إعادة تدوير النخبة السياسية بموريتانيا

خميس, 26/12/2019 - 14:28

مع كل تغيير في هرم السلطة بتجدد الامل لدى قطاع واسع من كفاءات هذا البلد بضرورة تجديد الطبقة السياسية المهترئة بأخرى أكثر نصاعة و حيوية؛ لكن سرعان ما يتبدد ذلك الأمل عند اول انتخابات تشريعية و بلدية و حتى عند تجديد الهيئات القيادية للحزب الحاكم ليجد الناس أنفسهم امام نفس الوجوه ونفس الشخوص التي اهلكت الحرث والنسل تعيد إنتاج نفسها من جديد في مشهد سيريالي عبثي تساق إليه العوام كالبهائم لتنتخب او تصوت على لوائح أعدت سلفا وراء ابواب موصدة  لم تستشر عليها أصلا فتضطر النخبة الحالمة إلى مسايرة المشهد أو في احسن الاحوال التفرج عليه من بعيد وهو موقف سلبي في كلتا الحالتين و امام هذه الوضعية لا بد من تذكير القائمين على الشأن العام في البلد إلى عدة متغيرات دولية و محلية تجعل من استمرار هذه الوضعية على حالها من سابع المستحيلات ومن ذلك:

1 _ ثورات الربيع العربي و ما تلاها من استعادة الوعي العربي لمفهوم الحرية وحق الشعوب في التعبير عن أرائها دون وصاية من أحد

 

2_ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و سهولة انتشار المعلومات بسرعة فائقة بين افراد الشعب

 

 3_ تغيير بعض الانظمة الاقليمية  التي كانت ترعى و تساند الانظمة الديكتاتورية و ذلك بفعل ثورات شعبية لم تعد تقبل الظلم و  التهميش و الغبن

 

4_ جو الانفتاح الذي بدأت بشائره تلوح مع انتخاب مرشح  الاجماع الوطني رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي صرح بأنه لن يترك احدا على قارعة الطريق

 

 كل هذه العوامل وغيرها لن تجعل من  شعبنا استثناء في  شبه المنطقة لتستفرد به ثلة من بقايا انظمة بائدة تبدل جلدها كل مرة؛ لقد آن الأوان لتتبوأ النخب الوطنية الجادة و النزيهة زمام الأمور دون وسيط  ولن يحدث ذلك إلا  بتكتلها صفا منيعا فى مواجهة أولئك الذين يقدمون مصلحتهم الخاصة على مصلحة الوطن

و سيكون مؤتمر الحزب القادم محكا حقيقيا لمدى جدية النظام الجديد في احداث تغيير جوهري في الطبقة السياسية و آليات تشكيلها ام انها ستكون نسخة معدلة من سابقاتها ؟

 

اطول عمرو  حيد  عبدايم