المركز الصحي ب"الترحيل" صورة من المعاناة

ثلاثاء, 21/07/2020 - 15:50

في منطقة الترحيل جنوب العاصمة نواكشوط يوجد المركز الصحي، في منطقة مجانبة للشارع الرئيس حيث يتكلف الساعي إليه عبور المنعرجات التي توجد بها أماكن وعرة، ويعتبر هذا المركز الذي يوجد في منطقة كبيرة مترامية هو الملاذ الوحيد لآلاف الأسر البعيدة عن قلب العاصمة وعن المستشفيات الكبيرة، لكنه بشهادة مرتاديه يفتقر للكثير من المعدات ويشهد العديد من المسلكيات الضارة التي تحصل بين الفينة والأخرى من طرف الأطباء والإدارة والعاملين وحتى الزوار.

"الحوادث" زار هذا المستوصف ولاحظ الحالة المتردية التي يعاني منها، حيث أن طابور من المواطنين الذين منعتهم الفاقة وقلة اليد من الحصول على وسيلة يتنقلون بها إلى المستشفيات الأخرى، يكتظ ويزداد مع بداية كل يوم وحتى ساعات متأخرة منه.

إلا أن المواطنين أظهروا لهفتهم في التعبير عن واقع هذا المستوصف الذي وجد أصلا ليكون حلا لمشاكلهم على المستوى الصحي، والذي لا يتوفر – حسب زواره – على الكم الكافي من الأسرة ولا الأطباء.

كما أنه لا يتوفر على التجهيزات التي تلبي حاجة المرضى في سكان الترحيل.

من بين الذين التقيناهم اختنار لكم نقل حديث مريم وهي سيدة في عقدها الخمسين، تقطن في الترحيل منطقة 18، حيث قالت: "نحن في منطقة الترحيل بحاجة ماسة لمستشفى كبير، لأن غالبية سكان المنطقة هم من الضعفاء والفقراء والمعوزين الذين لا يستطيعون توفير النقل إلى قبل العاصمة وشراء الوصفات الطبية وتوفير ثمن الفحوصات، والكل يعلم أن المراكز الصحية لا بد لها من رصد كمية كبير من النقود، وهو ما لا يتوفر للكثيرين منا، لذلك نضطر دائما للانتظار هنا عند هذا المستوصف المعزول لنتلقى ما أمكن من المعاينات البسيطة، ونعاني هنا من كل أشكال الإهمال وعدم المبالاة.. " مضيفة ، أنا جئت هنا لإجراء معاينة لطفلتي وهي تعانى من الحمى ولا زلت انتظر هنا منذ ساعات".

هذه السيدة ومثلها باقي زوار الركز، تؤكد "أن سكان الترحيل لا يمكنهم الاستغناء عن المراكز الصحة الحكومية لأن إمكانياتهم لا تسمح لهم بالذهاب للعيادات الخاصة، لكن هذه المراكز نفسها لم تعد تقدم لهم خدمة تلبي حاجتهم للتداوي"

حالة من بين حالات كثيرة، تفصح عن واقع متدني تعاني منه المراكز الصحية في نواكشوط، خصوصا تلك التي تقع في الأماكن القصية من أطراف المدينة. واقع ينطق بما يحتاجه قطاع الصحة من رعاية وما يطالب به المواكنون من لفتة حانية من طرف القائمين عليه، فهل من مجيب؟

للحوادث .. تقرير: سيدي ولد محمد فال