أين تفوقت وفيما أخفقت حركة حماس مع الذكرى الـ29 لانطلاقتها؟

أربعاء, 14/12/2016 - 15:04

في خضم الاحتفالات التي تجريها حركة المقاومة الإسلامية حماس بذكرى انطلاقتها الـ29 ، تطفو إلى الواجهة تساؤلات حول الموقع الذي حققته حماس على الصعيدين السياسي والعسكري وأهم الإنجازات التي حققتها الحركة خاصة فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والمستجدات المحيطة بالمنطقة والعالم .

الرقم الصعب

وفي هذا السياق اعتبر الدكتور جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط أن حماس تمكنت من عبور عواصف متعددة ومحاولات إسرائيلية لسحقها في عدة مرات مشيرا أنها إضافة نوعية جديدة أحيت القضية الفلسطينية وأعطتها بعدا جديدا بعد أن ظن الكثير أن المقاومة غير قادرة على النهوض من جديد.

وأشار الحمد أن توالي السنين مكن حماس من تقديم صورة سياسية مرنة من جهة ومستقلة اقتصاديا من جهة ثانية وقادرة على حشد العالم الإسلامي من جهة ثالثة.

واكد أن حماس اليوم تشكل رقما صعبا في كل من معادلة المقاومة المسلحة داخل فلسطين وكذا في إطار صعوبة تخطيها عند الحديث المعلن وغير المعلن حين يجري الحديث عن تسويات.

صمود في ثلاثة حروب

وأوضح الحمد أن "حماس تمكنت من الصمود في ثلاثة حروب طاحنة مع إسرائيل في لحظة تاريخية غير مسبوقة في المنطقة منذ نحو مئة عام حتى الآن. قائلا :" لا يوجد حركة وطنية مقاومة للاحتلال بحجم حماس وما قدمته".

وعن الربيع العربي وموقع حماس منه قال الحمد :"الربيع العربي كان عامل مهم جدا بالنسبة للقضية وكان يحمل بشريات حيث أصبحت الشعوب منخرطة في العملية السياسية في بلادها عبر حكومات منتخبة وكل ذلك صب في صالح القضية الفلسطينية" مستدركا "لكن الانقلاب على الثورات أثر بشكل كبير على حماس والقضية وافقدها فرصة أن تتقدم خطوات أكبر باتجاه ما يتطلع اليه الفلسطينيون".

وأردف :"هناك تراجع كبير في حجم الاهتمام بالقضية الفلسطينية نتيجة ما يعصف بالمنطقة العربية من حروب واقتتال فهناك استنزاف كامل للأمة بكل مكوناتها وكل ذلك أضر بالقضية الفلسطينية وأثر على حركة حماس كجزء مهم من القضية ".

أبرز التحديات

وأشار الحمد أن حماس تعاني من إشكالية حقيقية في الضفة الغربية بسبب ملاحقة السلطة والاحتلال الإسرائيلي لها موضحا في ذات الوقت أن الحركة تعاني أيضا من إشكال في علاقاتها الدولية بسبب الانقسام العربي والحروب الطائفية في المنطقة مثلها مثل القضية الفلسطينية التي هي جزء منها.

واعتبر أن التحديات التي تمر بها حماس الآن تشكل فرصة لتعيد حساباتها في عدد من الملفات خاصة الوحدة الوطنية التي تمثل رافعة مهمة لإعادة القضية للبعد العربي ومواجهة مخططات الاحتلال.

لكن المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم كان له رأي آخر حيث قال "موقع حماس السياسي لا يتناسب مع قدراتها العسكرية فقدراتها العسكرية متفوقة جدا على قدراها السياسية لأنها خاضت ثلاثة حروب في مواجهة إسرائيل وتمكنت من إفشالها ".

وأشار قاسم في تصريح خاص أن السياسيين لم يستغلوا قدرات حماس العسكرية لإثبات أنفسهم سياسيا لا على الساحة الداخلية ولا العالمية .

تسد فجوة كبيرة 

وقال قاسم "رغم ذلك حافظت حماس على قوة الدفع العسكري لدى الشعب الفلسطيني ولولاها لغاب العمل المقاوم عن الساحة الفلسطينية وهي تسد فجوة وثغرة كبيرة في الجسد الفلسطيني".

وأشار المحلل السياسي أن الظروف الصعبة التي تواجه حماس كثيرة على رأسها الحصار المفروض على قطاع غزة من قبل الاحتلال والدول العربية لأن الحصار يحول دون شراء المستلزمات إما للحياة اليومية أو لشراء مواد تطوير العمل العسكري".

وانتقد قاسم حماس قائلا :"الحركة ارتكبت أخطاء بحق نفسها حينما أخدت موقفا ضد بعض الأنظمة العربية في المنطقة  قبل أن تتضح مآلات بعض الأمور  فحماس من الناحية السياسية لا تقدر الأمور بشكل جيد والجناح العسكري لديها أكثر ذكاء من القيادة السياسية".

ويحي الآلاف من أنصار وعناصر حركة حماس اليوم الأربعاء 14 ديسمبر ذكرى الانطلاقة الـ29 بمسيرات ومهرجان مركزي في مدينة غزة التي تعتبر المعقل الرئيس للحركة.

عربي21