هنيئا لأمتنا بعرسها الديمقراطي

خميس, 01/08/2019 - 20:43

إن فاتح أغسطس يوم تاريخي، بكل المعايير في المسيرة الديمقراطية لأمتنا الموريتانية، إنه يوم لا كالأيام إذ هو إضاءة من نور في بحر ظلمات الاستبداد وحكم الفرد الواحد والعائلة الواحدة.
كيف لا يكون يوما تاريخيا، وقد تنادت الزعامات في قارتنا السمراء أن هلموا إلى مشهد استثنائي وحالة نشاز في شبه منطقتنا، أعطت فيها بلادنا المثل الحسن في التداول السلمي على السلطة، والذي بموجبه يسلم رئيس منتهية ولايته السلطة(الراية) إلى رئيس منتخب ديمقراطيا بانتخابات نزيهة، شهد ممثلو المنظمات الدولية والإقليمية على نزاهتها وشفافيتها.
لقد أيقظت مراسيم تنصيب رئيس الجمهورية المنتخب روح الوطنية عند كل موريتاني اعتزازا منه بما حققته أمتنا من نجاحات ديمقراطية، في ظل الأمن والاستقرار.
إن نعمة السلم وسلاسة نقل السلطة بين هذا الرئيس وذاك لا يقدرها من الشعوب إلا من حرمها، ولنا في بعض الجيران عظة، وكذا بعض من "دول العرب"، حيث يفنى الحاكم شعبا بأكمله كي يبقى في سدة الحكم، وقد يدعم انقلابا أو تمردا في هذه الدولة أو تلك، حتى لا يصل التغيير عتبة قصره أو لا يصاب شعبه ب"فوبيا المطالب بالحقوق والحريات".
إن التمثيل الهزيل من بعض "دول العرب" إن دل على شيء فإنما يدل على أن معظم أنظمتهم الحاكمة يرون في التجربة الديمقراطية الموريتانية في التداول السلمي على السلطة، خطرا قد يحدق بهم، فليس مألوفا لديهم أن يسلم حاكم حي السلطة إلى حاكم منتخب آخر ديمقراطيا، فالقاعدة عند القوم أن لا يتنازل الممسك بالسلطة إلا وهو محمول على نعشه إلى مثواه الأخير أو مطاردا مدحورا في منفاه القسري، جراء انقلاب عسكري قد يؤدي إلى تصفيته الجسدية.
ولقد أثنى غير واحد من الإعلاميين العرب على مثل هذه التجربة الدرس، حيث كتب الإعلامي المعروف، عبد الباري عطوان: " شاهدت للتو ظاهرة حضارية ديمقراطية غير مسبوقة في موريتانيا...رئيس منتخب سلم السلطة بطريقة دستورية لآخر منتخب ويتعانقان بحرارة وهما في قمة اللياقة والحكمة، دون طعن خناجر مسمومة في الظهر..شكرا لموريتانيا وشعبها العظيم، لم أسيطر على دموع الفرح وأنا أعانقهما إعجابا بهذه المفخرة".
وهو كذلك عزيزي عطوان، إنها بحق مفخرة مهما تقول المتقولون وتجاهل المتجاهلون، فهي تجربة تستحق الإشادة والتنويه، نستحق كموريتانيين أن نهنأ بها ونهنأ عليها.
فهنيئا لأمتنا بعرسها الديمقراطي.

/ احمد جدو ولد محمد عمو