من أجل موريتانياً.. نعم لنصنع التحول المنشود مع ولد الغزوان

ثلاثاء, 12/03/2019 - 00:36

تستعد موريتانياَ في الفترة القادمة لخوض تجربة انتخابية جديدة، نرجو أن تسفر عن خيار يتعزز به أمنهاَ وازدهارهاَ ويزداد ارتفاع اسمهاَ في المحافل العربية والافريقية والدولية.  وبهذه المناسبة، نقدر احترام السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لدستور البلاد، مماَّ جنبهاَ أزمات بدت معالمهاَ تلوح في الأفق وفتح الباب لتنافس حر بين مترشحين، يختار المجتمع من بينهم من يراه الأكفأ لتعزيز وحدته وتنميته وتأمينه.
لقد استطاع الموريتانيون بجدهم وطموحهم بناء دولة عصرية ومؤسسات ديمقراطية كماَ استطاعواْ بنشاطهم وحيويتهم إنجاز الكثير في ميادين التنمية والثقافة.  ولم تتقاصر موريتانياَ عن دورهاَ في دعم القضاياَ العادلة في العالم وأصبحت وجهة للقمم الاقليمية والعربية والافريقية.
وعلى الموريتانيين اليوم مضاعفة جهودهم على جبهتين متكاملتين هماَ الجبهة الاجتماعية والجبهة التنموية.
الجبهة الاجتماعية: في سبيل بناء هويته وترسيخ دولته، تغلب المجتمع الموريتاني في العقود الاولى من الاستقلال على عوائق الفئوية والعرقية والجهوية والقبلية التي كانت تعترض تقدمه.  ومن المفارقات اليوم، ارتفاع أصوات على المنابر تعيد إحياءهاَ. وهي في عصرناَ أسرع في هدم بنيان الأوطان من أي معاول أخرى. قد تبقى الدول دون مستوى تنموي كاف وقد تنهض بعد غزو أجنبي أو كوارث طبيعي.  ولكن الذي لاَ بقاء لهاَ معه هو التفتت من الداخل. وقد بلغت الدعوات العرقية والقبلية والفئوية والجهوية من التفاقم ماَ يفرض التنبه لخطرهاَ المدمر والبحث في جذورهاَ وعن أفضل الآليات للتغلب عليهاَ نهائياًّ.  وهذاَ واجب الدولة والقوى الحية والمجتمع معاً. وأسُسُ تحقيقه التنميةُ والعدالةُ وروحُ الإنصاف والتآخي.
جبهة التنمية. وتشمل التعليم والعناية بالشباب وإصلاح الإدارة واستغلال الموارد الطبيعية وتطوير البنى التحتية.
التعليم شرط التنمية الأول وقد حققت بلادناَ منذ استقلالهاَ، انجازات كبيرة فيه.  ولكنهاَ بحاجة اليوم إلى رفع مستواه وتحديد أولوياته لبناء المستقبل. يجب أن تكون المدرسة باباً يفضي إلى الحداثة وجسراً نحو التنمية، لاَ أن تتوقف مهمتهاَ عند تخريج أعداد من حملة الشهادات، قليلٌ منهم من توظفه الدولة والشركات الكبرى. ولاَ بد من مدرسة تمجد الوطن وتدرس تاريخه ومآثره وتنشر في المجتمع قيم المواطنة والوعي بأن الهوية تبنى وتصان ليتجاوز الموريتانيون حالة التجاور التي تطبع علاقاتهم اليوم، إلى التداخل والامتزاج. وإن صلح التعليم، تحررت طاقات المجتمع فازدهرت الثقافة وكثر الإنتاج الأدبي والمسرحي والسينمائي. وبه يحياَ البحث العلمي والتنقيب عن الآثار وتتطور الفنون الجميلة. وبالتعليم تصبح الصحافة أداة فعالة في تعزيز أركان الدولة وخدمة المجتمع وتنويره وإرشاده. وهي قادرة على ذلك إن دعمت مادياًّ ومعنوياًّ. 
من يهتم بالتنمية لاَ بد أن يهتم بالشباب بنين وبنات فهم أكثر من نصف المجتمع.  وهذاَ َالشباب يعاني فراغاً كبيراً لعدم رعايته وتشغيله وعدم خلق فضاءات مادية وثقافية تحرر طاقاته وتنمي فيه روح الابتكار والثقة في المستقبل.  وأعداد كبيرة من خيرة شبابناَ، تعليماً وقدرة على خدمة البلاد، تفرقت في المهجر، تبني بلداناً عرفت قيمتهاَ. وحين يرجع الواحد منهم، لاَ يجد في وطنه التقدير ولاَ الفرص المناسبة لخدمته.   والشباب أداة البلاد لاستغلال ثرواتهاَ الطبيعية واستفادتهاَ القصوى منهاَ.  وبسواعده تبنى الدولة وتؤمن الحدود وتزدهر الثقافة والإبداع. ولكنه إن لم يجد الرعاية وتلبَّ حاجاتُه، لا ندري أي ريح تأخذه وقد يتحول إلى قوة تدمير هائلة وقودهاَ إحباطه وضياعه.  فلنكونه ونتواصل معه ونثق فيه وندفعه إلى شق طريقه نحو المستقبل.
لاَ تنمية دون استغلال الثروات التي حباناَ الله بهاَ من بحيرات جوفية ونهر ممتد مئات الكيلومترات وأراضي صالحة للزراعة المروية وثروة حيوانية متنوعة. ومع ذلك ما زلناَ نستورد معظم حاجاتناَ الغذائية من البلدان البعيدة بل ومن إخوانناَ في الشمال مع أنهم لاَ يملكون مثل ماَ لناَ من هذه الثروات. وماَ تزال استفادتناَ من ثرواتناَ البحرية والمنجمية في أدنى مستوياتهاَ ولم نتجاوز بعدُ مرحلة بيع المواد الخام. لذاَ فإن استصلاحاً زراعياً شاملاً وصناعات غذائية وأخرى في الصيد والمناجم، إنجازات ضرورية لتنويع مصادر اقتصادناَ والرفع من مستوى مجتمعناَ في جميع المجالات. وعليناَ استغلال ثرواتناَ السياحية التي تفتن الزائر من شواطئ مشمسة وأودية وواحات وصحاري ومدن أثرية...
بذلت البلاد منذ الاستقلال جهوداً معتبرة في مجال البنى التحتية فأقامت طرقاً رئيسية ومطارات عززت التواصل والتكامل بين مناطقهاَ المتباعدة.  وبنت موانئ ومستشفيات ومؤسسات تعليمية علياَ... ورغم رضاناَ عن الحركة العامة لدولتناَ ومجتمعناَ فإن ماَ ذكرناه من إنجازات يحتاج تجهيزات فنية عالية وصيانة مستمرة وتوسيعاً دائماً وزيادة في العدد وطواقمَ تحسن استغلاله. وفي أنحاء البلاد حتى الآن مدن وقرىً وبوادي لاَ يشعر المرؤ فيهاَ إلاَّ بأصداء القرن الحالي.  وحتى نواكشوط فإن من يتجول فيهاَ، يلاحظ كم هي بعيدة عاصمتناَ عن المقارنة بالعواصم العالمية. لذاَ تحتاج بلادناَ نهضة شاملة في ميادين البنى التحتية...
وتحتاج التنمية وبناء الدولة سلطة تنفيذية قوية واستقلالاً حقيقياًّ للسلطتين التشريعية والقضائية وإصلاحاً إدارياً ومؤسسات تنموية وأجهزة أمنية فعالة. ولترسيخ تجربتناَ الديمقراطية، يجب دعم الأحزاب فضعفهاَ مضر بقدرتهاَ على التنظير والتنظيم وتدريب الجماهير على الحوار وثقافة التناوب. كماَ أنه مضر بأدائهاَ لدورهاَ في تقوية تلاحم أطياف المجتمع.
وتحتاج هذه التحديات إلى نظام وطني يقوده رجل ذو قيم رفيعة وتكوين عال وتجربة كبيرة، همه الوحيد وفريقه، بناء وحماية هذه البلاد.  وهي بلاد مترامية الأطراف، غنية بمواردهاَ التي يحتاجهاَ العالم وسيستغلهاَ لاَ محالة. فإن نحن عززناَ وحدتناَ وتعاليناَ على التناقضات الثانوية وتراحمناَ واجتمعناَ حول نظام بهذه الصفات أصبحناَ، بعون الله، في مقدمة البلدان النامية والشعوب الغنية. أماَّ إن لم نفعل فستتعرض بلادناَ للأخطار ولن نستفيد إلاَّ فتات خيراتناَ التي سيتقاسمهاَ الآخرون من جميع الآفاق وفى جميع القارات، دون جزاء ولاَ شكور.
ونحن وبلادناَ تستعد لاستحقاقات رئاسية حاسمة، نرى أن محاور برنامج المترشح السيد محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الشيخ الغزواني، تطابق رؤيتناَ وطموحناَ لموريتانياَ. لقد وجدناَ في خطابه وعياً عميقاً بالتحديات وتعهداً قاطعاً للشعب الموريتاني بالعمل لمصلحته والتفاني في خدمته وصون حوزته الترابية ووحدته الوطنية وإصلاح نظامه التربوي. كماَ وعد بتشغيل الشباب وبأن تتبوأ المرأة مكانتهاَ اللائقة في المجتمع. وإن هذه المحاور أساسيةٌ في ماَ نعتقد أنه المنهج الأمثل لتحقيق نهضة تنموية شاملة في موريتانياَ التي نتطلع إليهاَ.
وإنناَ نساند المترشح السيد محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الشيخ الغزواني ولد الشيخ محمد محمود الخلف ونمد أيديناَ إلى كافة المواطنين لننتخبه معاً ونصنع معه التحول المنشود لبناء موريتانياَ الغد، القوية، الآمنة والمزدهرة.
 
حفظ الله موريتانيا وأهلهاَ

د. محمد المحجوب ولد محمد المختار ولد بيه، وزير وسفير سابق.