بعثة الحزب الحاكم للحوض الشرقي هل هي بداية النهاية ؟

اثنين, 22/02/2021 - 11:47

في خطوة جديدة تم التخطيط لها منذ فترة قرر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم تكليف عضو المكتب التنفيذى، مستشار الرئيس محمد ولد الغزواني، الدكتور أحمد سالم ولد فاضل بقيادة وفد الحزب إلى الحوض الشرقى، فى أول مهمة للرجل بالولاية منذ خروجه من حزب "تواصل" ، وأول زيارة يقوم بها وفد من الحزب الحاكم للمنطقة منذ انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى نهاية 2019.

 وقد كلف رئيس الوفد أحمد سالم ولد فاضل ، ومعاونيه - حسب الأخبار المتداولة- بشرح مخرجات المؤتمر الأخير (مؤتمر المرجعية)، والإطلاع على أوضاع السكان فى ظل الإرتفاع المذهل للأسعار، والشعور المتصاعد بالغبن وضعف التوازن، والتواصل مع القواعد الشعبية التى تم إسلامها للمجهول منذ انتخابات يونيو 2019 الأخيرة.

غير أن مهمة الرجل ستكون الاصعب خلال مشواره الساسي، كما يقول أبناء المنطقة، والعارفون بدهاليز العملية السياسية بالحوض الشرقى، بحكم الإحباط الذى يجتاح النخبة السياسية المحلية، وغياب الحزب والمنظومة التنفيذية عن واقع الناس المعاش منذ الأزمة الداخلية، وضعف التوازن فى التعيينات الإدارية، والتهميش المستمر لقوى فاعلة على الأرض، تعتقد أنها ضحت من أجل الحزب ومرشحيه دون جدوى، وأنها بذلت الممكن، لكنها راحت ضحية لصراع الأشقاء فى هرم السلطة التنفيذية.

 ورغم أن الولاية تشكل أحد معاقل الحزب الحاكم ، إلا أن الصراع القوى الذى عاشته منذ سنوات غير الكثير من العقليات ، وأثر عليها بشكل كبير، وقسم المجتمع والنخبة إلى قوى متجاورة، ولكنها متنافرة، منضمة لحزب واحد، لكنها مختلفة فى كل شيئ، مع قدر من الإحباط داخل مجمل الدوائر، وخصوصا المقاطعات المنسية ( أمرج- النعمة – ولاته- أنبيكت لحواش- جكنى)، فى ظل هيمنة مطلقة لبعض المنحدرين من "تمبدغه وباسكنو" على حصة الأسد من التعيينات الصادرة عن الرئيس وحكومته منذ توليه مقاليد الحكم بموريتانيا.

 

 

ويتحدث السكان بمرارة عن التجاهل الذي قوبلوا به، وعن عزوف الرئيس والمحيطين به عن الإجتماع بأبناء المنطقة، أو التشاور معهم، أو تكليفهم بأي دور منذ التصويت له فى انتخابات يونيو، رغم بعض الحالات القليلة، والتى لم تثمر أي تقارب، ولم يترتب عليها أي جديد!.

 

 

وستكون جولة الوفد الحزبى أول فرصة للمنحدرين من المنطقة من أجل التعبير عن المآخذ القائمة، إذا لبوا الدعوة أصلا، فى ظل مغادرة أغلب المنتخبين للمنطقة، وتوارى العديد من الأطر عن الأنظار، مالم تصدر أوامر مباشرة من القصر، أو يطلق الحزب حملة اعلامية لحث قادته ومناضليه للتوجه إلى الولاية من أجل استقبال الوفد والإستماع إليه.

ويرى مراقبون أن زيارة وفد الحزب ستكون بداية لنهاية الانسجام والسكوت على التهميش المتبع من قبل الرئيس وأعونه منذ تسلمه للسلطة ، وربما فرصة لأبناء المنطقة بغية التخلص من عبئ التبعية العمياء لأنظمة لا تهتم  بالمواطن الا في المواسم السياسية كأداة للتسلق.