احمد ولد حمزة :يكشف المستور في اول مقابلة له...

أحد, 13/10/2019 - 23:26

قال الرئيس السابق لمجمومع نواكشوط الحضرية احمد حمزة في اول مقابلة له ان النهوض بالمعارضة يفرض عليها التخلي عن الانانية التي تفخخها، وهذا نص المقابلة :

القلم: بعض الموريتانيين يتسالون لماذا حزب التكتل الذي كنتم غادرتموه قبل استحقاقات  يونيو الرئاسية والتي لم يكن باستطاعة الرئيس أحمد ولد داداه دستوريا الترشح لها، لماذا لم يستدعيكم لتمثيله في الاستحقاقات الرئاسية 2014 فضلا عن تلك التي جرت 2019؟ هل يعود لعدم ابداء رغبتكم في ذلك؟ ام ماذا؟
أحمد حمزة: بطبيعة الحال لا بد من التاكيد ان الاستحقاقات الرئاسية تكتسي  بالنسبة لكل فاعل سياسي اهمية قصوي باعتبارها محطة بالغة الاهمية للمترشح للقاء مع مواطنيه لعرض برنامجه.
بعد هذا التوضيح اعود للإجابة على سؤالكم . وهنا  فالنكن صريح معكم لابد من الإشارة إلى أنني في سنة 2014 لم أكن قط قد فكرت في الأمر لسبب بسيط وهو أن الرئيس أحمد ولد داداه الذي بالمناسبة أكن له كل التقدير والاحترام كان من حقه الدستوري الترشح باسم الحزب لهذه الرئاسيات. أما في استحقاق 2019 فإنني بالفعل قد فكرت في الأمر وكنت أتمنى أن ينظم الحزب انتخابات أولية داخلية بالنظر لما فيه من رجال ونساء ذوي قيمة حالية كلهم قادر على الاضطلاع بهذه المسؤولية، لنناقش مع الأطراف الأخرى مرشحا وحيدا إذا اقتضى الأمر. وهذا لم يتم للأسف. أما كون التكتل أحد أوائل الأحزاب المعارضة الذي ساهم في إغناء الديمقراطية الموريتانية لم يتمكن من تقديم مرشح ليجد نفسه في وضعية داعم لمرشح آخر حتى ولو كان من المعارضة لم تكن تسعدني. وهو ما بقى غصة في حلقي، لكوني أحب التكتل ويحتل مكانة قوية في قلبي لكوني عملت فيه والتقيت وعاشرت رجال ونساء مسؤولين ومحترمين وسأستمر على الرغم من كل ما حصل أكن الاحترام والمحبة لهذا الحزب.
القلم: في الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة التزمت بالحياد اتجاه كل المترشحين الستة. لم تدعم أي من المترشحين مما كان قد سيعطي نكهة للحملة التي اتسمت بالبرودة وقلة الحماس؟ هل لنا أن نعرف لماذا؟ أهي استقالة؟
أحمد حمزة: كما قلت لكم في الحين إن غياب حزب التكتل كان له الأثر الكبير في نفسي وجعلني مضطربا.
مع أنني احتفظ بعلاقات قوية وحميمية مع 5 من المترشحين في السباق لما كان لي من علاقات نضالية مع بعضهم. إنني احتفظ وبالتحديد بعلاقات حميمية تكاد تكون عائلية مع كان حاميدو بابا، وقد أثر في كثيرا كوني لم أتمكن من أخذ مكاني خلال مهرجان إعلان ترشحه لكوني كنت قد أخذت قراري بعدم ظهوري مع أي طرف.
القلم: مع العلم أنه ذكر عن بعض زملائكم من أرباب العمل أنكم التزمتم لهم بأن تدعموا معهم المرشح غزواني؟
أحمد: بالفعل بدأت خطوات في ذلك الاتجاه لكن بعض من الترتيبات الأولية المفروض لها أن تتم لم تحصل حالت دون المشروع، وعليه بقيت أنا مرتاح على موقفي الحيادي.
القلم: الموريتانيون انتخبوا محمد ولد الغزواني رئيسا للجمهورية في 22 يونيو الأخير، ما هي الدروس التي تستخلصون من ذلك؟ ما رأيكم في رفض بعض المترشحين للنتائج وما هو رأيكم للخطوات الأولى لهذا الرئيس الجديد؟
أحمد حمزة: إن نجاح السيد المترشح في الشوط الأول لم يكن عندي فيه أي شك لقد كان لديه سبق كبير على منافسيه لعدة أسباب منها: الرجل كان عمليا بصورة غير مباشرة الشخصية الثانية في الدولة لمدة 12 سنة تقريبا مع ما يتميز به من دهاء أسطوري وأخلاق رفيعة. وهو من ناحية مع سلفه كان صانع عملية تحديث قواتنا المسلحة في محيط إقليمي أمني في غاية الصعوبة. وهنا يمكننا القول دون مجازفة أننا أمام استمرار للنظام هذه المرة بقائد آخر.
والذين يظنون أنهم سيتمكنون من خلق سوء تفاهم بين الرجلين مخطئون جدا. أما بالنسبة للاعتراضات على نتائج الانتخابات ففي اعتقادي أنها عملية خاسرة. الانتخابات الآن أصبحت وراء ظهورنا وعليه فيجب علينا جميعا في هذا الطرف أو ذاك انتهاز فرصة التشاور التي انطلقت وإرادة الحوار المعلنة لصالح تقدم دولتنا. فيما يخص الفريق الحكومي، يعتبر مجيء بعض التكنوقراطيين للحكومة مطمئن بالنسبة لي. ثم إن التوازن بين القدماء والجدد يمكن أن يعتبر مؤشر انفتاح.
أضيف هنا انني لست من الذين استبطئوا عمل الرئيس أو استكثروا الوقت الذي اخذه في وضع الاجراءات المطلوبة في تنظيم وتنفيذ برنامجه حيث يجب عليه ان يأخذ الوقت المطلوب حتي يضمن انطلاقة متقنة وجيدة . الناس دائما يستعجلون وهاذا ليس محمودا . لكن معرفتي بالرجل وبسلوكه وبطبيعته واخلاقه فانني اعتقد انه يتقدم ببطء لكن بحكمة وثقة. من حظه انه يتمتع باحترام وثقة مسبقا . والذين التقوه اعلنوا انهم معجبون وأعربوا كلهم عن إعجابهم باستعداده وقدرته علي الاستماع . فلنعطيه الوقت أملا في انه بعد سنينه الاثني عشر في النظام ودون حس او سوء سيتمكن من ان يوصل دولتنا الي بر الامان ذاك ما نتمني له ولموريتانيا. مرة اخري دعونا نعطيه الوقت .
ـ ماذا تعني لكم اللقاءات المختلفة للرئيس مع الفاعلين السياسيين سواء في الاغلبية او في المعارضة والتي قد تكون كانت حول ارادته في ايجاد مناخ تشاوري بغية تهدئة الساحة السياسية الموروثة عن النظام السابق والاحداث والصدامات التي اعقبت 22 يونيو ؟ من ناحية اخري ما هي المواضيع بالنسبة لكم التي يجب بحثها في الحوار اذا ما تم ؟ 
انا من حيث المبدأ من المؤمنين والمتحمسين دوما للحوار كوسيلة مفضلة لحل كل الخلافات. فبالحوار والاستماع لبعضنا فقط يمكننا الوصول الي الحلول التوافقية ومن ثم التقدم لما فيه خير لنا جميعا . من هذا المنطلق تعتبر المشاورات التي انطلقت ستخلق ديناميكية جيدة وفي هذا المجال قد لاحظت ان كل الذين التقوا بالرئيس كانو جدا مرتاحين حتى لا نقول مطمئنين .وبالفعل نحن بحاجة لان نكون مطمئنين لقد خرجنا من رئاسيات 2019 يونيو الاخيرة والجروح التي شاهدنا جميعا ليست مريحة ولا تبعث للاطمئنان . ان وحدتنا الوطنية اهتزت ويجب امتلاك الشجاعة للاعتراف بذالك حتي نتمكن من البحث عن حلول باسرع وقت. لقد احسسنا بالحقد والبغضاء تم التعبير عنها للاسف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا امر غريب علنيا وعلى مجتمعنا. وبدون وحدة وطنية مصانة لا سلام ولا استقرار ولا تنمية وتلك هي دعائم الامن . علينا العمل وبسرعة واولنا في ذلك يبقي رئيس الجمهورية وانتهز الفرصة هنا لاوجه نداء الي الرئيس السابق بان يساهم في خلق المناخ السلم ومساعدة خلفه علي مواصلة ورشة دينامكية البناء ذالك هو واجبه وليس عليه  ان يحيد عنه . 
ارتفعت من كل النواحي اصوات مطالبة بالتوافق الوطني وعفو سياسي  شامل عن كل من لهم قضايا مع الدولة او مؤسساتها . اليوم تبرئة وعودة الشخصيات مثل محمد ولد بوعماتو والشافعي أصبحت مطلبا اجتماعيا وسياسيا. تقريبا كل مترشحي الرئاسيات حتي المواطنين العاديين يطالبون بذالك وعلي ان أكد هنا أن أي اجراء من هذا القبيل يجب ان يكون عام وشامل . 
هذا في رأيي اول خطوة يجب القيام بها من قبل المسؤول الأول للدولة أي الرئيس غزواني وبذلك ستهدأ الأنفس وتطمئن القلوب ويبدأ مأموريته بهدوء واطمئنان. 
القلم: المعارضة الموريتانية ذهبت إلي الرئاسيات جد مشتتة. ما هي حظوظها في إعادة التشكل؟ 
أحمد حمزة: أظن أن لديها حظوظ وإمكانيات العودة شريطة أن تتخلى عن الأنانية التي تفخخها باعتبارها عيبها الأول.
في بداية ديمقراطيتنا عرفت المعارضة حزبا كبيرا هو اتحاد القوى الديمقراطية الذي لا يمكن لأي كان التردد في وصفه بالحزب الوطني.
أظن هنا أنه علينا أن نعطي تحية خاصة لبعض الفاعلين فيه كأحمد ولد داداه وبطبيعة الحال مسعود ولد بلخير ومحمذن ولد باباه والمرحوم الحضرامي ولد خطري والمرحوم جوب ممادو آمادو.
قبل الانتخابات المحلية بقليل وخلال الانتخابات الرئاسية تبين لنا بجلاء أن تفتيت المجال السياسي لن يوصل إلى أي نتيجة، وأطلب من المعارضة أن تقف وقفة تأمل في إعادة تشكلها إلى 2 أو 3 أحزاب.
أعرف أن هذا يتطلب جهدا قويا وكبيرا إن لم يكن تضحية الذي أطلبه لكنه الوسيلة الوحيدة للإنقاذ، ليست لدينا حاجة لمائة حزب سياسي، علينا أن نعرف كيف نعقلن ونصون الطاقات بغية الحصول على أكبر مكسب حتى لا تكون الخسارة أكبر.
اعتماد قانون حل كل الأحزاب السياسية التي لم تحصل على أكثر من 1% من الأصوات المعبر عنها خلال استحقاقيين محليين متتاليين سيساهم بالتأكيد في تحسين الوضعية.
القلم: إن علاقاتكم بقريبكم ولد عبد العزيز لم تكن بالحميمة، النظام لم يسهل لكم المهمة على رأس المجموعة الحضرية لانواكشوط، ومنعكم من رئاسة غرفة التجارة، على الرغم من الدعم شبه المطلق لكافة أعضائها، كما أنه رفض أن يعيد لكم دفعة التعويض مثل ما فعل لنائب رئيس الجمعية الوطنية مع العلم أن الدولة هي التي اتصلت بمحكمة الحسابات؟ نتيجة هذه الحرب قد أفلست شركتكم لحرمانها من الصفقات العمومية وشدة منافستها بتعدد مصانع الاستيراد الهمجية؟ بعض الشائعات تتكلم عن خسارة صافية لما يقارب المليار أوقية ومع ذلك لم تعادوه كثيرا ولا تقبلون بأن ينتقد قريبكم أمامنا، أليست هذه مفارقة؟
أحمد: من الأكيد أن الحكومة السابقة لم ترحمني، تلك هي الحقيقة. القضايا التي عددتم سابقا لا تكفي للإحاطة بالظلم الذي أصابني في السنوات الأخيرة، لكنني رجل سياسي وأتحمل مسؤولية خياراتي مواقفي إلى الأخير.
وهذا يعني أن علاقاتنا إن لم تكن جيدة لا يعني أنني لم أحاول من طرفي أن أصلحها، كل مرة التقي فيها الرجل يكون لدي الانطباع بأنه لم تعد مشكلة بيننا، وإن كانت هناك فإننا قد تجاوزناها، ليعود بعد ذلك حاجز عدم التفاهم. في النهاية فهمت أن هناك من يعملون لتحريضه علي. اليوم قريبي لم يعد رئيسا للجمهورية ولا أكن له أي حقد أو مرارة. اعترف أنه كان يحب دولته وقد حقق لها الكثير. لقد تمكن من إظهار دور بلادنا الدبلوماسي بجدارة. أظن أنه يستحق كرئيس سابق للدولة الاحترام والتقدير. وهكذا فإنني استهجن الذين يقومون بانتقاده ومهاجمته منذ أن ذهب عن رأس الدولة.
أخيرا أسمحوا لي بأن أضيف ما يلي. كنت أتمنى بأن يضع نهاية للخلافات السياسية والاقتصادية التي وصمت مأموريته بأن يهدئ الخواطر والقلوب قبل ذهابه عن السلطة بما أنه صانع الأخوة الوطنية والتي تحتاجها الدولة. وبهذا كان سيسهّل مهمة نظيره وخلفه. يمكنني الاعتقاد بأن الأمر لا زال ممكنا. أنا شخصيا سأبقى أمد له اليد وأشجعه في هذا الاتجاه بالاعتماد في هذه النقطة على زميله وخلفه.
القلم: مفارقة أخرى، فيما كان النظام يشن عليكم الحرب فقط منتخبي تواصل هم الذين وقفوا بجانبكم. لم نسمع بزملاءكم من حزب تكتل القوى الديمقراطية في مساندتكم. هل تعلمون لماذا؟
أحمد حمزة: في الحقيقة أنا الذي لم أكن أود أن يعطى لهذا الخلاف بيني وبين السلطة مفهوما سياسيا، لم أكن أريده أن يخرج من إطاره الإداري البحت، قد أكون مخطئا. وكما لاحظتم لقد تلقيت فعلا دعما قويا من منتخبي تواصل لكن لا تنسوا أنه في تلك الفترة كل عمد تكتل القوى الديمقراطية كانوا قد بدلوا مواقعهم وقد بقيت وحدي المنتخب لهذا الحزب في انواكشوط. علي أن أضيف أنه خلال هذا الخلاف كان كل أعضاء المجلس البلدي بمن فيهم منتخبي الأغلبية كانوا بجانبي.
القلم: إن مشكلة الصرف الصحي في مدينة انواكشوط لازالت دائما الشغل الشاغل. أخيرا الحكومة استدعت الهندسة العسكرية لنقل أطنان النفايات المنزلية عن المدينة. عملية مؤقتة مثلما حصل في الماضي دعنا نقول. في رأيكم إلى أي مدى ستستمر؟ وما هي الحلول بالنسبة لكم لهذا المشكل المزمن؟
أحمد: أبقى دائما أكررها: مسألة نظافة مدننا تبقى دائما مرتبطة بالعقليات. أغلبية المواطنين تريد أن تفرض نمط حيات بدوي على المدينة. هذا غير مقبول. المشكل الآخر أنه عندنا عادة سيئة بأن نضع كل المسؤولية على الدولة التي عليها أن تقوم بكل شيء بدلا منا. إذا طلبنا خدمات من البلدية علينا أن نقبل بأن يكون هناك مقابل، وأن نقوم بواجبات المواطنة بتسديد الضرائب وأن يكون لنا سلوك مدني.
من الواضح وبحسب تجربة السنوات الأخيرة بأن الهياكل التي هي بحوزتنا للنظافة ليس بمقدورها أن توفر الحلول المناسبة.
ولهذا السبب أظن أنه علينا أن نوكل مهمة تسيير النفايات إلى شركة متخصصة كما فعلنا سابقا مع بيزورنو من خلال مناقصة دولية، هذا هو الطريق الوحيد لإنقاذ مدننا الكبيرة وبالذات انواكشوط. كما يجب في نفس الوقت أن نعيد النظر في هيئات ونقاط التجميع ومكبات النفايات ونقلها ومعالجتها. وبمعالجة مشكلة النظافة والصرف الصحي سنعالج مشكلة الصحة العمومية وإيجاد بيئة لمدينتنا أسعد.
أذكر أخيرا أن بيزورنو، كما علمنا جميعا، بذلت جهودا مضنية في ظرفية صعبة فلتكن عندنا الأمانة بأن نعترف لها بذلك؛ التحدي كان كبيرا والإمكانيات دون المطلوب والنظافة ليست لها ثمن.
القلم: بعد الحديد والنحاس والذهب موريتانيا ستكون في غضون 2022 منتج للغاز والبترول، مستقبل واعد أم لا؟
أحمد: بالتأكيد الوضعية الاقتصادية والاجتماعية ليست بالمطلوب لكن المستقبل على عكس ذلك واعد شريطة أن يكون تسيير هذه المصادر شفافا وعادلا ومنصفا وأن يتم توزيع عادل للثروة بين المواطنين ويمكن للمجتمع المدني أن يساهم في هذه الديناميكية من خلال حملات شرح وتحسيس للفوائد الاقتصادية والبيئية لهذه المشاريع. يجب الاعتراف هنا بأن توفر المعلومات والاتصالات والعلاقات العامة ليست بالمستوى المطلوب عندنا على عكس ما هو في السنغال المجاور. أملنا يبقى كبيرا بأن تعطي هذه المشاريع مداخيل معتبرة لموريتانيا.
القلم: ماذا يعني بالنسبة لكم كرئيس للتحالف الفرنسي الموريتاني الدعوات الأخيرة من طرف منظمة إلى إحلال العربية محل الفرنسية في الإدارة الموريتانية؟
أحمد: باندفاع من أكثر من طرف النقاش حول اللغة كان دائما عاطفي ولا يأخذ وجهته الصحيحة. في حين أنه كأداة اتصال وتبادل وتقارب بين المجتمعات لا يجب أن يكون في نظري بأي صورة مصدر خلافات أو أزمات، بعبارة أخرى عدم تفاهم. دعونا نقول القضية كانت دائما سيئة التسيير وخاصة بعد ظهور نظامين للتعليم مختلفين مقسمين بذلك أبناء موريتانيا. إننا بوضعهم في نفس المدرسة وإعطاءهم نفس التعليم نكون قد عالجنا مشكل الوحدة الوطنية وهذا مهم. إن اللغة يجب أن لا تكون مصدر انقسام ومغالطة كما يريد لها الشوفينيون إضرارا بدولتنا وبوحدتها وبعلاقاتها مع الغير.
في موريتانيا ليس هناك من يعترض على مكانة اللغة العربية، إنها لغتنا الرسمية ولغة العمل بالنسبة لقسم من نخبتنا، وهي قبل ذلك لغة الإسلام الذي يجمعنا. هذه حقيقة لا جدال فيها. لكن يجب أن لا نتجاهل أن الفرنسية لها منزلتها في تاريخ دولتنا. هذه المنزلة أعطتها مكانة لغة العمل لقسم آخر من نخبة دولتنا، ولا يخفى على أحد الآن أن كل القطاع الاقتصادي يعمل بالفرنسية. وعليه ليس هناك أي مصلحة في تحريض البعض على البعض. دعونا من النفاق. علينا أن نعمل على ما يوحدنا لا على ما يفرقنا.
في عالم يتسم بالتطور السريع علينا البحث عن فوائد الاختلاف لأدوات الاتصال والتكيف مثلما فعل آخرون بدلا من وضع الحواجز حتى لا نقول الجدار. أظن أنه على الدولة وجوبا تدريس ثلاثة لغات: العربية والفرنسية والانجليزية مع إضافة لغة رابعة اختيارية من بين اللغات المختلفة: الإسبانية والألمانية والبرتغالية والصينية، الخ.
أخيرا ومن أجل موريتانيا غد أفضل موريتانيا الأجيال علينا أن ندخل من بداية التعليم الأساسي دروس من إحدى اللغات الوطنية الأخرى: كالبولارية والسوننكية والولفية، بهذا نكون سهلنا التواصل بين الموريتانيين وكسرنا الحواجز بينهم وأبعدنا النقاش عن مجال المحاباة، ونقضي على معضلة الوحدة الوطنية.
القلم: بالنظر إلى علاقاتكم مع المغرب والسنغال وفرنسا هل يمكنني أن أسألكم ماذا يعني لكم رحيل الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ومرض الملك محمد السادس وإطلاق سراح صديقكم خليفة أبا بكر صال، العمدة السابق لمدينة داكار، الذي تعرض تقريبا مثلكم لمضايقات النظام السنغالي؟
أحمد: لقد تأثرت جدا برحيل الرئيس جاك شيراك لأنه رجل دولة عظيم وصديق لإفريقيا. إنه أحد كبار رجال القرن الذين رحلوا، وانتهز فرصة هذه المقابلة لتقديم تعازي لأسرته وللسلطات والمواطنين الفرنسيين. لقد علمت فعلا وبذهول بمرض الملك محمد السادس وأنتهز الفرصة لأتمنى له الشفاء العاجل وعمرا مديدا ليتابع مشروعه على رأس المملكة المغربية.
أخيرا، لقد تلقيت بكل سعادة نبأ حرية أخي وصديقي خليفه صال العمدة السابق لمدينة داكار، ولا يمكنني في هذا الصدد إلا أن أشكر الرئيس ماكي صال الذي قرر العفو وأشجع رئيس الدولة السنغالية على أن يستمر إلى الأمام في سياسة التشاور والمصالحة باعتماد قانون العفو الشامل لصالح خليفة وكريم واد وهكذا سيتمكن السنغال من المصالحة مع ذاته ومن ثم التقدم. وهذا ما أتمناه أيضا لبلدي: عدالة، مساواة، وحدة، نهاية التطرف في منطقة الساحل والسلام في العالم كله.

 

أجرى المقابلة دلاي لاما