هل تقف "هواوي" بوجه الاتفاق التجاري بين أميركا وبريطانيا؟

اثنين, 10/02/2020 - 12:47

قال فواز العلمي الخبير السعودي في التجارة الدولية إن "هواوي" لا تشكل عبئاً كبيراً على الاتفاق التجاري ولا تشكل أكثر من حوالي 30% من الاتصالات في بريطانيا، وأميركا هي أكبر اقتصاد في العالم اليوم وهي أكبر مركز للأسهم والسندات في العالم ستتفق مع بريطانيا التي هي خامس أكبر اقتصاد في العالم ولكنها الأولى في الأعمال المصرفية الدولية وبالتالي سيكون هناك تجمع كبير بين هاتين الدولتين وستكون الخدمات المالية هي الأساس وليس "هواوي" أو حتى الخدمات الصحية التي تشكل عبئاً كبيراً على أميركا لأنها لا تستطيع أن تقوم بتقديم نفس الخدمات الصحية التي تقوم بريطانيا بتقديمها وهي 0% بالنسبة للمستهلك".

من جانب آخر أكد لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أن قرار بريطانيا منح "هواوي" تكنولوجيز دوراً محدوداً في شبكتها للجيل الخامس لن يعرقل مساعي التوصل إلى اتفاق تجاري بين أميركا وبريطانيا.

وجاء ذلك بعد تقارير عن خلافات بين الطرفين نتيجة للقرار البريطاني بالسماح للشركة الصينية بلعب دور محدود في شبكتها للجيل الخامس على الرغم من التحذيرات الأميركية لها.

وبحسب كولدو ستعرض واشنطن على لندن مساهمتها في تعزيز شبكتها للجيل الخامس كما أن الطرفين سيتوصلان إلى اتفاق تجاري بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.

موانئ حرة

وفي سياق متصل، قالت الحكومة البريطانية إنها تعتزم إعلان مواقع ما يصل إلى 10 موانئ حرة في فترة ما بعد البريكست بحلول نهاية العام الحالي حتى تستطيع بدء العمل في 2021.

ومع تطوير بريطانيا سياستها التجارية للمرة الأولى منذ عشرات السنين بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي في نهاية يناير الماضي، بدأت الحكومة استشارات تستمر عشرة أسابيع لتحديد خططها للموانئ الحرة أو المناطق التجارية الحرة. وفور انتهاء الاستشارات سيكون بإمكان المناطق البحرية والجوية والسكك الحديدية التقدم بطلب للحصول على وضع ميناء حر.

وتفكر الحكومة في اتخاذ إجراءات ضريبية تهدف إلى زيادة الاستثمار في البنية التحتية والبناء والمعدات في الموانئ الحرة لزيادة القدرة على الإنتاج.

وأضاف العلمي "بريطانيا ستكون سنغافورة الشق أوروبا وأكبر بكثير لأن بريطانيا تشكل 10 موانئ للمنطق الحرة معنى ذلك 0% من التعريفات الجمركية و0% من ضريبة القيمة المضافة وبالتالي تستطيع أن تجذب التجارة إليها. التجارة في النقل البحري تساوي حوالي 90% من التجارة العالمية وبالتالي ستكون بريطانيا هي المنطقة الحرة الأولى في العالم التي تأتي البضائع من خلالها للذهاب شرقاً وغرباً وهو ما سيؤدي لضعف قليل في الموانئ المشابهة لها سواء في ألمانيا أو "روتردام" في هولندا وبالتالي سيكون هناك اتفاق بين الموانئ العشرة البريطانية وموانئ "روتردام" و"هامبرغ" في ألمانيا لتسهيل عبور المنتجات دون زيادة الضريبة أو التعرفة الجمركية عليها لأنها منطقة حرة".

"كورونا" والأسواق

وحول الاتفاق التجاري الصيني الأميركي، قال العلمي "إن موقف الصين ضعيف ووقعت المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري ولجأت لتخفيض الرسوم الجمركية على بعض الواردات الأميركية إلى الصين ولكن بالأمس ذكر وزير التجارة الأميركي أن دخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية كان من أكبر الأخطاء التي اقترفتها أميركا وبالتالي هذا التصريح قد يؤدي لوجود حزازيات ولكن فيروس "كورونا" وتأثيره على التجارة الدولية سيكون تأثيرا كبيرا جداً لأن المنتجات الزراعية الصينية لن تستطيع أن تدخل في الأسواق الآسيوية وأيضاً المنتجات الصينية التي ستكون ضمن المنتجات المصدرة لأميركا وإلى الدول الغربية سيكون لديها صعوبة جداً في دخول هذه المنتجات عدا عن ذلك الخدمات التي ستقدمها الصين للشركات المنتشرة داخلياً ستكون ضعيفة جداً وهو ما يؤثر سلباً على التجارة الدولية بين الصين والدول الأخرى وتتراجع الصين بعض الشيء في النمو الاقتصادي وقد يؤدي في حال تفاعل موضوع "الفيروس" إلى كارثة اقتصادية صينية سواء في الكساد أو التباطؤ الاقتصادي".

وأضاف "الصين تستورد معظم المواد الأولية من نفط وغيره من الخارج 60% من النفط الصيني يأتي من السعودية، فبالتالي التأثير سيكون سلباً على واردات الصين من هذه المواد والسلع الأساسية وأيضاً ستنخفض القدرة التصنيعية في الصين لأن العالم لن يستطيع شراء المنتجات الصينية التي قد تكون أصيبت بجزء من جراثيم هذا الوباء الذي بدأ بالانتشار بالعالم بالإضافة لوضع اليابان لحواجز مقلقة بالنسبة للصادرات الصينية وأيضا جنوب وشمال كوريا".