أهم الاحداث التي شهدتها موريتانيا خلال 2019

أربعاء, 01/01/2020 - 09:49

ودع الموريتانيون عام 2019 بالكثير من أحداث التي ستبقى عالقة في ذاكرتهم، لعل من أبرزها أول تناوب سلمي للسلطة بين رئيسين منتخبين، ونهاية أحجية المأمورية الثالثة وتوتر العلاقة بين رجلين حكما البلاد لأكثر من 15 عاماً، ولكن أحداثاً أخرى حظيت بمساحة واسعة من الاهتمام خلال العام كاكتشافات الغاز والمشاركة الموريتانية غير المسبوقة في كأس الأمم الأفريقية.

 

سنة السياسة !

 

مع بداية العام وفي شهر يناير بدا واضحاً أن السنة ستكون سياسية بامتياز، حين شرع النواب في حراك «المأمورية الثالثة» وأطلقوا حملة لجمع توقيعات تطالب بتعديل الدستور من أجل بقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الحكم، ولكن هذا الحراك الذي كان مرتجلاً وغير منظم سرعان ما انتهى ببيان «مفاجئ» صدر عن رئاسة الجمهورية يوم 15 يناير، أثار من الأسئلة أكثر مما قدم من أجوبة، وهو الموقع باسم الرئيس الموجود خارج البلاد !

استدعاء الرئيس لبعض المسؤولين والائمة في آخر حكمه.

وقد وصف استدعاء المسؤولين بأنه محاولة من ولد عبد العزيز لإغلاق بعض الملفات الساخنة قبل تسليم الحكم لخليفته، خاصة بعد أن اجتمع يوم الثامن من يوليو بمجموعة من الأئمة والعلماء لإنهاء ملف المسيء للرسول صلى الله علي وسلم، محمد الشيخ ولد أمخيطير، الذي أفرج عنه بعد عدة أيام وتم ترحيله خارج البلاد.

يوم 01 أغسطس تسلم ولد الغزواني مهامه كرئيس للبلاد، وسافر ولد عبد العزيز إلى الخارج، لقد جرت الأمور بسلاسة أثارت استغراب الموريتانيين، وكأنها ليست المرة الأولى التي يحكم فيها رجل البلاد لولايتين رئاسيتين ثم يسلم السلطة وينصرف إلى شأنه الخاص، لقد بدا الموريتانيون وكأنهم غير مصدقين !

 

كانت السمة البارزة في بداية حكم ولد الغزواني هي «الكتمان»، فخلال عدة أيام عاشها الموريتانيون وهم يتساءلون عن هوية الوزير الأول وأعضاء الحكومة لم تكن هنالك أي معلومات حول الموضوع، إلى أن تم تكليف إسماعيل ولد ابده ولد الشيخ سيديا بتشكيل الحكومة، وبعد أسبوع عينت الحكومة التي أحيطت هي الأخرى بمستوى كبير من السرية.

وقد انتهى شهر أغسطس بأمطار قوية كانت مصدر فرح بعد موسم طويل من الجفاف، ولكن ذلك الفرح لم يدم طويلاً إذ تسببت الأمطار في فيضانات قوية بمدينة سيلبابي، هدمت الكثير من البيوت وشردت عشرات الأسر، وحولت سيلبابي إلى منطقة منكوبة، بعد مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وفي شهر أكتوبر كان الموريتانيون على موعد مع خبر سعيد قادم من أعماق المحيط الأطلسي، حين أعلنت شركة «بريتش بيتروليوم» البريطانية يوم 28 أكتوبر عن اكتشاف كميات هائلة من الغاز الطبيعي في منطقة «بئر الله»، وهي منطقة تقع في المياه الإقليمية الموريتانية، وتزيد من احتياطات موريتانيا الهائلة من الغاز الطبيعي.

 

 

وفى 16 نوفمبر حطت طائرة في مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي)، كان على متنها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وهو الغائب عن البلد منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أي منذ أن سلم السلطة لصديقه وخليفته، ولكن الرجل الذي عاد من أجل ممارسة السياسة وقيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، لم يكن يدرك أن الأوضاع قد تغيرت بعده، فصديقه نجح فيما فشل هو فيه طيلة عشر سنوات، تهدئة جبهة المعارضة، وذلك من خلال لقاءات «تشاور» أجراها مع قادتها في القصر، وأصبح بحاجة إلى «ذراع سياسية» لتسيير البلاد.

 

اندلعت شرارة الأزمة بين الرجلين عندما عقد ولد عبد العزيز اجتماعاً بلجنة تسيير الحزب الحاكم، أظهر خلاله أنه يسعى ليكون الرئيس الفعلي للحزب، وهو ما تحرك أنصار ولد الغزواني لمنعه، فوجد ولد عبد العزيز نفسه معزولاً داخل الحزب الذي أسسه قبل عشر سنوات.

 

تطورت الأمور حين أقال ولد الغزواني عشية عيد الاستقلال قائد كتيبة الأمن الرئاسي، وأجريت تعديلات على برنامج احتفالات الاستقلال والعرض العسكري الذي نظم في مدينة أكجوجت، فيما تخلف ولد عبد العزيز عن حفل عيد الاستقلال رغم تلقيه دعوة رسمية.

 

في النهاية وجد ولد عبد العزيز نفسه معزولاً ليس معه سوى سيدنا عالي ولد محمد خونه وبيجل ولد هميد، وقد واجهته صعوبة في عقد مؤتمر صحفي حين رفضت فنادق احتضانه، واعتذرت قنوات خاصة عن بثه، فاضطر لأن يعقده يوم 19 دجمبر في بيته وسط احتجاجات دائني الشيخ الرضا المدفوعين.