فن الرفاه البشري

أحد, 14/02/2021 - 12:24

السياسة فن شبيه بالسباحة كثيرا، وهي قرارات ومواقف وأهداف أو لا تكون ، إن التراجع في التحمس لزمام المبادرة وخاصة تلك المتسيسة ، يشعر الشغوف  بهموم الآخرين في الظرفية  الحالية للبلاد  بنوع من التأمل و الإحباط الناتج عن  الإفلاس و المحاصرة الناتجين ربما  بفعل الضبابية المنقسمة ما بين المأمول  المنتظر والحاضر الذي لم يقدم بعد مؤشرات قابلة للتحليل أو المنطلق الفعلي لكبار السياسيين وأهل الفكر، فضلا عن عدم تشكل الفرق السياسية المتنافسة على كسب الجماهير الثابتة والمتغيرة  التي ستحمل مشعل الرأي و الحجة بين طرفي المعادلة في البلاد خلال الجولة الأولى على الأقل.

فمن الطبيعي جدا أن يطفو البعض بإيعاز من بعض مراكز صنع القرار، وفرض البعض الآخر لذاته، وإقحام آخرين  باتخاذ قرارات قد لا تكون مدروسة وغاية بالنسبة لهم في البدائية، مع أن هدوء الساحة المستعرة بالطبع، سرعان ما سيتحول إلى عاصفة اتمنى أن لا تكون نتيجة لليأس الذي قد يخرج المتسرعين عن جادة الصواب وتغليب العقل و المنطق والمصالح الجامعة، كما أرجوا أن لا ينسي طعم الراحة والرفاه وكلام الزبانية المعسول الذي يراعي المزاج أكثر من الواقع، أهل البساطة و الوقار و الحكمة صفاتهم التي أرجوا أن تكون فطرية لدى ماضيهم  القريب المرئي والمسموع والموثق.

إن بلدنا الحبيب أحوج ما يكون للمصارحة ومراعاة السمعة الوطنية والدولية أكثر من أي وقت مضى في الوقت الراهن، وطمأنة المستثمر الوطني و الأجنبي وحتى الفكري ومراعاة العمل بروح الفريق الواحد، و الانسجام من أجل تحقيق الالتزامات الكبرى وتحيينها متى تطلب الأمر، بما هو أقوى وقعا وأقرب للنفوس من أي نتائج قد تساهم بالقسوة وردات الفعل التي قد لا ننجح في  تحديد وقتها وضبط قوتها وهو ما لا نتمناه بالفعل،

ذلك أن المحافظة على الصفات و السلوك أقوى بكثير من اتخاذ القرارات على ضوء بعض التصرفات غير المدروسة، وإن كانت المحافظة على الإجماع الدائم من شبه المستحيل، إلا أن العمل على تماسك أغلبية قوية و المحافظة على صلة الرحم بما يجمع الناس ويمكث على البسيطة، و التغاضي عما لايضر، من شيم كبار الحكماء والقيادات النادرة، في عصر وهن القيادات على المستوى العالمي، وإن كان العقل المصلح و التوفيق المقدر، كفيلان بتذليل كل الصعوبات وضمان التفوق في تسيير وقيادة أهل فن الرفاه البشري.

  

 بقلم: سيد أمحمد أجيون