت أنه حتى قبل أن يدخل البيت الأبيض أثار ترامب مخاوف وغضب دول منافسة وحليفة للولايات المتحدة، لهذا انشغل الحاضرون في منتدى دافوس الذي اختتم أعماله أمس بتصريحات وتحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل ساعات من دخوله إلى البيت الأبيض.

وبلبنان، استأثر تسلم الرئيس الأمريكي الجديد لمهامه رسميا، أمس، باهتمام الصحف إذ كتبت (الأخبار) تحت عنوان "الفاشية الجديدة في البيت الأبيض"، أن "الإحالات" في خطاب دونالد ترامب إلى "قاموس الفاشية كثيرة"، مضيفة "زعيم يعيد السلطة إلى شعب يعاني اقتصاديا، وإلى طبقة وسطى انتزعت ثروتها بسبب انفتاح البلاد، وهو زعيم أيضا يدعو إلى نسيان ما مضى والنظر إلى (المستقبل) الذي سيتميز بأن الوطنيين (على فروقاتهم) سيبذلون الدم الأحمر نفسه".

بيد أن الصحيفة أشارت الى أن "عناصر عديدة تنقص للحديث عن فاشية، لكن قد يسمح هكذا خطاب بالحديث عن فاشية جديدة تتفاعل في مختبرات المجتمعات الغربية، ولن يعرف أحد إلى أين ستقود... فلننتظر أيام عهد ترامب".

وقالت إن الولايات المتحدة "تطوي فعلا" صفحة، وتفتح على أخرى "أكثر قتامة"، مبرزة أن خطاب التنصيب " زاد من منسوب الحيرة"، خصوصا لدى خصوم ترامب، الذين توقعوا هفوات ومواقف مثيرة للجدل لم تصدر عنه هذه المرة.

وخلصت الى أن خصوم ترامب أنفسهم" أصيبوا بخيبة أمل"، بعدما تمكن من "إلباس خطابه الشعبوي ثوبا رسميا"، من دون أن يزيل عنه "بعض الشوائب التي قد تعكسها فجاجته وحدته المعهودتان".

وتحت عنوان "خشية في تل أبيب من نقل السفارة الأميركية؟" ذكرت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "تستعد لسيناريوات التصعيد" المفترضة في حال أقدم الرئيس الأميركي الجديد على إعلان نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

ونقلت عن تقارير إعلامية إسرائيلية تأكيده عقد اجتماع في هذا الخصوص مطلع الأسبوع الجاري، ترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، موضحة أن صحيفة (هآرتس) نقلت عن مسؤولين شاركوا في الاجتماع قولهم إن نتنياهو أوضح أن "إسرائيل لا تملك معلومات مؤكدة حول النيات الفعلية لترامب في هذا الخصوص، مع أنه تحدث هاتفيا معه عدة مرات بعد فوزه في الانتخابات، لكنه لم يحصل منه على إجابة واضحة بهذا الشأن".

ووفق مشاركين في الاجتماع، تقول الصحيفة، فإن "فرضية العمل التي تقرر الانطلاق منها، هي أن إعلانا من ترامب هو أمر محتمل في كل لحظة منذ دخوله إلى البيت الأبيض".

أما (الجمهورية) فكتبت تحت عنوان " أربع حقائق تحكم عهد ترامب" تقول إن التقديرات والتحليلات تختلف حول سياسات الولايات المتحدة الداخلية والخارجية، موضحة أن ترامب أطلق خلال حملته الانتخابية "كثير من الوعود والالتزامات التي تبدو في كثير من الاحيان متناقضة بعضها مع بعض"، فبنما يتطلع الى علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبموسكو، فهو "يبدي تبرما شديدا من اتفاق سلفه النووي مع طهران التي هي حليفة موسكو".

وفي سوريا، "يشدد" ترامب "على أولوية مكافحة الإرهاب" حتى لو أدى ذلك الى "التفاهم مع الرئيس السوري"، ولكنه في الوقت ذاته، تقول الصحيفة " يعد بتقديم دعم غير محدود إلى إسرائيل التي تعتبر سوريا وحلفاؤها خصمها الاول، والتي لا تخفي علاقتها بدعم بعض الجماعات المسلحة في سوريا".

وخلصت الى أن أي تحليل موضوعي لمرحلة حكم ترامب لا يستطيع إغفال حقائق أربع هي أن القرار في واشنطن "هو صنع مؤسسات ومراكز قرار ولوبيات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية"، وأن الرئيس الأميركي، مهما كانت رغباته، "محكوم بمحدودية قدراته الشخصية، بل بمحدودية قدرات بلاده نفسها"، وأن الرئيس ترامب قد وصل الى الرئاسة "بما يشبه حربا أهلية بين مناصريه ومعارضيه ممن ينتمون الى أعراق وإثنيات وأديان وثقافات متباينة"، وهو ما ظهر بوضوح في التظاهرات المعارضة التي شهدتها البلاد منذ انتخابه والتي برزت أمس بقوة خلال الاحتفال بتنصيبه.

والحقيقة الرابعة، وفق الصحيفة، هي أن الادارة الاميركية "تعاني حسب كثير من المراقبين من فقدان استراتيجيات سياسية كبرى، بل هي تتصرف إزاء كل مشكلة بطريقة مختلفة عن غيرها"، قائلة إن ما يزيد الطين بلة مع ترامب هو أنه رجل أعمال، " كل خبرته في عقد الصفقات هنا وهناك، ولا يستبعد أن يعتمد الأسلوب نفسه في إدارة علاقاته الداخلية والخارجية، حتى لو أدت هذه الصفقات الى نتائج متناقضة".

أما (المستقبل) فكتبت تحت عنوان " تعهد بمحو الإرهاب.. وينوي إقامة دفاع صاروخي ضد إيران وكوريا الشمالية، ترامب رئيسا: كل شيء سيتغير" معلقة أنه وكما كان "متوقعا"، شابت اليوم الطويل في واشنطن تظاهرات واحتجاجات مناهضة للرئيس الجديد.

وقالت إن خطاب ترامب كان مقتضبا مقارنة بخطابات الرؤساء السابقين، وجاء "مطابقا" لكل ما كان تفوه ترامب به خلال حملته الرئاسية ووعد به جمهوره، وبالتالي تقول الصحيفة "جاء مخيبا لكل من كان يأمل أنه عندما يصبح الرئيس الـ45 رسميا سيتبنى خطابا أكثر اعتدالا وانفتاحا على شريحة كبيرة من الأميركيين ترفض وصوله الى البيت الأبيض".

وفي قطر، توقفت صحف (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها اليوم السبت، عند المآلات المرتقبة لسياسة الساكن الجديد للبيت الأبيض، من جملة من القضايا والملفات العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، في سياق تلميحاته أكثر من مرة الى نقل السفارة الأمريكية الى القدس الشريف.

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الراية) أن "على الرئيس ترامب ان يدرك أن هذه التلميحات (...) تمثل انحيازا صارخا لإسرائيل وتدميرا للعلاقات العربية الأمريكية وأنها تعرقل جهود السلام وحل الدولتين وتقدح في مصداقية أمريكا في رعاية العملية السلمية في المنطقة".

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الأمريكية -العربية عموما والخليجية، على وجه الخصوص، والتي تحولت إلى "شراكة استراتيجية" طوال العهود الماضية "تتطلب من الرئيس ترامب أن يأخذ المخاوف العربية والخليجية بجدية من مجمل السياسة الأمريكية، خاصة حول قضايا المنطقة وأولها قضية فلسطين المركزية والموقف من إسرائيل والتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة والوضع في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وأيضا قانون جاستا المرفوض والتطرف والإرهاب وربطهما زورا بالإسلام والمسلمين، وذلك لما لهذه القضايا من تأثير على هذه العلاقات".

وفي هذا السياق، عبرت صحيفة (الوطن) عن الأمل في أن يحمل عهد ترامب "مقاربات سياسية إيجابية"، مع "استمرار ترسيخ واقع الصداقة المتينة التي أرسيت عبر عقود طويلة بين العالم العربي والإسلامي من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى".

وبموازاة ذلك، حرص كاتب افتتاحية الصحيفة على الدعوة إلى "تكثيف التنسيق والتضامن العربي والإسلامي سياسيا ودبلوماسيا لمخاطبة العقل السياسي الأمريكي وإدارة ترامب للتفاعل بصورة إيجابية واضحة مع قضايا العرب والمسلمين ذات الأولوية".

ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن ما يتسم به عهد الرئاسة الجديد من جمع بين "الوضوح والجرأة في المواقف السياسية، والغموض في كيفية التعامل مع الكثير من الملفات الحساسة في الشرق الأوسط والعالم"، يدفع الى التساؤل حول ما إذا كان الرئيس الجديد "سيتراجع عن الكثير من الوعود الشعبوية التي قطعها على نفسه خلال الانتخابات أم سيرضخ للرأي العام الأمريكي؟،" خاصة في ظل ما هو معروف عن الولايات المتحدة بأنها "دولة مؤسسات ودور الرئيس يبقى محكوما بالمصالح الأمريكية العليا"، لتخلص الصحيفة إلى أن "الحكم على عهد ترامب لن يكون متاحا قبل بضعة أشهر".

وفي السعودية، كتبت يومي (الشرق) في افتتاحيتها أنه مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة؛ بدأ العالم يترقب سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، ومواقف ترامب إزاء ملفات عدة من قبيل العلاقة مع روسيا ومواقفه من قضايا الهجرة والأقليات الدينية والعرقية، ومن قضايا الشرق الأوسط، وخاصة الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، وما يجري في سوريا والعراق وليبيا، إضافة إلى موقف ساكن البيت الأبيض من الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني. بيد أن السؤال الذي يشغل بال المتتبعين، تقول الصحيفة، يتعلق بالكيفية التي سيواجه بها ترامب انحسار الدور الأمريكي طوال مدة حكم أوباما التي اتسمت ب"التردد وعدم الحسم في التعاطي مع ملفات عدة بالتزامن تنامي الدور الروسي ولاسيما في إدارته للملف السوري من قبيل إبرام الهدن أو الاتفاق على عقد محادثات دون أي دور لواشنطن".

ومن جهتها، قالت يومية (الرياض) في مقال لأحد كتابها إن "ترامب الذي فاجأ الجميع بالفوز في حملته الانتخابية سيكون رئيسا مختلفا ليس فيما قاله كمرشح، ولكن فيما سيقوله كرئيس، إذ حان الوقت لخطاب جديد تكتبه المصالح، وتبنى عليه تحالفات، () والدليل على ذلك أن بعض من عينهم في مناصب قيادية يختلفون معه، خاصة في نقل السفارة الأميركية إلى القدس بناء على معايير الصداقة ومن دفع في حملته الانتخابية".

واعتبر كاتب المقال أن أميركا القوة الأولى في العالم لن تترك ترامب لخياراته حتى لو كان رئيسا، ذلك أنها دولة مؤسسات، وليست شركات أفراد، أو علاقات أشخاص، كما أن واشنطن لن تتخلى عن دورها في الحوار والتفاوض السياسي، وتحديدا مع حلفائها، قبل أن يستدرك بالقول "إن العالم العربي ينتظر، ولا خيار له سوى ذلك، ولكن عليه أن لا يتفاءل كثيرا حتى تقترن الأقوال بالأفعال، وتحديدا فيما يتعلق بموقفه من إيران، وبشار الأسد، والحرب على الإرهاب".

وبدورها تطرقت صحيفة (الجزيرة) في مقال لأحد كتابها إلى تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد وما رافق ذلك من دلالات رمزية عن اختلاف ترامب عن سابقيه في البيت الأبيض، مشيرة في هذا الإطار إلى أن اللافت في حفل التنصيب أمس هو غياب شبه جماعي للفنانين الأمريكيين وكبار النجوم من ممثلي هوليود أو المغنيين أصحاب الشهرة العالية الذين كان معظمهم يؤيد منافسة الرئيس المنتخب مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون.

وقالت إن مفاجآت ترامب وما رافق حفل تنصيبه من تفاصيل من قبيل اقتراحه وضع سيناريو وتصور جاهز لإقامة جنازة رسمية للرئيس سواء تمت عملية اغتياله قبل أداء القسم الرئاسي أو بعده (كان يتوجس من تعرضه للاغتيال) يمكن اعتبارها "مؤشرات على أن عهدا جديدا سيبدأ في الولايات المتحدة الأمريكية لابد وأن يحفل بالكثير من المتغيرات التي لن تقتصر على أمريكا فحسب بل ستشمل العالم أجمع".

وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن الاختبار الأول الذي سيكون أمام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، هو ما إذا كان سيطبق وعده بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، والثاني إصدار موقف أمريكي جديد يزعم أن "المستوطنات لا تشكل عقبة أمام السلام"، وتليه في ذلك اختبارات أخرى تفرضها عليه حكومة الاحتلال التي تعتزم الانطلاق بمشاريع استيطانية ضخمة في الضفة والقدس المحتلة، مشيرة في مقال إلى أن لدى نتنياهو تطمينات فوق العادة جعلته يصف عهد ترامب بكونه "العالم الجديد الذي سيختلف كليا عما كان قائما من قبل". واعتبرت الصحيفة أن الفريق ذاته الذي أفهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأشار له إلى الحيز المسموح بأن يتحرك فيه، "نريد أن نتخيل أنه سيفعل الشيء نفسه مع ترامب"، ما سيجعله يلفلف أذيال عصابات الصهاينة من حوله ليواصل السياسة الأمريكية التقليدية، أما إذا أخرج ترامب حقا إلى حيز تنفيذ كل وعوده الاستيطانية للصهاينة، تضيف الصحيفة، فيكون بذلك قد جر بلاده إلى واقع تنتجه السياسة العدوانية التي يلوح بها حاليا.

من جهتها، أوردت صحيفة (الرأي) تصريحات لمحللين سياسيين الذين توقعوا أن تكون العلاقات الأردنية الأمريكية إيجابية، على رغم تصريحات الإدارة الجديدة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وحسب الصحيفة، فإن المحللين يعتقدون أن الإدارات الأمريكية ما تزال ترى الأردن شريكا مهما في مسألتين هما "محاربة الإرهاب وملف السلام"، لذلك، برأيهم، "ستستمر العلاقة على نفس المنوال وستستمر المساعدات الأمريكية في فترة ترامب رغم انحيازه لإسرائيل".

وبخصوص نقل السفارة إلى القدس، فقد قلل المحللون، وفقا للصحيفة، من جدية إدارة ترامب في ذلك، مشيرين إلى أن العديد من الرؤساء الأمريكيين طالبوا بنقل السفارة إلى القدس المحتلة سابقا، ولكنهم بعد ذلك تراجعوا عن هذه الخطوة، "خوفا من اندلاع عنف غير محسوب".

وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها أن العالم كله يتطلع إلى البيت الأبيض مع تسلم دونالد ترامب مفاتيحه وأسراره ودوره وسياساته من الرئيس السابق باراك أوباما. وأوضحت الصحيفة أن العالم يترقب بحذر وقلق وتوجس لأن القادم الجديد يختلف عن سابقيه من حيث التوجهات والمواقف المختلفة إزاء العديد من القضايا الدولية التي طرحها خلال حملته الانتخابية التي قادته إلى البيت الأبيض.

وأبرزت الافتتاحية أنه "مع ترامب، نحن أمام رئيس إشكالي، ذلك أن أطروحاته ومواقفه السياسية الانتخابية بدت خارج المألوف، ومن حيث طريقة تعاطيه مع المرشح الآخر الديمقراطي وأسلوب خطابه، ثم مع مواقفه التي بدت مستغربة وبعيدة عن المألوف تجاه العديد من القضايا والأزمات العالمية".

ومن جانبها، لاحظت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها أنه بالكثير من الواقعية والقليل من التفاؤل، استقبلت أغلب دول العالم تنصيب الرئيس الأمريكي الـ45 دونالد ترامب، موضحة أنها مواقف ليست جديدة بالمجمل. وأضافت أن " الواقع العالمي الجديد يترقب كيف ستكون التحركات والتعامل الذي سيكون عرابه الكثير من قضاياه دونالد ترامب".

وأكدت الافتتاحية أن اسرائيل وحدها من بدت سعيدة وفرحة بوصول ترامب " صاحب المواقف الأكثر انحيازا وتطرفا للكيان المحتل في التاريخ الأمريكي"، مشيرة إلى أن الإعلان عن نية ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، في موقف يمكن أن ينتج الكثير من التداعيات، دليل كبير على موقف سيد البيت الأبيض الجديد، ورئيس اقوى دولة في العام والذي يكشف عن نوعية مواقفه في الكثير من القضايا حول العالم .

وفي موضوع آخر، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها أن وقتا قصيرا يفصل الشعب السوري عن مفاوضات آستانة، وهي المفاوضات التي تدخلت دول كبرى في العالم من أجل الوصول إليها، في سياقات البحث عن حل للأزمة السورية، بعد استعصاء الحلول السابقة.

وأشارت الافتتاحية إلى أن العالم يتطلع باهتمام بالغ إلى استرداد سوريا استقرارها، إضافة إلى وقف نزيف الدم، ووصول كل الأطراف إلى حل جذري ينهي هذه الصراعات، ويخلص السوريين أيضا، من الفصائل الإرهابية التي تستغل هذه المناخات، لمزيد من أعمال القتل وإشاعة الكراهية بين أبناء شعب واحد.

وشددت (البيان) على أنه قد آن الأوان في العالم العربي أن يعود الاستقرار إلى دول كثيرة، بحيث تنعم هذه الشعوب بحياة طبيعية، بدلا من هدر مواردها وإمكاناتها وحياة أفرادها على مذابح الصراعات، موضحة أن مفاوضات آستانة قد تكون مدخلا لإنهاء هذا الصراع، وهذا غير ممكن دون تقديم تنازلات، من كل الأطراف، من أجل سوريا وشعبها، بعد هذه المعاناة المريرة التي دفع الجميع ثمنها.