أسعارالنفط تتلقى دعما من تخفيضات إنتاج محتملة

ثلاثاء, 02/06/2020 - 17:37

استقرت العقود الآجلة للنفط، مع تضرر المعنويات من تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين لكن أسعار الخام استمدت دعما من تقارير بأن أوبك وروسيا قريبتان من تمديد اتفاق لتخفيضات إنتاجية.

وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة التداول مرتفعة 48 سنتا، أو 1.3%، لتسجل عند التسوية 38.32 دولار للبرميل.

وتراجعت عقود الخام الأمريكي 5 سنتات، أو 0.1%، لتبلغ عند التسوية 35.44 دولار للبرميل.

ووجدت الأسعار دعما بعد أنباء بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين رئيسيين آخرين بقيادة روسيا، يشكلون المجموعة المعروفة باسم أوبك+، يقتربون من حل وسط بشأن تمديد تخفيضات إنتاج النفط ويناقشون تمديد القيود لفترة تستمر من شهر إلى شهرين.

واقترحت الجزائر، الرئيس الحالي لأوبك، أن تعقد مجموعة أوبك+ اجتماعا في الرابع من يونيو/حزيران الجاري بدلا من الموعد المزمع في التاسع والعاشر من يونيو.

وقال متعاملون نقلا عن تقرير لشركة جينسكيب لمعلومات الطاقة إن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما الأمريكية هبطت إلى 54.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 مايو/أيار الماضي.

لكن المستثمرين عمدوا إلى توخي المزيد من الحذر بعد أن حذرت الصين من الانتقام من تحركات أمريكية بشأن هونج كونج.

وتتعرض العقود الآجلة للنفط لضغوط أيضا من مخاوف اقتصادية وتساؤلات بشأن تعافي الطلب على الوقود.

وبدأت السعودية، الإثنين، تعميق تخفيضات إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا، فوق الحصص المقررة في اجتماع أوبك+ منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي، بهدف التعجيل بالتخلص من تخمة الإمدادات العالمية وإعادة التوازن إلى سوق النفط.

وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، اتفقت أوبك وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في شهري مايو/أيار الجاري ويونيو/حزيران المقبل، وهو خفض قياسي.

وبهذا سيكون حجم التخفيض الذي ستلتزم به السعودية، قياساً على معدل إنتاجها في أبريل/نيسان الماضي، نحو 4.8 مليون برميل.

وبالتالي سيكون إنتاجها لشهر يونيو/حزيران المقبل، بعد الخفضين الأساس والطوعي، 7.492 مليون برميل.

ووجّهت وزارة الطاقة السعودية شركة أرامكو إلى السعي لخفض إنتاجها في شهر مايو/آيار الجاري، عن المستوى المستهدف وهو 8.492 مليون برميل، بالتوافق مع عملائها.

وستظل تخفيضات الإمداد قائمة حتى أبريل/نيسان 2022.

وانضمت كلا من الإمارات والكويت إلى مبادرة التخفيض الطوعي لإنتاج النفط حيث قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، إن بلاده ستخفض بشكل طوعي إضافي إنتاجها من النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا لشهر يونيو/حزيران المقبل، وذلك دعما لجهود السعودية لإعادة التوازن لسوق النفط العالمي.

من جهتة، أعلن خالد الفاضل وزير النفط الكويتي أن بلاده ستخفض إنتاج النفط بمقدار 80 ألف برميل يوميا إضافية في يونيو/ حزيران المقبل، فوق التزامها بموجب اتفاق أوبك+.

وحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، قال الفاضل إن هذا التخفيض الطوعي في الإنتاج يأتي تأييدا من الكویت لجھود السعودیة في "إعادة الاستقرار والتوازن" لأسواق النفط.

توقعات بخفض إضافي
وتوقع خبراء بنك الاستثمار الأمريكي جيه بي مورجان استمرار السعودية في سياسة خفض إنتاج النفط بهدف تحقيق التوازن في سوق الخام العالمية، ليصل الخفض إلى حوالي 6 ملايين برميل يوميا مقارنة بمستوى الإنتاج في أبريل/نيسان الماضي.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن كريستيان ميلك رئيس إدارة أبحاث النفط والغاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الأمريكي إن السعودية ستخفض إنتاجها مجددا.. مضيفا أنها لن تكون مفاجأة إذا وصلت تخفيضات السعودية إلى 6 ملايين برميل في اليوم.

ويتوقع المحلل الأمريكي أن تزيد حصة السعودية من سوق النفط الخام العالمية بمرور الوقت على حساب منتجي الزيت الصخري والدول النفطية الأخرى التي اضطرت إلى خفض إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج بسبب انهيار الأسعار.

وقال خو وي لي الاقتصادي لدى أو.سي.بي.سي "التركيز منصب على أوبك+،" مشيرا إلى أوبك وحلفائها بمن فيهم روسيا.

وأوضح لي "قد نشهد تراجعا حذرا في أسعار (الخام) نظرا لتأخر حركة أسعار المصب،لكن إذا توصلت أوبك إلى تمديد لثلاثة أشهر، فمن الممكن أن تبلغ الأسعار مستوى 40 دولارا."

وأظهر مسح أن إنتاج أوبك بلغ أدنى مستوى في عقدين في مايو/أيار الماضي إذ بدأت السعودية وأعضاء آخرون في المنظمة تنفيذ خفض قياسي للإنتاج، على الرغم من أن نيجيريا والعراق تعثرتا في تنفيذ حصتيهما من التخفيضات.