بعد 6 أشهر من حكم ولد الغزواني هل اتضحت مشكة ولد بوعماتو ؟

سبت, 18/01/2020 - 14:45

شكل رحيل الرئيس السابق محمد ولد عد العزيز عن السلطة فى انتخابات يونيو 2019، لحظة فرح عارمة فى صفوف معارضيه، بعدما فشلوا فى إسقاطه طيلة 11 سنة من الصراع القوى بموريتانيا، والتخطيط للإطاحة بالرجل الذى كانت المعارضة ترى فيه شبح المؤسسة العسكرية الممسكة بزمام الأمور منذ 1978.

حاولت المعارضة الموريتانية فى آخر فى أيام الرجل استعادة قوتها، وفرض التغيير، ودفعت بأكثر من مرشح لمواجهة وزير الدفاع السابق محمد ولد الشيخ الغزوانى، الذى كان هو الآخر ينظر إليه باعتباره واجهة لحكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رغم أن مجمل دوائر المعارضة ظلت تتطلع إلى ربط العلاقة به، باعتباره أبرز شخصية مرشحة لخلافة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

كانت نتائج اقتراع يونيو 2019 مهمة للاستقرار السياسى داخل البلد – كما تقول قوى الأغلبية- ولحظة مهمة لتكريس التداول على السلطة واحترام مواد الدستور، كما تقول قوى معارضة كانت النتائج مخيبة لآمال العديد منها، وبعضها أرهقه طول المسير.

شكل العودة المحتملة لرجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو أبرز مطالب القوى السياسية المعارضة، وأعتبرها البعض محسومة، فى ظل الخلاف الذى برز بشكل مبكر، بين رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.

توقع العديد من نشطاء الساحة السياسية انتهاء الأزمة، فكل التصريحات السابقة والبيانات الصحفية والمقابلات، كانت تربط الأزمة بشخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بيد أن التردد الذى طبع تعامل رجال الأعمال الثلاثة، وإحجام الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزوانى عن إلغاء مذكرات التوقيف، يطرح أكثر من سؤال حول مستقبل العلاقة بين رجال الأعمال المعارضين والرئيس الجديد.

 

 يصر أنصار رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو على أن المشكلة كانت مشكلة شخصية، غير أن إحجامه عن العودة هو ورفاقه، وغياب أي مبادرة من السلطة لحل الإشكال القائم، يجعل ملف ولد بوعماتو وصحبه ، ملفا قضائيا أو سياسيا لكنه مع النظام كمنظومة وليس مع الرئيس كشخص، وهو ماظلت دعاية المعارضين تطرحه باستمرار.

ويرى البعض أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى لن يلاحق رجال الأعمال الثلاثة، وأن إجراءات تهدئة قد تم اتخاذها لطمأنة الجميع، لكنه فى تلكؤ منظومته التنفيذية فى إلغاء المذكرة رغم إلحاح كل من اجتمعوا به من رموز المعارضة وفاعليها، يعطى رسالة واضحة للجميع، مفادها أنه غير مستعد للدخول فى حملة إعلامية لصالح رجل المعارضة القوى محمد ولد بوعماتو، خصوصا وأن الأخير أظهر رغبته فى خوض انتخابات الرئاسة، والسعى إلى التغيير بنفسه من موقع الرئيس، بعدما كان ينظر إليه كرجل أعمال يرفض التكيف مع الواقع القائم ويدعم أي فكرة تهدف إلى تغييره.

ورغم مرور 6 أشهر لاتزال النخبة السياسية المعارضة تستعجل الرئيس فى تسريع وتيرة إصلاحه، وطي صفحة الماضى المؤلم، بيد أن حركة أنصاره وداعميه، والخلاف المبكر مع رفيقه، تجعله ينظر بحذر لأي إصلاح متسرع، ويفكر أكثر من مرة قبل أي إجراء مهما كان نوعه.

زهرة شنقيط